اردوغان : لا مكان للخائن بيننا
30-03-2014 11:49 PM
عمون - وكالات - افضت نتائج الانتخابات التركية التي افرزت حتى فجر الاثنين ما نسبته 55 % الى تقدم واضح لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان .
وقال اردوغان فجر الاثنين "أقدم شكري لكل من دعا لتركيا في فلسطين ومصر والبلقان وبخاصة الشعب السوري"، وقال " كثير من الشعوب ترى أن نصر حزب العدالة والتنمية في الانتخابات نصراً لها كما هو حال إخوانكم في مصر وفلسطين والبلقان".
واضاف في كلمة له عقب انتصار حزبه في الانتخابات البلدية منتقداً خصومه "الخيانة وصلت بهم لدرجة التنصت على وزير الخارجية التركي والآن لم يعد لهم مكان بيننا ولا مكان للخائن بيننا".
وزاد اردوغان من حدة هجومه بعد أن ضمن وقوف الناخبين الى جانب حزبه "هناك من أراد العبث بالأمن القومي التركي، ونتائج الانتخابات أثبتت أنه لا مكان للخائن بيننا".
وتابع "قلت لهم بأنهم حشاشون وأن أخلاقهم سيئة وقد خسروا في الانتخابات والشعب التركي قال كلمته بأن الأمن القومي التركي هو خط أحمر".
وزاد "قلت أنني سأترك العمل السياسي اذا لم ينجح حزبنا بالمرتبة الأولى إلا أن زعماء المعارضة لم يفعلوا ذلك لأنهم يعيشون من خلال تلك المناصب"، وسخر ممن وصفهم ب"مرتكبي الخيانة" في لغة لا تخلو من التهديد" قد نشهد غداً فرار بعض الأشخاص من تركيا لأن البعض قام بارتكاب جريمة الخيانة ضد دولتنا" - في إشارة الى بعض أفراد الكيان الموازي-.
واردف اردوغان" لقد فاق (الكيان الموازي) فرقة الحشاشين التي عرفت بأفعالها المشينة في العصر العباسي"، وقال "سنقوم مع بعضنا البعض غدا بوضع المشاريع والخطط لبناء تركيا الجديدة، ولكن هل لرؤساء الأحزاب المعارضة أي مشروعات ؟".
وتابع "نتائج الانتخابات أكدت أن السياسة اللاأخلاقية أثبتت أنها تخسر دائماً"، وانتقد حفلات التسجيل المسربة التي اشرت عليه بتهم الفساد "سياسة التسجيلات المفبركة والتسريبات فشلت في تركيا"، وقال " هل سمعتم بأن رئيس أي حزب معارض صرح بأن تسجيل هذا الاجتماع السري جاسوسية وخيانة؟".
وزاد رئيس الوزراء التركي الذي تنتهي ولايته الاخيرة من الحكم العام 2015 مع توقعات بترشحه لموقع رئاسة الدولة في انتخابات تجرى لاول مرة على هذا المنصب في شهر اغسطس المقبل "قالوا بأن تركيا ستنهزم اقتصاديا، ولكنني أقول بأن تركيا ستكون قوية ديموقراطيا وإقتصاديا وسياسيا وعلى جميع الأصعدة".
واضاف "ما يقوم به أحزاب المعارضة وما يقومون به، يجب أن يكون لهم نقط وخطوط حمراء لا يتخطونها، ويجب أن يحاكمون أنفسهم على الأخطاء التي يرتكبونها"، وتابع ": ما يقوم به أحزاب المعارضة وما يقومون به لم يستطيعوا الوقوف والصمود ضد حزب العدالة والتنمية".
ودعا للعمل من اجل تركيا "يجب أن نعمل مع بعضنا البعض لمصلحة تركيا وبناء تركيا والعدالة التنمية تضع الجمهورية التركية في الأمام والمقدمة"، وقال " نحن أصحاب دعوة إلى الأبد ونحن بمثابة الخدم ولم نأتي لنكون أمراء وملوك على هذا الشعب ولكن أتينا لنكون خدم لهذا الشعب".
واشار اردوغان إلى اهمية ان "نضع أيدينا مع كل من يعمل من أجل تركيا الجديدة"، وقال ان الحرس القديم والتحالفات غير الواضحة نالت ضربة قاصمة وصفعة عثمانية لن تنسى.
ولفت الى ان تركيا بحاجة إلى معارضة حقيقية غير المعارضة القائمة التي تسعى إلى الاستقطاب والتمييز والتقسيم بين البشر"، وفي دعوة مفاجئة قال "نقول للمعارضة تعالوا لفتح صفحة جديدة من أجل مصلحة تركيا وبقائها".
وزاد "نحن لا يهمنا نصر حزب العدالة والتنمية من هزيمته، فهمنا هو فوز تركيا"، وتابع "أصوات الأمة دفنت الأيدي التي حاولت مس استقلال البلاد بسوء من خلال صناديق الاقتراع".
وكانت النتائج على النحو الاتي فجر الاثنين :
نسبة الأصوات المفروزة حتى اللحظة = 55,51%
حزب العدالة والتنمية الحاكم = 47,03%
حزب الشعب الجمهوري = 27,66%
* خبر ما قبل منتصف الليل :
وتصدر حزب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان نتائج الانتخابات البلدية في تركيا متقدما على المعارضة حسب النتائج الجزئية الاولية التي نشرتها وسائل الاعلام.
وحصل حزب العدالة والتنمية على ما بين 48 و49,6% من الاصوات على المستوى الوطني بعد فرز نحو 18% من الاصوات حسب شبكتي ان.تي.في وسي.ان.ان تورك الاخباريتين.
والنتائج متقاربة في اسطنبول وانقرة، اكبر مدينتين في تركيا واللتين ستكون نتيجتهما حاسمة بالنسبة لحزب العدالة والتنمية او منافسه الرئيسي حزب الشعب الجمهوري (وسط يسار).
واتخذ هذا الاقتراع المحلي شكل استفتاء على اردوغان الذي يحكم البلاد بلا منازع منذ 12 عاما وان كان يواجه حاليا حركة احتجاج قوية وتهم فساد.
على صعيد متصل قتل ستة أشخاص امس في اشتباكات بين مجموعات تساند مرشحين متنافسين في الانتخابات البلدية بتركيا والتي تحولت إلى استفتاء على حكم رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
وقال مسؤولون أمنيون إن أربعة أشخاص قتلوا في معركة بالأسلحة بين عائلتين في قرية يوفاجيك في إقليم شانلي أورفة الشرقي على الحدود مع سوريا. ووقعت مثل هذه الاشتباكات في انتخابات محلية من قبل.
وأضافوا أن في إقليم هاتاي الواقع على الحدود أيضا مع سوريا قتل شخصان في معركة بالأسلحة بين أقارب اثنين من المرشحين في قرية كول باشي. ولا ينتمي أي من المرشحين في هذه القرية لأي حزب.
من ناحية ثانية توجه الناخبون الاتراك الى مراكز الاقتراع امس للتصويت في انتخابات بلدية تحدد مستقبل رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان المتهم بالانحراف السلطوي والذي تشوه سمعته اتهامات خطيرة بالفساد.
وفي اعقاب حملة انتخابية حادة ترافقت مع اخبار الفضائح والجدالات والتظاهرات العنيفة، تحولت هذه الانتخابات المحلية الى استفتاء على اردوغان الذي يحكم تركيا بلا منازع منذ اثني عشر عاما.
وفي الستين من عمره، ما زال اردوغان الشخصية الكاريزماتية لكنه بات شخصية مثيرة للجدل. فالذين يرون فيه صانع النهضة الاقتصادية في تركيا يؤيدونه، اما الاخرون فيرون فيه «ديكتاتورا» اسلاميا.
وبالاضافة الى تأكيد شعبيته، ستحدد النتائح استراتيجية رئيس الوزراء الذي تنتهي ولايته الثالثة والاخيرة في 2015.
وفي هذا المناخ المتوتر، تدفق ما يزيد عن 52 مليون ناخب تركي مسجل الى اقلام الاقتراع منذ ساعات صباح امس، منقسمين اكثر من اي وقت اخر.
واكدت نورجان جليسكان «نحن هنا لنؤكد بأصواتنا ان اردوغان يمكن ان يقاوم كل الانتقادات». واضافت ربة العائلة التي تبلغ الثامنة والثلاثين من العمر بينما كانت تدلي بصوتها في حي سيسلي باسطنبول «لا اعتقد انه سرق اموالا قذرة. وحتى لو فعل ذلك، فأنا على ثقة انه فعل ذلك من اجل مصلحة البلاد».
وقالت غونجا غورسيس التي صوتت في الحي نفسه ان «كل صوت ضد اردوغان وحزبه هو صوت من اجل تركيا افضل». واضافت هذه المديرة المالية التي تبلغ الثامنة والعشرين من عمرها «لقد اساء الى الديوقراطية وكذلك الى حرية التعبير». وقالت «لو كان حريصا فعلا على مصلحة الاتراك لكان استقال منذ فترة بعيدة».
وستحدد النتائج التي سيحققها حزب العدالة والتنمية ومصير اكبر مدينتين في البلاد اسطنبول وانقرة استراتيجية اردوغان المقبلة الذي تنتهي ولايته الثالثة والاخيرة على رأس الحكومة في 2015.
وقد تلقى اردوغان «الرجل الكبير» كما يسميه انصاره و»السلطان» كما يقول خصومه ساخرين، والذي كان لا يزال في اوج قوته قبل سنة، اول انذار في حزيران2013 عندما طالب ملايين الاتراك باستقالته.
ويواجه منذ اكثر من ثلاثة اشهر اتهامات خطيرة بالفساد تلطخ سمعة جميع المحيطين به.
وشن اردوغان هجوما مضادا مشددا نبرة خطابه لحشد انصاره. واعلن الحرب على حلفائه السابقين في جمعية فتح الله غولن «الخونة» المشبوهين بتشكيل «دولة موازية» وبث تسجيلات هاتفية على الانترنت للاساءة الى نظامه.
وبلغت هذه الحرب بين الحليفين السابقين اوجها الخميس بعد تسريب تسجيل لمضمون اجتماع «سري للغاية» تحدث فيه اربعة مسؤولين كبار منهم وزير الخارجية احمد داود اوغلو ورئيس جهاز الاستخبارات حقان فيدان عن تدخل عسكري في سوريا في ذروة الحملة الانتخابية.
وردت الحكومة ورئيسها اللذان شعرا بالغضب من هذا التسريب، بعمليات اعتقال واجراءات استبدادية وخصوصا حجب موقعي التواصل الاجتماعي يوتيوب وتويتر، مما اثار انتقادات حادة.
وينوي اردوغان الواثق من تأييد اكثرية الاتراك وخصوصا في معاقله بوسط الاناول المتواضع، الاستمرار في الحكم.
وقد يدفعه فوز كبير الى الترشح للانتخابات الرئاسية في آب المقبل التي ستجرى للمرة الاولى بالاقتراع العام المباشر. اما تقلص الفارق مع المعارضة فسيقنعه بالعمل على البقاء على رأس الحكومة في الانتخابات التشريعية في 2015 مع تعديل في النظام الداخلي لحزبه.
وعلى كل حال، يبدو احتمال ان تسمح الانتخابات بتهدئة التوتر بعد انتخابات امس ضئيلا.
وقال برينتي ساسلي الباحث في جامعة تكساس «سواء بقي اردوغان بعد 2015 او لم يبق، الاضرار التي نجمت عن هذه الازمة هائلة ولا يمكن اصلاحها بسهولة». واضاف ان «سياسة الخوف والتآمر تبدو راسخة في الحياة السياسية التركية اليوم اكثر من اي وقت مضى».
والصراع الدائر على السلطة تاريخي وسيكون مثيرا للدهشة ان يتوقف بهدوء بعد الانتخابات، كما قال الخبير الاقتصادي اينان ديمير من فينانسبك «بل ان التوتر سيزداد حتى موعد الانتخابات الرئاسية».