اعطونا فلوس ... وعلى كرامتنا حندوس!
ادينا كم دولار ... حنولع النخوة والشهامة بالسولار!
اضرب واحرق يا حبيبي ... واحنا بامرك يا سي السيسي!

كنا وبكل "فخر" أول الدول مهنئين بسقوط الديموقراطيه هناك, فهل سنكون أول المهنئين على سقوط الدماء ايضا؟! هل سيذهب وزير خارجيتنا مهنئا السيسي ويبارك له الانتصار المبهر على الشعب الاعزل؟! الحكمة والمنطق يقول بضرورة الانسجام في سياستنا الخارجية, وبما أننا انتصرنا للسيسي في تمزيق الشرعيه في الامس القريب, فلماذا لا نبارك ونهنئ السيسي اليوم, بطل رابعة العدوية, "فاتح" الميادين, على فعلته قبل ايام؟! هل نحن خجولين مما اقترفت ايدينا وسياستنا؟ امل ان يكون تأنيب الضمير دور في تفسير كتم افواهنا الرسمية!هل سيتم توزيع ارث شهداء مصر على الشعب الاردني بعدالة ويتم تسديد العجز؟ ام ستذهب في حسابات خاصة من جديد؟

فليخسأ كل "نخوجي" وكل "نشمي" رضي ان يقبض ثمن ازهاق الدماء البريئه في مصر!! انا لست اخوانيا ولن اكون ولكن سابقى انسانا مسلما عربيا ما حييت يا تجار الدماء!

السياسة الخارجية في تقهقر ... شمالا وغربا!

هل تابعتم اليوم ما حصل في مسجد الفاتح مباشرة على الهواء يا ناصر جودة ويا عبدالله نسور؟ هل تفاجأ وزير خارجيتنا من تصرفات حكم العسكر مثلا؟ هل شكل السيسي كان يبدو له وديعا وحبّاب قبل اسابيع ومش مبين عليه مجرم حرب؟ هل كان من اصحاب "البيبي فيس" مثلا؟ أم نحن الان مشغولين في كتابة معلقة نرثي فيه سياستنا الخارجيه قبل أن نرثي فيه الدماء الزكية البريئه من اطفال ونساء هناك؟ اذا كان الشيطان قد سقط خجلا من تلك الافعال وتنصل, ولا ادري ان دمعت عينه هنا او هناك على ما حدث في ميادين مصر وانهارها الحمراء, هل سنكون اكبر جبروت من الشيطان نفسه؟ هل لا زالت الاموال تبتز سياستنا الخارجيه بعدما استباحت سياستنا الداخلية, لأجل كم فاسد في الداخل والخارج, الله "يطول" في عمرهم؟! اليس من المروءة والشهامة والنخوة مثلا, ان نستنكر حتى ولو كذبا, احتراما لكرامة شعبنا على الاقل, ولو مرة في العمر؟ معقول الشعب باجمعه ليس له شيء في رسم سياستنا الخارجيه؟!!

على كل حال, اقول لأولي الالباب منا, الذين يخافون الله يوم الجمعه على الأقل, ان كل قطرة دم زكيه وبريئه سوف تلاحقه في الدنيا والاخره, وسوف يُسأل عنها العبد يوم القيامه الى كل من ساند وشد على ايدي كل قاتل وكل مجرم بحق الانسانيه مهما تبدلت الوان جلدتها وعقيدتها, فما بالكم ان كانت من دماء اهل الكنانه, أهل مصر!!

الدنيا .. عكس عكاس: للاستبداد والظالم ... "نصيب"

فعلا ... للفاجر"نصيب" ... وللفاسد "نصيب" ... وللكاذب "نصيب" ... ولأيران "نصيب" .... ولاسرائيل نصيب ... وللسيسي نصيب ... ولمبارك "نصيب" ... وللمتلون "نصيب" ... وللمراوغ نصيب .... كلما عظم استبدادك وكذبك وفسادك وتلونك ... كلما ضحكت لك الدنيا أكثر فأكثر... وتأخذك بالأحضان!!

والأدهى من هذا وذاك ... أن تجد لكل فاسد وسارق في هذه الدنيا حظا ومخرجا ... فتجد له من الجيوش فيالق من المتبرعين والمتنفعين للدفاع عنهم ... وللسارق أقلام بأزهى ألوانها وأحجامها تتسابق لنيل "شرف" الذود عنه وبأقل الاثمان ... ولهم أيضا في الدنيا نصيب... بمعنى اخر ... ضحكه وبوسه كمان!

وكذلك الحال في الشأن الاقليمي, انظر في حال ايران وانظر في حال صدام ... انظر كيف مات عبدالناصر مجلوطا وكيف عاش السيسي "منتصرا" ... انظر في حال فلسطين وانظر في حال اسرائيل ... انظر كيف ضحكت الدنيا لسماسرة القضية وكيف زادتهم مالا وجاها ونفوذا وهم فقط من يتكلم باسم الفلسطينيون والقضيه الفلسطينيه! وانظر في الطرف الاخر الى حال الشريف المناضل منهم, اما مشرد واما مطارد واما يقبع في السجون تحت الذل والقهر ! ا ... يا رب لك العتبى حتى ترضى!

الخاتمة: الاخرة .."غير"..لو كانت الدنيا تساوى عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء!

على الشعوب العربيه ان تتكاتف اليوم, الثور الابيض قتل من زمان وليس من ايام رابعه وخامسة وسادسة ومئة ومئتين والف والاف! لا بالضرورة ان تكون اخوانيا حتى تكون انسانيا وعروبيا! ليس بالضرورة ان تكون اخوانيا حتى تكون محترم ... لا اكثر ولا أقل!

في مثل هذه الانتكاسات تسقط الحكومات في الدول المتحضرة , اتمنى من الحكومة ورئيسها ان تسقط تصريحا لا أكثر, شيء يدغدغ عواطفنا, من باب "ولاد البلد" .. ومن باب حرام بستاهلوا المصريين كم كلمة "جبر للخواطر" ... هل انتم بحجم هذه المسؤوليه الوطنية الضخمة؟! أرجو من الحكومة تقديم اعتذار للشعبين الاردني والمصري لمجرد مصافحة "السيسي" يوما ما! ..

Dr_waleedd@yahoo.com