نشاط اسبوعي مضاعف للمجلس الاقتصادي والاجتماعي وملحوظ خلال الاشهر القليلة الماضية متزامنا مع تعيين الرئيس الحالي الدكتور جواد العناني لهذا المجلس متمثلا نشاطه في لقاءات اسبوعية مع الوزراء المعنيين في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والمالية والتعليمية والارشاد والوعظ وغيرهم من المسؤولين.

يستعرض هؤلاء نشاطات وزراتهم وتوجهاتها المختلفة في متابعة الشأن المحلي وما يقومون من خطط وبرامج لا ندري ما هو الهدف من هذه اللقاءات ولكن نعتقد ان هناك توجها للمجلس لتثقيف نفسه في هذه اللقاءات ومن المفروض ان يتم على ضوء ما يطلع عليه المجلس ان يكون له توجهاته لرسم سياسات ناجعة لمختلف الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وان يضع هذا المجلس اياديه على نقاط الضعف لمعالجتها وعلى نقاط القوة لتعزيزها في خطط وتوجهات المسؤولين المعنيين.

بداية هذا توجه يحمد عليه هذا المجلس ونأمل ان نرى دراسات معمقة وشافية ووافيه على ضوء ما يستخلصه المجلس من افكار لتأخذ بها لجانه المختلفة والمتخصصة كل منها في شأن معين لتكون هذه الدراسات رديف فاعل ويؤخذ بها عند الحكومات لا ان يبقى حال المجلس على ما هو عليه حتى الان وكانه هيئة استشارية حالها حال المستشارين في الدولة الاردنية الذين يأخذون مسميات دون افعال.

اعتقد ان الفعل لهذا المجلس يتمثل في ما يقدمه والاهم ما يؤخذ به مما يقدمه من افكار تكون رديفا او مغيره لسياسات وتوجهات حكومية قد تكون خاطئة ونأمل ان نرى مثل هذا المجلس منتقدا لسياسات حكويمة خاطئة وهذا هو دوره الحقيقي رغم ان الحكومة هي من تنسب بتعيين رئيسه واعضائه ولكن على هؤلاء ان يدركوا ان الحكومة عندما تختارهم لهذا الدور فانها تعتبرهم اصحاب قدرات وعليهم ان يعبروا عن قدراتهم على اعتبار انهم عناصر فاعلة ومهمة لا ان يبقوا في وضعية الشاكرين للحكومة على انهم مستشارين لا يستشارون وان اختيارهم للوجاهة فقط دون ان يفعلوا شيئا.

اعتقد ان الزمان الحالي يختلف عن الزمان الاول كما اعتقد ان تعيين شخصية ذات وزن لرئاسة المجلس فان مقتضيات الظروف والمرحلة تتطلب من هذه الشخصية ان تكون بحجم وزنها في الاداء وان لا تحسب حساب للحكومة حتى لو كان قرار بقائها او اقالتها في يد الحكومة فالشخصية الهامة تعبر عن اهميتها بفعلها دون حساب لخسارة المنصب فربح الموقف اهم من خسارة المنصب او وضعه في حساباتها.

هناك جهات عديدة منها اعضاء في مجلس النواب المنتهية ولايته مؤخرا طالبت بحل هذا المجلس لعدم جدواه رغم ان اعضاء المجلس النيابي لم يكونوا بمستوى عال من الاداء فقد قيموا هذا المجلس بان اداؤه متدني ولا فعل حقيقي له على ارض الواقع.

اعتقد ان الاهم في المجلس الذي يتشكل من فعاليات اقتصادية واجتماعية لها وزنها ولديها من الخبرات التي تؤهلها لان تكون مرشدا هاما لاداء هذا المجلس وحتى يكون له دور في تقييم الاداء الحكومي الا ان مثل هذا المجلس يضم في ثناياه بعض من جاءوا ليس لخبراتهم وقدراتهم انما تم ترشيحهم من الجهات التي يمتلونها على اساس الواسطة والمحسوبية وهذا يولد احباطا للكفاءات الموجودة لتماثلها في عضوية المجلس مع من لا كفاءة ولا فعل لهم وعلى رئيس المجلس ان يسعى لاعادة تقييم اعضاء المجلس ليكونوا منسجمين مع ما يؤهلهم مع بعضهم البعض واعتقد ان الاستعانة بالاكاديميين وتغذية المجلس بدراساتهم ستساهم في تحسين الاداء.