عمون - محمد الخوالدة - يقول المثل الشعبي "على قفا مين يشيل" في اشارة لما كثر من الاشياء دون حاجة، ينطبق هذا القول على وضع الجمعيات الخيرية والتعاونية في الكرك والتي اضحت تعد بالعشرات والرقم مضطرد في ازدياد، ففي كل يوم نسمع عن جمعية انشئت واخرى قيد التأسيس حتى اصبح البعض ينظر الى هذه الجمعيات لضعف خدماتها وتأثيرها المجتمعي بانها غثاء كغثاء السيل.

وحيث لا يمكن وضع كافة الجمعيات العاملة في محافظة الكرك في سلة واحدة فهناك الجيد الذي يلبي حاجة اساسية وانبرى له خيرون منغمسون في العمل الاجتماعي التطوعي ويؤثرونه احيانا على اعمالهم الخاصة، فان الناس هنا في الكرك يغمزون ويلمزون بحق جمعيات اخرى اذ يرى محمد المدادحة ان الكثير من الجمعيات عبارة عن هيئات اسرية قوام هيئتيها العامة والادارية آباء وبنون واحيانا مقربون من الاسرة.

ويربط المدادحه بين هذا النوع من الجمعيات وبين ضعف الرقابة عليها من لدن الجهات المعنية سواء في مرحلة التأسيس او في مرحلة ما بعد التأسيس، والا ما معنى، تساءل المدادحة، ان ترى جمعيات هي عبارة عن حقائب متنقلة واحيانا مغلف كبير الحجم فيه بعض اوراق وجلود ايصالات مقبوضات.

ويقول المدادحة متسائلاً: هل تتابع الجهات المعنية سجلات ومحاضر اجتماعات تلك الجمعيات وهل لدى هذه الجمعيات اصلا سجلات عضوية او حتى سجل مالي يخضع للتدقيق؟!

ويضيف المدادحة سؤالا آخر: هل هناك تغيير فعلي في اعضاء الهيئة الادارية وفق انتخابات قانونية تجرى في موعد انتهاء فترة ولايتها؟

وينحى سالم المبيضين في الحديث باتجاه آخر ليتساءل، جمعية يعني قبول تبرعات واعانات عينية ونقدية فكيف تتم مراقبة عملية جمع التبرعات والاعانات والتأكد اين تذهب وكم عدد المستفيدين منها اذا كان الحديث عن مساعدة ايتام وارامل وفقراء ومعوزين او عن اقامة مشاريع واعطاء وقبول القروض المالية.

ويضيف المبيضين: لا نشكك في نوايا احد في الجمعيات مدار الحديث ولكن ما نطالب به ان تضبط الامور مخافة من ضعيف نفس هنا وضعيف نفس هناك في تلك الجمعيات، ثم لضمان ان تساهم تلك الجمعيات فعلا في خدمة وتنمية مجتمعاتها المحلية وان تنهض بحاجة اولي الحاجات فيه.

ويلفت المبيضين الى ان سهولة انشاء الجمعيات تدفع بالكثيرين الى تأسيسها فهي تخدم اولا اداراتها ليحظوا بحضور اجتماعي يفتقدونه وخاصة من يتصدون لرئاساتها والذين غالبا مايسيطرون على ادارة الجمعية لمدى الحياة، ثم ان الجمعية قد تصبح بالنسبة للبعض وسيلة تكسب، صحيح انهم يفيضون على من حولهم بشيء مما يحصلون عليه من اعانات لكن كما قال المبيضين "من الجمل اذنه" اي اقل القليل لتفوز الجمعية ادارة ورئاسة بحصة الاسد.

يوضح علي الطراونة انه لا يحتاج من يرغب بتأسيس جمعية سوى ان يجمع كماً من التواقيع اكثرها مخاجلة ومجاملة ومن ثم احضار نظام داخلي لجمعيته العتيدة لا يستلزم منه سوى نسخ نظام داخلي لجمعية اخرى ومن ثم تغيير بعض المعلومات الاساسية واخيرا الذهاب للحصول على الترخيص الرسمي، وما هي الا ايام قال الطراونه الا وتصبح هذه الجمعية حقيقة واقعة وتمارس نشاطها ويمكن من باب الاشهار ولفت الانظار ان يكتب له احد العاملين في الاعلام في الصحيفة التي يعمل فيها، تقريرا يتحدث عن واقع فضفاض لايمثل الحقيقة وعن امال وطموحات عريضة تفيض سمنا وعسلا يحد من انطلاقتها عسر الوضع المالي لعل هذا يكون حافزا للجهات المراد طلب المعونة منها لتقديم ما تقدر عليه من دعم نقدي او عيني.

مواطن طلب التحفظ على اسمه قدم شهادة نوردها تاليا على عهدة هذا المواطن، تقول الشهادة ان احد رؤساء الجمعية فاوضه بان يعطيه كتابا من الجمعية ودفتر مقبوضات ليستغل هذا المواطن حضوره الاجتماعي ويقوم بجمع التبرعات، لافتا الى ان رئيس الجمعية ذاك تنازل له عن نصف المبلغ المتحصل مهما كان قدر هذا المبلغ.
المواطن المذكور تابع قائلا انه رفض هذه الفكرة لان ماسيتم كما قال هو بمثابة السرقة واستغفال الاخرين، امران قال المواطن انهما لا يتوافقان لا مع خلق ولا مع دين.

مواطنون اوردوا مقترحات يرون انها تسهم في ضبط عمل الجمعيات، ومن تلك المقترحات التشدد في تسجيل جمعيات جديدة واخضاع ذلك لشروط تضمن فائدتها الفعلية من خلال التاكد من سيرة المطالبين بتاسيسها، وثانيا ان يتم مراقبة عمل الجمعيات الموجودة والتاكد من قانونية كافة اوجه عملها وضبط امورها المالية، ومن المقترحات ايضا عدم الموافقة على تاسيس جمعية اذا ماوجدت جمعية اخرى في منطقة عملها تعمل ضمن ذات الاهداف والغايات، اذ الملاحظ كما يقول المواطنون وجود جمعيات متماثلة الاهداف حتى في القرية او التجمع السكاني الواحد احيانا جراء المنافسة العشائرية او منافسة الاقارب وابناء العمومة لبعضهم البعض مايعني ان مفهوم العمل الاجتماعي التطوعي بالنسبة للبعض مقتصر على ما يحققه من حظوة اجتماعية او لاغراض ابعد ماتكون عن الصالح العام، ومن المقترحات كذلك اجراء تقييم سنوي لاداء الجمعيات وبحيث يكون تجديد الترخيص او عدمه خاضعة لنتائج هذا التقييم، بل ان تحفز الجمعيات النشطة والفاعلة باية طريقة مناسبة.