facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أنا والزعبي والبيض


عاطف الفراية
06-03-2007 02:00 AM

كانت مرة واحدة تلك التي رأيت فيها المخرج فيصل الزعبي، تقريبا في ‏العام 1995 في الطابق الرابع من مبنى وزارة الثقافة ولا أظن أنه ‏يذكرها، كنا في مكتب صديق مشترك، فيصل كان مهتما بعمل فيلم من ‏نوع ما عن مصنع البوتاس الذي كنت أعمل فيه (رجل إطفاء) وسأل ‏وأخذه الحديث ـ رغم تأكيدي له أنني لست الشخص المناسب ـ استمر ‏في الحديث ـ وكما تعلمون الحديث ذو شجون ـ حتى وصل إلى كيف ‏سافر إلى روسيا لدراسة طب الأسنان وتخرج فيها مخرجا!!!.. وعن ‏مشروع سينمائي اشتغل عليه هناك قال: رغم أن الفلم كان خمس دقائق ‏‏(إلا أنني بضت بيضة هالقدي حتى أنجزه). ويبدو لي أن هذه العبارة ‏‏(بضت بيضة هالقدي) من اللوازم الكلامية لفيصل كما أن معظمنا له ‏لوازمه الكلامية التي (أحيانا ) لا تصلح لغيره. ‏
‏ ونحن في الحديث فجأة أطل الراحل الكبير الشاعر العراقي عبدالوهاب ‏البياتي من مدخل الطابق (جهة الدرج) إذ يبدو أن المصعد كان معطلا.. ‏يسند البياتي شخصان من اليمين واليسار وهو يلهث ، رحبنا به فبادرنا ‏بقول أحزننا جدا وجعلنا نندب حظنا الذي جعلنا من هذا القطاع ‏‏(المسخمط) حيث قال : (عيني أنا ما أدري قالولي عن مكافأة ثلاثين ‏دينار عدكم هنانا) طبعا هذا قبل أن تعينه وزارة الثقافة الأردنية مستشارا ‏للوزير.‏
بعد أن ساعدته وأوصلته إلى المحاسب وعدت إلى فيصل باكيا .. ‏جلست أفكر بالشكل التالي:‏
كم بيضة باض البياتي على درج الوزارة حتى وصل إلى ثلاثين الدينار؟ ‏
وذلك لأن فيصل بعبارته تلك قد أضاف إلى فهمي شيئا جديدا عن علاقة ‏أن (تبيض) بأن تتعب وتجهد وينقطع نفسك، والسر في هذا التعديل في ‏الفهم جاء لأنني تعودت وأنا صغير على مفهوم مختلف تماما.. وهو أنني ‏عندما كنت أطلب من أبي محاية أو علبة ألوان كان يجيب: (منين ‏أبيضلك فلوس) وأبيضلك هنا تحمل دلالة إنتاجية فقط بمعزل عن حجم ‏التعب المصاحب للإنتاج. بعد لقائي مع فيصل أصبحت أكثر تعاطفا مع ‏الدجاجة التي تتمزق(....) حتى تبيض.‏
الدلالة الإنتاجية الجديدة بمعطييها ( التعب والغنيمة) جعلت صاحبي ‏خميس بن جمعة يتسائل حائرا: ‏
طيب.. إذا قلنا أن جدودنا وعلى الأقل من بداية القرن العشرين قد ‏راكموا لنا كل جهدهم ولم يتوقفوا عن (البيض والتبييض والإباضة) لا ‏في الليل ولا في النهار.. لا في الشباب ولا في الشيخوخة.. لا قبل ‏التقاعد ولا بعده.‏
وإذا كان البيض يستهلك بعضه ويورث البعض الآخر للحفدة..‏
فمن المنطقي حسابيا أن يكون السهل والجبل في هذه البلاد فيها أكوام من ‏البيض تشبه أكوام الملح المهملة في منطقة (البوتاس) أكوام الملح تلك ‏كانت مخلفات صناعية ( تحصيل حاصل) أما أكوام البيض فقد أهلكتنا ‏أبا عن جد حتى (بضناها).. وما زلنا نبيض ونبيض حتى (تفتقنا)..‏
‏ قام صاحبي ونظر في الأفق، تفحص السهل والجبل.. جاء بالدربيل ‏‏(المنظار) وتحقق جيدا لم ير أي (كومة بيض) ولا حتى قشر البيض ‏‏(المكبوب)‏
تساءل بغضب: وين راح كل هالبيض من أيام جدي؟؟
احمر وجهه غضبا.. أمسك بخناقي وهزني وهو يصرخ:: ولك وين راح ‏البيييييييض؟؟ ويييييييييييييييييييين؟؟؟‏






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :