facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اللبن ابو الجميع


د. صبري ربيحات
30-12-2013 07:26 PM

يحكى ان تاجرا من اصول مدنية...كان على صداقة حميمة مع زبائنه من البدو الذين كانوا يشترون كل احتيجاتهم وعلى قلتها من دكانه الذي تكتظ رفوفه بالسلع التي لاغنى عنها لسكان الريف والبدو وتجار الاغنام وكل الذين يحرصون على اداء صلاة الجمعة في مسجد البلدة بعد وقفة التسوق في بقالة صاحبنا المدني هذا..........وفي كل مرة يملأ المتسوقون عيون عدولهم بحاجاتهم المتوقعة من السكر والشاي...والبن ....والحبال ...والابر والخيطان ....والكعيكبان
وبعض التتن (الهيشة).....وبعض الفتائل لمصباح الكاز الذي لا يتجاوز استهلاكه الشهري اللترين على احسن الاحوال.....
في بعض المناسبات وخصوصا بعد بيع الفائض من مواليد الاغنام.....وبواكير المنتجات من السمن البلدي والالبان يضاف الى قوائم التسوق الاسبوعية حاجات الاسرة من الملابس والمتمثلة في منديل الفوال الذي يعتبرمن مستلزمات الاستعداد والتزين لاداء صلاة الجمعة، وتتضمن مشتريات الاسرة بعض قطع قماش الحبر الاسود وكباكب الخيطان الملونة والتي يعرف الثوب بعددها فيقال ثوب باربع ..اوخمس كباكب....للتدليل على حجم الشغل....ومستوى الجاذبية والجمال التي يمكن ان يتحلى بها الثوب.
في قرانا كان حذاء النساء المعروف بالبيتون علامة جودة وفشخرة تحرص النسوة اللواتي يمتلكنه على اشهار تملكهن لهذا الحذاء من خلال اعتباره مكونا اساسيا من مكونات لباسهن الرسمي الذي لا بد ان يكتمل في المناسبات الخاصة جدا مثل الزواج وزيارة المحكمة الشرعية ومراسم استقبال اسرة خطيب الابنة ....واحتفالات عقد القران والطهور واعياد الاضحى والفطر ورأس السنة الهجرية.
من بين زبائن التاجر الودود استطاع احد زبائنه ان يطور علاقة خاصة مع التاجر ....فلم تكن علاقتهما تقف عند البيع والشراء والحديث العابروشرب الشاي....فقد استطاع صاحبنا ان يستحوذ على اعجاب التاجر الذي كان لا يخف بهجته بقدوم صديقه البدوي والذي اصبح يشاركه طعام الغداء الذي تعده الزوجة بعناية واهتمام وتسكبه في الاواني السفرية المتراصة (سفرطاس) التي اغلقت باحكام لكي تبقي على دفء محتواها من الاطباق التركية والشامية التي لم يتذوقها البدوي قبل تعرفه على التاجر الودود.
لم يخف البدوي انبهارهه واستمتاعه بالاطباق التي اصبح مدمنا على مذاقها ويملك القدرة الكافية على التمييز بين مذاق مكوناتها والحديث عنها لجيرانه من سكان بيوت الشعر الذين لا تدخل الفواكه والخضار في قوائم مشترياتهم ومدخلات ولائمهم التي يشكل اللحم والمرق اساسها وجوهرها، في كل مرة يتناول الزائر البدوي طعام رفيقه التاجر يجدد دعوته له بزيارة مضارب ضيفه الدائم متمتما "باكر يجي الربيع ...والسمن سمن... واللبن لبن ...واللحم لحم...والزبدة زبدة...والحليب حليب"
واعدا صديقه بأن يقدم له كل ما ذكر.....ومع كل وعد وتجديد للدعوة..تزداد رغبة صاحبنا لتصعيد خدماته التي استمتع بها الضيف طوال عام كامل......وما ان حل الربيع حتى جمع التاجر حاجاته وركب حصانا له وانطلق نحو منازل صديقه البدوي وهو يحلم بكل المنتجات الحيوانية التي ما انفك صاحبنا يصفها له على هامش كل وجبة تشاركا في تناولها.
ما ان وصل التاجر الى ديار مضيفه حتى احس ببرودة الاستقبال.....واختفاء الحماس من صوت المضيف الذي كان يعلو على كل الاصوات يوم كان صاحبنا بعيدا عن الاشياء والمواقف التي وصفها.........بقي التاجر يتضور جوعا وهويناضر جنبات البيت الذي حل عليه ضيفا بعد الرحلة التي تولدت كاستجابة لعشرات الدعوات والوعود .......بعد ساعات من الصمت والوجوم جاء المضيف بقطعتين من الخبز وكوبا من اللبن الذي طغت حموضته على مذاق اللبن المعهود.......جال صاحبنا قليلا في اطراف الديرة التي يقيم فيها صاحبنا وعاد للنوم بعد ان تحالف عليه التعب وخيبة الامل......وقال لنفسه معزيا ربما اني قد وصلت متاخرا فلم يكن لدى اصدقائي متسعا من الوقت للقيام بواجب الضيافه.....في الصباح الباكر اخذ ضيفنا يبحث عن علامات جديدة تبرهن على صحة افتراضه بأن المضيفين سيغيروا من النهج اخبره طوال الساعات الاولى من زيارته التي بدأ الاستعداد لها منذ نهايات العام الماضي.
لم تختلف الضيافة في اليوم الثاني عنها في اليوم الاول ........ثلاثة قطع من الخبز....وقيشانية من اللبن.......تعمق احباط صاحبنا.....وادرك انه وقع ضحية لحلاوة لسان صاحبنا الذي استنفذه في العام الماضي .....واستدرجه في هذا العام ليثبت له....ان القول مش مثل الفعل......وليعبر عن خداعه لصاحبه الذي وثق به وصدق الوعود بالقول "ان اللبن ابو الجميع"

.........





  • 1 مغترب 31-12-2013 | 10:32 AM

    وهكذا هي حكومتنا

  • 2 احمد الربيحات 31-12-2013 | 12:31 PM

    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • 3 fzoudat 31-12-2013 | 06:59 PM

    مقال رائع جدا وله دلالاته الكبيرة وهكذا حال الاردنيين ....


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :