facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مؤسستا الديوان والأمن!


شحادة أبو بقر
29-01-2013 10:32 PM

عبر تاريخ الدولة الاردنية منذ العشرينات والى اليوم,لم يقبل النظام التشغيلي الكلي للدولة الا ان تكون مؤسستا الديوان الملكي ,والأمن, مؤسستان قويتان فاعلتان , وبصورة اسهمت وبوضوح في تعزيز هيبة الدولة والبلد عموما,وبغير ذلك وهو حاجة وطنية اساسية يدركها كل متابع ينقلب المشهد الى نقيضه تماما!.

وبالسؤال عن السبب ,فان مؤسسة الديوان مثلا ترتبط مباشرة باسم "الملك" شخصا ومقاما , وله الاحترام , وحتى وان قلنا ان الديوان هو بيت الاردنيين جميعا وهو كذلك ,فهو مؤسسيا ديوان الملك ومكتبه ,ورئيسه هو همزة الوصل بين الملك وسائر سلطات الدولة ومؤسساتها ,واجتماعيا تعارف الاردنيون ومنذ القدم على ان الوصول الى الديوان يعني عمليا بلوغ الحاجات مهما كانت ,فأن أُوصدت ابواب الحكومات فان ابواب الديوان مفتوحة على الدوام لا يُصد فيها احد , وهكذا هو العرف الذي يجب ان نحرص عليه جميعا,وهنا يكمن سر "ابوية الدولة ",وهي في الحقيقة ابوية الديوان ,فلا الحكومة ولا اية مؤسسة سواها تعطي وتساعد خارج الاطر القانونية والرسمية,اما الديوان فلا عذر له في الثقافة الشعبية التاريخية الا ان يعطي ويساعد ,وليس ممكنا لكل اولئك الذين يتحدثون عن مدنية الدولة او الدولة المدنية غير الابوية اطفاء هذا العرف بين ليلة وضحاها , الا ان توهموا ان مملكة في الشرق اسمها المملكة الاردنية الهاشمية بخصوصيتها المعروفة يمكن ان تصبح بين عشية وضحاها المملكة المتحدة او مملكة هولندا مثلا!.

وفي السياق ولمزيد من الدلالة على اهمية "الديوان"في ذهنية الاردنيين كافة ,فان مجرد وظيفة بسيطة هناك تمنح شاغلها درجة عالية من الاهمية الاجتماعية قد تتخطى اهمية منصب الامين او الوزير اوماشابه في عرف الناس كافة.

قوة الديوان وفاعليته قوة للحكم وللحكومات والبرلمانات وللدولة والوطن عموما ,ولهذا فقد اقتصرت الاختيارات لرئاسته على اشخاص بحجم رئيس وزراء مع ما يتطلبه ذلك من وعي سياسي ملحوظ ومعرفة شاملة بسائر شؤون المجتمع , ولا نبالغ عندما نقول ان اهمية هذا المنصب تتجاوز اهمية سائر المناصب الاخرى في الدولة ,ولسبب بديهي مباشر هو ارتباطه بذات الملك مباشرة ويوميا, اذ كلما كان الديوان قويا ويمارس صلاحياته بقوة ,كلما كانت الدولة قوية ولا يجادل في هذا الا صاحب فكر وتفكير متوااضع!.

في الشق الثاني من المعادلة من حيث الأهمية المتوارثة في مسيرة الدولة , تاتي المؤسسة الامنية مباشرة ,وسر أهميتها يكمن في امرين الاول انها ذات صيغة عسكرية , والثاني ان دورها يتصل بأمن كل مواطن بصورة فردية ,وبأمن البلد كله من وجهة نظر وطنية ذات صلة بالمصالح العامة والعليا للوطن !,وكلما كانت المؤسسة الامنية قوية وتؤدي دورها باخلاص ,كلما كانت منظومة "الهيبة العامة" للبلد مصونة , والعكس صحيح تماما ,ومن هنا فان من يخاصمون هذه المؤسسة كمؤسسة انما يخاصمون انفسهم وبلدهم وبامتياز ومن حيث يدرون او لا يدرون ,وانا هنا اتحدث بين يدي الله لا سواه وعن مؤسسة لا عن اشخاص قد يصيبون وقد يخطئون ,على ان المصالح العليا تقتضي معالجة هكذا اخطاء ان وجدت داخل المؤسسة لا خارجها ,صونا لهيبتها التقليدية وبعثا للطمأنينة في نفوس العاملين فيها والقائمين عليها!.

من سوء حظ المؤسسة الامنية في سائر بقاع المعمورة ,ان العامة يهابونها لا بل يخاصمونها , وبالتالي لا يترددون في تحميلها المسؤولية عن كل خطأ وكل ما يتعارض مع اهوائهم ورغباتهم ,وبالتالي لا يتردد الكثيرون في الدعوة الى تقزيمها وتحجيم دورها ,بعضهم بوعي وآخرون بلا وعي,وكأن الدول بلا اسرار او لكأنها صفحات مفتوحة وبالكامل لمن شاء,وذلك امر لا يستقيم وفق اية مبادىء او اعراف في هذه الحياه!.

جوهر الدور الذي يفترض ان تنهض به المؤسسة الامنية هو حفظ الامن وتوفير المعلومة الصحيحة ووضعها في متناول صانع القرار , وعلى نحو يبنى فيه القرار على اساس تلك المعلومة حتى يكون سليما وذا اثر, وتلك حاجة اساسية لا غنى عنها في سائر دول الارض, وحتى على مستوى الافراد والجهات والجماعات , فالقرار غير المستند الى معلومة , قرار طائش في مطلق الاحوال ,ونتائجه بالضرورة طائشة.

اذن , وفي حالتنا الاردنية متى كان الديوان قويا كمؤسسة وينهض بمهامه بكفاية , ومتى اقترن ذلك بقوة المؤسسة الامنية كذلك بحيث تنهض بدورها بكفاية وموضوعية قوامها القراءة والتحليل والاستنتاج ....نعم متى كان ذلك متوفرا,توفرت بالتالي الارضية الصلبة لصانع القرار كي يصنع قرارت ومبادرات ناجحة وموفقة وقادرة على التأثير الايجابي في الرأي العام وتشكيله وتوجيهه الوجهة الصحيحة التي تحمي البلد عموما وتعظم منجزاته وتحصنه ضد المخاطر ,وبالذات عندما يقترن ذلك باداء دستوري فاعل للسلطات الرئيسة على مستوى الدولة !.

اعرف ان هذا الكلام قد لا يروق للبعض وسيذهبون كل مذهب في استنتاج النوايا والاهداف والتأويل وخلافه ربما,فقد طغى الغث على السمين في كثير من شؤون حياتنا ولسوء الحظ , وباتت الكلمة والسكنة والحركة محل انتقاد وتشهير من اولئك الذين لا يجيدون فنا آخر غير فن الاتهام والاشاعة والتشهير لا بل ويسعدون اذ يمارسون الفضول الاعمى في ذلك ,بينما البلد يستنهض همم الجميع ولو بالكلمة للوقوف معه وسط هذا الموج الهادر من التحديات المحيطة بنا ,ولا حول ولا قوة الا بالله .

اللهم احفظ هذا البلد آمنا مطمئنا لجميع مواطنيه بقيادته الهاشمية الكريمة ,والله من وراء القصد .





  • 1 هيثم 29-01-2013 | 11:43 PM

    لا يسعنا ونحن نقرأ هذا التحليل المنطقي والتقييم الرائع لمؤسستين هامتين من مؤسسات الدولة الأردنيةودورهما الكبير في إدارة شؤون الدولة، لا يسعنا الإ أن نقف إجلالاً وإكباراً لمن كتب هذا المقال الرائع، فكل الشكر والتقدير لك ايها الوطني المخلص المنتمي لوطنه وقيادته.

  • 2 هيثم 29-01-2013 | 11:43 PM

    لا يسعنا ونحن نقرأ هذا التحليل المنطقي والتقييم الرائع لمؤسستين هامتين من مؤسسات الدولة الأردنيةودورهما الكبير في إدارة شؤون الدولة، لا يسعنا الإ أن نقف إجلالاً وإكباراً لمن كتب هذا المقال الرائع، فكل الشكر والتقدير لك ايها الوطني المخلص المنتمي لوطنه وقيادته.

  • 3 أبناء وصفي 30-01-2013 | 12:55 AM

    خلص يا عمي ..

  • 4 .. 30-01-2013 | 01:48 AM

    لعاد شو الفايدة من الوزراء والنواب والأعيان.

  • 5 مطلع 30-01-2013 | 03:19 AM

    مؤسسة الديون ليست جزء من السلطات الثلاث و شكرا

  • 6 د محمد العبادي 30-01-2013 | 04:04 PM

    لا اعرف يبدو ان الكاتب اختلطت عليه الامور بالسلطات الثلاث والديوان

  • 7 سعد العشوش 30-01-2013 | 04:35 PM

    اللهم احفظ الاردن قيادة وارضا وشعبا .

  • 8 الاردن اولا 30-01-2013 | 05:43 PM

    بلا تعليق كونها كثرت الاقلام في هذا الوقت

  • 9 عبادي وأفتخر 30-01-2013 | 06:57 PM

    الكاتب لم يكتب عن السلطات بل كتب عن مؤسستين محددتين من أهم مؤسسات الدولة وكل مواطن يعرف ذلك وشكرا للأخ الكاتب

  • 10 طلال 31-01-2013 | 04:27 AM

    شكرًا يا دكتور على هذا التوضيح ، ونحن نعرفك ونعرف من هم الرجال ، ولك الاحترام


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :