facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن وأمريكا: عاقل يحكي و"غايب طوشة" يسمع?


رنا الصباغ
25-02-2007 02:00 AM

زيارة جلالته لواشنطن مناسبة لخطف اهتمام اعضاء الكونغرس الجديد

وحشد الرأي العام الامريكي وتحذيرهم من ضياع الفرصة الاخيرة للتسوية
يشن الملك عبد الله الثاني خلال زيارته لواشنطن معركة دبلوماسية في "الساعة الأخيرة" بالإنابة عن دول الاعتدال العربي المأزومة, لعله ينجح على الأقل بتذكير ساسة أمريكا, رجال التشريع والرأي العام التائه بضرورة إطلاق جهد جدي ومبرمج صوب إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة كمدخل لمعالجة أزمات المنطقة بدءا بالعراق : هي الطلقة الأخيرة لإنقاذ المنطقة من انهيارات في الأفق.

جدول أعمال زيارة الملك الأسبوع المقبل مزدحم بالمواعيد, بدءا بلقاءاته في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والدفاع ومقابلات مع كبرى دور الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة مرورا بزياراته إلى منظمات عربية, إسلامية ويهودية مؤثرة في حلقات صنع السياسة الأمريكية. كذلك سيشارك الملك بنشاط اقتصادي في بوسطن (ماساشوستس) لتشجيع الاستثمار في بلاده التي تتلقى زهاء نصف مليار دولار سنويا كمساعدات اقتصادية وعسكرية من واشنطن.

لكن الحدث الأهم يتمثل بخطاب ملكي "محوره القضية الفلسطينية" سيكون من "القلب للقلب" أمام جلسة تاريخية مشتركة للكونغرس الجديد, الذي فقد الحزب الحاكم أكثرية مقاعده في الانتخابات النصفية أواخر العام الماضي, بسبب خطأ اجتياح العراق عام 2003 .

سيكون عبد الله الثاني أول زعيم عالمي يلقي خطابا أمام 600 من أعضاء مجلسي النواب والأعيان- منذ الانتخابات- وذلك بناء على دعوة من الرئاسة الديمقراطية الجديدة ممثلة بنانسي بيلوسي, بعد الانقلاب التشريعي على حزب جورج بوش الجمهوري.

(وهي المرة الثانية التي يعطى فيها الأردن فرصة مخاطبة رجال ونساء التشريع الأمريكيين مجتمعين. إذ خاطب الملك حسين رحمه الله أعضاء السلطة التشريعية وسط عاصفة من التصفيق في تموز1994 كان ذلك إلى جانب رئيس وزراء إسرائيل اسحق رابين الراحل بعد تسعة أشهر من توقيع "إعلان واشنطن" الذي أفضى إلى معاهدة سلام بين البلدين في 26 تشرين الأول 1994 .

جلسة المصارحة داخل مبنى "الكابيتول هيل" المطل تمثل فرصة نادرة من حيث التوقيت لإسماع صوت الأردن الذي يحظى باحترام أمريكي خاص جراء دوره الايجابي على مدى عقود لضمان السلم والسلام في العالم العربي والعالم, فضلا عن دعمه للحملة الدولية على الإرهاب مع انه بلد صغير محدود الموارد. مصداقية الأردن تأكدت مرات عديدة خلال السنوات الخمس الماضية, إذ ثبت للإدارة الأمريكية أن تنبيهات وأجراس إنذار الملك حول غزو العراق كانت في محلها.

زيارة الملك تشكل أيضا فرصة مهمة للعرب, لا سيما تحالف الرباعية الناجز الذي يضم المملكة العربية السعودية, الإمارات العربية المتحدة, الأردن ومصر- التي سيقصدها الملك الأحد في زيارة تنسيقية تتبعها زيارة مماثلة إلى السعودية-.

تشعر هذه الدول بأنها مهمشة بين مطرقة تنامي نفوذ ايران في المنطقة, وتوجه اسرائيل نحو اليمين وفقدان أمريكا هيبتها في العالم على أيدي المحافظين الجدد- الذين يصنفون بين اليمين واليمين المتطرف-. من بين الصقور يطل نائب الرئيس ديك تشيني وإليوت أبرامز, مستشار الرئيس الامريكي لشؤون الشرق الأوسط, أكثر الصقور الموالين لإسرائيل تعصبا.

الخطاب الملكي فرصة مهمة قبيل الاستعدادات لمعركة الانتخابات الرئاسية بعد ستة أشهر, والتي تتخللها مساومات وضغوط وابتزاز. والاهم انه مناسبة لخطف اهتمام أعضاء الكونغرس الجديد, وحشد الرأي العام الأمريكي وتحذيرهم من ضياع "الفرصة الأخيرة" لإطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبأسرع وقت ممكن على أمل إنقاذ المنطقة من كوارث كبرى. هي محاولة لإحداث تغيير إيجابي في النزاع المصيري في المنطقة ومنع الصراعات المتأججة من أفغانستان وحتى العراق.

فالبديل كارثي ومروع والجميع على مفترق طرق.

المدخل الوحيد لمنع البديل يكمن في حل الصراع العربي-الإسرائيلي من خلال بدء جهد جدي وقابل للقياس تدعمه الإدارة الأمريكية ضمن اطر زمنية للحديث حول قضايا الحل النهائي من حدود, مستقبل القدس واللاجئين تمهيدا لقيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل, التي بدورها ستحصد جائزة الاعتراف الدبلوماسي العربي الاشمل وحقها في العيش ضمن حدود آمنة.

خلال توقفه في القاهرة والرياض سيعمل الملك على البناء على ما تم انجازه خلال لقاء "الرباعية الأمنية العربية" في عمان يوم الثلاثاء بالتزامن مع زيارة وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس, الثالثة إلى عمان خلال شهرين.

عمان كانت خلية من النشاط الدبلوماسي يوم الثلاثاء, حيث التقت رايس مع الملك, ولاحقا مع رؤساء أجهزة الاستخبارات في الدول الأربع, بينما أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الملك على فحوى قمة "رمادية" جمعته مع أولمرت في القدس بحضور رايس بعد تداعيات اتفاق مكة حول تشكيل حكومة وحدة حماسية-فتحاوية. تزامن ذلك أيضا مع اتصال هاتفي من اولمرت ذكّر فيه الملك بضرورة دعم مشروع تسوية الأزمة على أساس دولتين.

بالتزامن حاور الملك الرأي العام الاسرائيلي يوم الجمعة من خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها معه القناة الثانية الواسعة الانتشار في الدولة العبرية.

أكد العاهل الأردني في المقابلة أن ثمّة فرصة لتحريك عملية السلام لا تتمثل فقط بما يجري من زخم من قبل الإدارة الأمريكية واللجنة الرباعية الدولية والاسرائيليين والفلسطينيين فحسب, بل تتعداها الى الجهود المبذولة لاطلاق مبادرة السلام العربية واهتمام الدول الاسلامية خارج حدود منطقة الشرق الاوسط بالمساهمة في حل النزاع الفلسطيني- الاسرائيلي.

بانتظار زيارة واشنطن التاريخية, تتعالى الاصوات المشككة العربية والوطنية التي تعتبر ان الأردن يقامر على حصان خاسر في زمن وصلت نسبة العداء الشعبي تجاه السياسة الأمريكية نسبة 90 بالمائة حسب دراسة رأي نشرت مؤخرا قام بها معهد أبحاث أمريكي بالتعاون مع جامعة ميريلاند.

وباستعمال نظرية نصف الكوب الفارغ, تبدو الأصوات المشككة على حق لعدة اسباب منها:

- لا شريك فلسطيني للتفاوض معه. حكومة الوحدة الوطنية قيد التشكيل لن تساعد على رفع الحصار السياسي والاقتصادي المفروض عليها.

- اولمرت في طريقه الى الخروج بسبب مسلسل الفضائح والتحقيقات التي تطال المسؤولين والمؤسسة العسكرية, وسيحل مكان حزبه الذي فقد شعبيته, حزب الليكود المتطرف بينما تنحو اسرائيل نحو اليمين اكثر فاكثر يوما بعد يوم. اولمرت لم يقدم حتى الان اي اشارة تدل على رغبته بقيام دولة فلسطينية.

- على الارض يرتفع جدار العزل العنصري بين الضفة وإسرائيل كحدود أمر واقع, تتضخم المستوطنات وتتعمق حفريات التنقيب الأثري المزعوم تحت باحة المسجد الأقصى ضمن خطط تهويد المدينة.

- ايران, سورية, قطر فضلا عن حماس وحزب الله تمتلك أدوات تعطيل كثيرة.

- الاوروبيون غير قادرين على التدخل بإيجابية أكبر في المسار الفلسطيني-الإسرائيلي.

- بوش غارق من رأسه إلى أخمص قدميه في مأزق التعامل مع تدهور شعبيته بسبب مستنقع العراق. لذلك قد لا تكون واشنطن قادرة على التدخل بايجابية واتخاذ موقف حاسم وصلب لإجبار إسرائيل على التعامل مع ضرورة التوصل الى حل سلمي.

- ماكنة الدعاية الصهيونية بدأت العمل وبقوة على غسل دماغ النواب والأعيان الجدد منذ اليوم الثاني لفوزهم بهدف استمالتهم نحو وقف بلادهم حيال قضايا العرب والفلسطينيين. بالمقابل المنظمات العربية في واشنطن مشلولة وعاجزة بسبب تناحرات داخلية.

- امكانية اعادة الاحتراب الداخلي الفلسطيني بعد اتفاق مكة الذي يقف على ساق واحدة. وعلى الرغم من مخاوف أردنية واقعية لا تستبعد الفشل, تصر المملكة ومن ورائها دول الاعتدال العربي على دعم جهود "الفرصة الاخيرة". وهم يراهنون على العوامل التالية:

- شخصية رايس وقربها من بوش, وعزمها على أن تكون لها مساهمة شخصية في التوصل إلى تسوية للصراع العربي-الإسرائيلي وإصرارها على مناقشة الإطار العام لدولة فلسطينية.

- وعود الرئيس الإمريكي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ومحاولة تحييد تشيني واليوت. في المقابل ثمة رهان على تراجع شعبية محور التشدد في الإقليم بقيادة إيران وعلى جدية عربية اكبر في التحرك بطريقة اكثر تنظيما لإسماع صوتهم بدلا من استمرار تهميشهم ووقوعهم في خانة القسمة بين محوري إيران وإسرائيل.

- دور روسي جديد يحمل ثقلا متزايدا وهي مسلحة بكروت سورية, لبنان وايران.

- السعودية, أغنى الدول العربية, استعادت دورها الإقليمي في فلسطين ولبنان وربما العراق .

- اللقاء القادم بين عباس واولمرت خلال اسابيع برعاية أمريكية.

- محاولة حكومة الوحدة الوطنية استعمال لغة تليين مع الغرب, وترك الصلاحية لعباس بإجراء مفاوضات جدية مع إسرائيل من فوق ومن تحت الطاولة.

- امكانية انتزاع موقف من الرئيس بوش لصالح عمل خطة تدريجية قابلة للقياس لحل قضايا الوضع النهائي وقيام دولة فلسطينية قبل أن يغادر البيت الأبيض نهاية .2008

على أن عبد الله الثاني لم يخف هواجسه ولا يتحدث عن أوهام. إذ قال لمحاوره في التلفزيون الإسرائيلي: "نجد أنفسنا الآن على مفترق طرق مهم يتعلق بحياتنا ومستقبلنا سواء أكنا أردنيين, فلسطينيين, أم إسرائيليين أم عربا". في الختام أعرب عن خشيته من "أن تكون هذه الفرصة الأخيرة لتحقيق السلام لنا جميعا والعيش بانسجام في المستقبل".







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :