المنتخب الأردني .. صورة الوطن حين يتوحّد
حجازي البحري
14-12-2025 10:12 PM
عندما نستعرض أسماء لاعبي المنتخب الوطني الأردني، ذلك المنتخب الذي أدخل الفرحة إلى كل بيت أردني، لا نقرأ مجرد أسماء رياضيين، بل نقرأ قصة وطن. أسماء من شتى الأصول والمنابت، اجتمعوا تحت راية واحدة، وحملوا هوية واحدة، وسطروا أجمل البطولات باسم الأردن، ليؤكدوا أن قوة هذا الوطن كانت وستبقى في وحدته وتنوعه.
لقد جسّد المنتخب الوطني نموذجًا حيًا لمعنى الانتماء الحقيقي، حيث ذابت الفروقات، وتقدّم اسم الأردن فوق كل اعتبار. لم يكن الانتصار وليد المهارة الرياضية فقط، بل نتاج روح الفريق، والإيمان المشترك، والعمل الجماعي الذي يجعل من الاختلاف مصدر قوة لا سبب فرقة.
إن ما تحقق في الملاعب يحمل رسالة أعمق من الرياضة نفسها؛ رسالة تقول إن ما يجمع الأردنيين أكبر بكثير مما يفرّقهم، وإن التكاتف ووضع الأيدي بأيدي بعضنا البعض هو السبيل الوحيد لنهضة الأردن وتطوره. فإذا كان هذا النموذج قد نجح في الرياضة، فهو قادر على أن ينجح في كل مفاصل الحياة: في العمل، والتعليم، والاقتصاد، والإدارة، والبناء الوطني الشامل.
الأردن اليوم بحاجة إلى استلهام هذه الروح في مختلف المجالات، روح الفريق الواحد، والهدف الواحد، والمسؤولية المشتركة. فالوطن لا يُبنى بجهد فردي، ولا ينهض إلا بتكامل الطاقات وتوحيد الصفوف، تمامًا كما فعل أبطال المنتخب وهم يدافعون عن ألوان العلم الأردني.
وسيظل اسم الأردن عاليًا، قويًا، ومتقدمًا، ما دام أبناؤه مؤمنين بوحدتهم، عاملين معًا بإخلاص، ومتمسكين بثوابتهم الوطنية، تحت القيادة الهاشمية الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، رعاه الله، الذي كان ولا يزال يؤكد أن الإنسان الأردني هو الثروة الحقيقية لهذا الوطن.
هكذا علّمنا المنتخب الوطني درسًا لا يُنسى: أن الأردن حين يتوحّد، ينتصر… في الملعب، وفي الحياة.