facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاقتراب من انعقاد جنيف2


21-11-2013 02:23 PM

يقولون إن السياسة هي فن التعامل مع الواقع .وهذا التعامل يفرض سعة في الثقافة، وتراكماً في الخبرة ، وعمقاً في تجربة الحياة، ومعايشة مباشرة للواقع على الأرض.

إن ما نشاهده اليوم على شاشات الأقنية العديدة، وما نقرأه في الصحافة في كيفية تعامل المعارضات السورية مع الحدث ، يدل على أنهم ما زالوا بعيدين عن الواقع ،وما زالوا يعيشون في أحلام لا يراها في النوم غيرهم،وأنهم لا يريدون أن يصحوا من هذه الأحلام ،فبعضهم يصر على فرض الشروط التعجيزية التي تجاوزتها الأحداث ، سواءٌ في التحولات والمتغيرات السياسية الإقليمية والدولية، أو على الأرض حيث أصبح زمام المبادرة للجيش العربي السوري الذي يحقق التقدم والانتصار تلو الانتصار في مختلف محافظات القطر العربي السوري.

والبعض الآخر لا يزال يؤكد على أن الحسم العسكري هو الحل وليس الحل السياسي الذي أجمع عليه كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية.

ويعتمد هذا البعض على مواقف بعض دول الإقليم فأوروبا لا تزال تعلن دعمها للمعارضات المسلحة بالمال والسلاح.و برزت الآن باكستان كدولة راعية على تدريب وتهيئة العناصر لإرسالها إلى سوريا عبر الحدود الشمالية والجنوبية والغربية لسوريا، إن هذا الأمر إذا كان صحيحاً فإنما يدل على رفض هذه الدول لمؤتمر جنيف2 وإصرارهم على تشجيع المسلحين ودعمهم للقتال حتى آخر عنصر فيهم!!

إن هذه النظرة القاصرة التي ينطلق من خلالها هؤلاء لتقييم الوضع الآن لا يدركون المستجدات والتحولات التي طرأت على الأزمة السورية،وبخاصة في الأسابيع الأخيرة الماضية:
1-فالعدوان الأمريكي على سوريا بدأ بالتراجع،وحلّ محله حديث سياسي تمثل في تصريحات الإدارة الأمريكية والذي جاء على لسان وزير خارجيتها الذي أعلن في كل جولاته في المنطقة أن الحل للأزمة السورية هو الحل السياسي ،وأن الطريق لهذا الحل هو مؤتمر جنيف2.

2-وكرّست السياسة الأمريكية نهجها الجديد بفتح ومد الجسور مع إيران الدولة الحليفة لسوريا ، وأعلنت أن الحوار الدبلوماسي مع إيران هو الطريق لإنهاء مشكلة النووي الإيراني.فولّد هذا الوضع تقارباً أمريكياً –إيرانياً تجسد في الحوارات المباشرة بين الطرفين التي مازالت قائمة حتى الوصول إلى اتفاق ينهي مشكلة النووي الإيراني.

3-ونتيجة لهذا الوضع المستجد على العلاقة الإيرانية –الأمريكية ،فقد بدأت دول أوربا الغربية الحليفة لأمريكا بالاتصال مع إيران ومد الجسور معها تمهيدا لبناء علاقات قائمة على تبادل المصالح ،وإنهاء الوضع المتوتر في العلاقات منذ عقود.

4- وبالمقابل كان هناك تجاوز لدول المحور المعادي لسوريا وإيران والضغط على هذه الدول للمضي في التوجه إلى جنيف2للوصول إلى الحل الذي يتفق عليه السوريون.

5-ويتبين من هذه التطورات والمستجدات في المواقف أن الخاسر الأكبر هو "إسرائيل" التي حاولت ولا تزال منع أي تقارب أمريكي غربي مع إيران ،وتعطيل حركة الذهاب إلى جنيف2 وظلت إسرائيل العامل المحرك للتقاتل والتناحر بين دول المنطقة لأن هذا ينسجم مع مشروعها لتبقى هي القوة المهيمنة لفرض شروطها وتثبيت وجودها لقد أصبحت إسرائيل قلقة على مستقبلها المجهول ،و ستظل تدفع لإشعال الحروب في المنطقة ،وستحول دون أي تفاهم إيراني مع دول الغرب،لأن مشروع إسرائيل هو خلق الفتن المذهبية والطائفية ،ودفع الآخرين بالقيام بالحروب نيابة عنها.

أما الدول التي تخشى التقارب الأمريكي الإيراني وترفض الحل السياسي للأزمة السورية ،وتحّرض على استمرار الاقتتال ،وتدعم المعارضات المسلحة بكل أشكال الدعم المادي والعسكري والبشري ،فإنها تسير بسياسة عدمية،لا معنى لها ولا نتيجة سوى إشعال المنطقة بحروب أهلية لن تكون بعيدة عنها ،كما إنها بهذه السياسة الارتجالية لن يكون لها دور إيجابي أو مؤثر في إعادة رسم مستقبل المنطقة .

إن المستجدات السياسية التي بدأت تظهر تأثيراتها على سير الأحداث أثبتت فشل المشروع الذي كان يهدف إلى إسقاط سوريا وتقسيمها إلى دويلات مذهبية ،وإحداث حروب أهلية ،كما أثبتت أن مستقبل المنطقة لا ترسمه أو تقرره أمريكا أو إسرائيل والمتحالفون معهما بل تصنعه شعوب المنطقة التي برهنت على قوة إرادتها وصمودها واستمرارها في المواجهة .

أما إذا وصلت الاتفاقات الدولية إلى التفاهم حول الملف النووي الإيراني والأزمة السورية ،فإن ذلك سيؤثر تأثيراً إيجابياً على المحور المقاوم الذي ستزداد ثقته بنفسه في المستقبل،وسيكون له الدور الأكبر في صنع مستقبل دول وشعوب المنطقة.

وسوف تظل القضية الفلسطينية هي المحور المركزي الذي تدور حوله وعليه الصراعات الإقليمية والدولية ،وليست أزمة سوريا أو إيران أو ما يستجد مستقبلاً من أزمات إلا نتيجة للصراع الدائر منذ نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948بين دول المنطقة والكيان الصهيوني.ولن يتحقق أي سلام أو استقرار أو أمن إلاّ بعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه فلسطين وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :