facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دور الفساد في إضعاف هيبة الدول !


د. عادل محمد القطاونة
18-08-2013 03:08 AM

لقد باتت أحداث الدول العربية من كر وفر وحجب وشجب مسرحاً للإعلام العربي والدولي وباتت القنوات الفضائية الدولية زاخرة بأخبار الدول العربية ، وهنا وفي العاصمة البريطانية لندن والتي باتت محط أنظار نقاد السياسة والاقتصاد العرب والأجانب بات الحديث عن ما يسمى بالربيع العربي مثار جدل ونقاش، وبين الإحتدام في ما يحصل من أحداث على الساحة العربية تبادلت الأطراف المتناحرة الإتهامات في فساد كل منها ، ودور الفساد في نزع هيبة الدولة!

في هذا المضمار يبرز الفساد كأحد أهم المواضيع التي يتداولها الشارع العربي بكافة أطيافة، فاليوم أصبح الفساد وأكثر من أي وقت سبق الآلة الأكثر فتكاً للشعوب والدول إبتداءً من الفساد الحكومي والسياسي والأخلاقي إنتقالاً إلى الفساد المالي والإداري وصولاً إلى الفساد التعليمي والثقافي إنتهاءً بالفساد الديني والعقائدي.

توقفاً عند الفساد الحكومي فإن البعض يرى أنه يشكل أحد أخطر أنواع الفساد حيث أن تأثير فساد السياسات الحكومية الطائشة والقرارات الحكومية الحائرة والتعينات الحكومية الجائرة تحدث تأثيراً في كافة أطياف المجتمع فيغدو الغضب العنوان الأبرز للمواطن وتغدو الفرصة سانحة لتفشي وسريان كافة أنواع الفساد الأخرى.

لقد بات مسلسل الفساد الحكومي وهدر المال العام والواسطة حافلاً بالحلقات الدرامية وإن كان المضمون يختلف من حين لآخر كما أن عملية الإخراج والمونتاج باتت تحمل في ثناياها نوعاً من الإبداع ! وقد بدا للمشاهد العربي أن فصول الحلقات السابقة باتت أكثر إثارة في الآونة الأخيرة!

بمراجعة بسيطة وسريعة لبعض التخبطات الحكومية سيلحظ البعض وبما لا يحمل الشك أن جزءاً منها قد إتخذ على عجل وبشكل يخدم مصالح شخصية ! كما أن بعضها الآخر إنطوى على قصر في النظر بتركيزه على تنفيس الأحتقان الشعبي ضد الفساد وهدر المال العام من خلال منطق الأجل القصير وحده ، دون الأهتمام بالتداعيات الخطيرة المترتبة على ذلك في الأجل الطويل.

إن إعادة النظر بالنمط السائد للموازنة العامة وإدارة المال العام وإدارة القطاع العام لا يكون من خلال حزمة إجراءات يتفق عليها مجلس الوزراء في جلسة واحدة أو جلستين دون الأخذ بعين الإعتبار لخطورة الموقع وخطورة المرحلة التي تستوجب تكاتف الجهود الرامية إلى وضع الأمور في نصابها وتنمية المحافظات ومؤسسات المجتمع المدني من أجل تحفيز طاقات المجتمعات المحلية والإرتقاء بآليات إتخاذ القرار من أجل توزيع عادل لمكتسبات التنمية.

إن الإكتفاء والركون إلى إجراء ترقيعات على النمط البائس للتصرف بالموارد الاقتصادية والمالية قد يؤدي دور المسكن لآلام مرض خطير نعاني منه في التو واللحظة ولكنه لن ينطوي على أية قيمة ، بل وقد تكون تداعياته سلبية جداً على المدى البعيد .. ليس لهذا الجيل فقط ، بل تمتد لتشمل أجيال عديدة قادمة. ولعلي في هذا المقام أطرح التساؤلات التالية : ما هي المعايير الحقيقية التي يتم الإستناد إليها في تعيين الأشخاص من الفئات العليا ؟ وما هي قبل ذلك طبيعة اللجنة المشرفة على التعيينات؟ وما هي الأسس التي يتم إعتمادها لرواتب الدرجات العليا؟ وما هي أنواع المخصصات والمزايا النقدية والعينية الممنوحة ولماذا؟ وكم هي عدد السفرات والمياومات التي تصرف للمسؤولين من الفئات العليا هنا وهناك؟

إن إحداث التنمية الاقتصادية المستدامة ومكافحة الفساد التي يبحث عنها المواطن تنطلق من رؤية مفادها تعزيز مَواطن القوة في المجتمع على أساس الالتزام بالقيم والبناء على الإنجازات والسعي نحو الفرص المتاحة، لأن تحقيق التنمية الشاملة الاقتصادية الاجتماعية وبناء اقتصاد قوي يعتمدان على الموارد البشرية المتسلحة بالعلم والتدريب التي ستمكّن من تجاوز التحديات والمعيقات بهمة وعزيمة وبالعمل الجاد المخلص لتحقيق الطموحات ومن أجل ردم منافذ الفساد بكافة أشكاله وأنواعه حتى يتسنى للحكومة القيام بواجبها الحيوي تجاه الوطن والمواطن.

لندن / المملكة المتحدة

qatawneh@yahoo.com





  • 1 د. فايز الحوراني 18-08-2013 | 03:17 AM

    دكتور القطاونة الفاضل ، لقد أضعف الفساد كل الدول العربية وأصبح المواطن لا يحمل أي إعتبار للدولة لانه يشعر أن الأصل في الدول أن تحقق طموحاته ولكن ما يحصل هو العكس وبالتالي يصبح المواطن لا يراعي أي هيبة للدولة .

  • 2 عمر الهندي 18-08-2013 | 03:24 AM

    كل الإحترام والتقدير دكتورنا الفاضل واتفق معك في كل ما تفضلت يه من كلام يحترم .

  • 3 متابع 18-08-2013 | 03:31 AM

    دكتور القطاونة ، هذا ما نريده تنمية حقيقة شاملة تكفل العيش الكريم للمواطن وليس حياة كريمة ل 5% من المجتمع و95% من المجتمع تحت خط الفقر !!! سلمت يمناك

  • 4 طالب جامعي 18-08-2013 | 03:34 AM

    أحسن دكتور في الجامعة ، بكفي حبك للاردن وحبك لملك الاردن وحبك لشعب الاردن ، ترجع بالسلامة دكتور

  • 5 جنوبي 18-08-2013 | 03:39 AM

    تحية لابن المزار الجنوبي وابن الكرك عادل محمد القطاونة على هذه العبارات النيرات وهو خارج الأردن ولكن الاردن في قلبه
    حياك الله يا ابن الجنوب

  • 6 ابو القطاونة 18-08-2013 | 03:50 AM

    أبدعت دكتور

  • 7 فيصل 18-08-2013 | 04:05 AM

    الفساد نخر عظامنا نخر

  • 8 مراقب عام 18-08-2013 | 02:34 PM

    يا سعادة الدكتور الفساد الحكومي والمالي والاجتماعي اصبح ثقافة موجودة لدى من يتقلدون هذه المناصب .اذ ان كل من يحالفه الحظ ويحضى بمثل هذه المناصب تجذبه الاغراءات وكذلك الاحباطات والاكثر من ذلك الضغوطات من روؤس الفساد واذرعه وتحت سمع وتغطية من حكومتنا واجهزتها المختلفة. الكل يعلم حتى الغير مطلع بان كثير ممن سمون شخصيات او نخب سواء سياسية او اعلامية او اقتصادية متورطون بالفساد المالي وغيره وهم الذين يشرعون وينظرون بشاشات التلفاز. هناك شركات مملوكة لاشخاص تستغل موازنات الجيش ......

  • 9 midyen 18-08-2013 | 03:45 PM

    افه يجب مكافحتها ولكن لم نرى شيء على ارض الواقع شكرا دكتور على المقال التحليلي الرائع

  • 10 اردني 18-08-2013 | 03:51 PM

    كلام صحيح

  • 11 ...... 18-08-2013 | 07:22 PM

    مملكة الوطن البديل لم ولن يكون لها هيبة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :