facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفشخة


طلال الخطاطبة
27-04-2013 06:53 PM

جزى الله خيراً الأستاذ محمد أبو قديري الذي أوحي لي بفكرة المقال هذا؛ فقد قالي لي عندما رآني متجهماً لتسجيل الهدف الاول بمرمى الفيصلي من مضيفه نادي ظفار بصلاله: عاين خير يا أبو محمد؛ إحنا ما بنصحى إلا بعد ما (ننفشخ) وكان يقصد الهدف الأول؛ وهكذا كان؛ فقد حصل الفيصلي على هدف التعادل بعد ذلك، و حقق ما يصبو اليه من تأهل و عدنا جميعا مجبوري الخاطر، و لكن بعد أن فُشخنا بالهدف الأول. و (الفشخة) هي شج بالرأس نتيجة ارتطامه بجسم صلب، و يا حبذا لو كان حجر صوان فيسيل دمه، و يسمى الشخص المُصاب بالمفشوخ.

و تستعمل هذه الكلمة للدلالة على الاستفاقة من الغفلة، فيعود الغافل الى صوابه في اللحظة المناسبة أو بعد فوات الأوان. فكما جاء بالتراث الأردني أن الضبع إذا أراد افتراس الرجل فأنه يخدره ببوله و يسير أمامه، فيصبح الرجل مُخَدَّراً يتبع الضبع الى وكره (الموكرة) و هو يظن أنه يطارده؛ و في الحقيقة فإنه يسير الى حتفه. فإذا قيَّض الله لهذا المضبوع ( الشخص المُخدَّر) من ينبهه و يعيده إلى رشده (و غالباً ما كانت يكون ذلك بإطلاق النار من بعيد) فإنه نجا و إلا فإن هذا المضبوع سيستفيق على فشخة برأسه بباب الوكر الضيق عندما يكون الضبع يسحبه للداخل لافتراسه، و هذا يكون بعد فوات الأوان حيث لا ينفع الندم.

و هنا أطرح السؤال نفسه حول ما يجري على الساحة الأردنية على السياسيين و الحراكيين و السلطة بطرفيها المتماحكتين التنفيذية و التشريعية؛ هل من الضروري أن نُفشخ كأردنيين لنعرف أن وطننا في خطر يتهدده؟ هل نحن بحاجة الى (فشخات) لننتبه الى أن ما يجري على حدودنا الشمالية ليس في الصين و إنما هو قاب قوسين أو أدنى من كل بيت، و سيؤدي الى أكثر من مجرد فشخة؛ إنما هو شج رأس يؤدي الى الهلاك و ليس الصحيان من حالة غفلة. ربما لن نُهجَّر باعتبار أن البقعة الوحيدة التي كتب الله عليها أن تكون بقعة الاستقطاب للهجرة و ليست طاردة لها هي الأردن، ربما لأنها تحوي أخفض منطقة في العالم، و لكننا سنُهَّجر ونحن في أوطاننا و سيمارس علينا كل ما نراه بالمخيمات و نحن في بيوتنا. و الغريب أن أخفض بقعة في العالم هذه لا تنساب اليها المياه و لا البترول و لا الغاز و لا أي مواد سائلة أبداً إلا السيلان البشري المُهجَّر.

أن أول فشخة بالرأس العربي كانت بالعراق، و ها هم العراقيون باستثناء الطبقة الحاكمة يتحسرون على أيام صدام حسين: ليس حباً بصدام كشخص و لكن بأيام صدام. هذه الأيام نسمع عن بداية صحوة بمصر و تذكّر لأيام مبارك و ليس لمبارك نفسه، فظهرت صور مبارك مذيلة بعبارة (آسفين يا ريس) على سياراتهم و حتى بالأماكن العامة. إن زيارة بسيطة للفيس بوك أو للعديد من المحطات الفضائية المصرية يجعلنا ندرك حجم المأساة هناك. و من غير المعقول أن تكون كل هذه المحطات للفلول.

في الأردن بدأنا بالإفاقة من هذا الوهم و التنبه الى أن ما عندنا أفضل من غيرنا، و لا ندعي كماله، فالجمهورية الفاضلة بقيت خيالاً برأس صاحبها، و العدل الكامل هو لله تعالى بيوم الحساب. نفيق جميعاً باستثناء من يداعب خياله الحكم و السلطة و ليس الإصلاح، فهل يحتاج هذا الى فشخة برأسه ليدرك أن البلد أهم بكثير من أن يصبح حضرته حاكما عاما و يدعي أنه يحكم باسم الشعب.

ربما لن نصل الى مرحلة الآن فهمتكم و لكننا قطعاً سنصل الى مرحلة الآن فهمناكم التي كانت عنوان مقالٍ سابق لي. نحتاج الى أن نفهم سياسة فن الممكن، فنحن جزء من معادلة دولية ندور في رحاها شأننا شأن باقي دول العالم بدرجات متفاوتة، فإذا كان العالم القريب و البعيد لا يرحمنا و يطلب منا المزيد مستغلاً ما نحن في من ضيق، فلا داعي لأن نقسو على أنفسنا و نحملها أكثر مما تطيق و يظلم بعضنا بعضا، و يستقوى بعضنا على بعض كذلك لغاية في نفسه.

أما إذا قرر البعض انتظار الفشخة لاعتقاده أن رأسه سيسلم منها فهو واهم فالحجارة كثيرة إن حدث مكروه لأننا في الأردن آخر حبات مسبحة الربيع العربي في هذه الفترة فقط، و ستقع على رؤوسنا جمعياً إن لم نفق قبل فوات الآوان.

فهل نفيق أم ننتظر الفشخة؟

alkhatatbeh@hotmail.com





  • 1 الحب مري 28-04-2013 | 07:59 PM

    ههههههههه

  • 2 متابع 28-04-2013 | 08:58 PM

    والله .. على هالمقال


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :