facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




داعش تهددنا، واللجوء يقلقنا؟!


د. امل نصير
17-06-2014 03:50 AM

في بدايات ظهور داعش كان الاسم، وربما التهديد مثارا للتندر، أما اليوم، وإزاء سقوط مدن عراقية أمام مدها، وسماعنا عن خريطة لها تتضمن دولا عربية عديدة، ومنها الأردن بات الأمر أكثر جدية.

ما كان يمكن للمدن العراقية أن تتساقط بهذه السرعة إلا بوجود حواضن شعبية عشائرية أو غير عشائرية ساعدت هؤلاء المسلحين، والسؤال المهم هنا: لماذا سارعت تلك الحواضن لمساعدة داعش رغم السمعة السلبية التي سبقتها من قتل وعنف؟! لاسيما أن هؤلاء المسلحين ليسوا من العراقيين فقط، بل أغلبهم من الشيشان والأفغان، ودولا أجنبية أخرى.

وأين هو الجيش العراقي الذي أسس في عام 2003 ويقارب عدده المليون بما في ذلك قوات الأمن، وأين هي عشرات المليارات التي أنفقت عليه، ولماذا هذا الانسحاب، بل الهروب المذل، أين هي خطط الدفاع التي ترسمها الجيوش؟! أم أن النظام الجديد في العراق لم يكتف بترك الجيش بلا عقيدة وطنية، ولكنه دربه على الهروب فحسب؟! وما هي ثقافة قادة هذا الجيش الذين أعطوا الأوامر بتفعيل خطط الهرب السريع بدلا من المواجهة والدفاع؟!

وبعد هذا كله يخرج المالكي على شعبه ليعيد الكلام الممجوج ذاته بوجود مؤامرة وتواطؤ، وهو الذي وصل إلى الحكم بسيل من المؤامرات على وطنه وشعبه.

هذا ما تجنيه الشعوب العربية من خروج حكامها الواحد تلو ألآخر، لا يتقنون إلا الحديث عن وجود المؤامرات والإرهابيين... لم يخرج حاكم عربي واحد ليقول أنا المقصر في حقكم، وأنا السبب فيما أنتم فيه من عنت وعنف، وأن غياب الحكمة، وعدم قبول الآخر، وغياب العدالة الاجتماعية، والفساد الذي اقترفته، أو ذاك الذي سكت عليه هو السبب فيما أنتم فيه.

فما كان لهذه التنظيمات المسلحة أن ترتع بين الشعوب العربية لولا ما وصلت من حالة اليأس والإحباط نتيجة ما هي عليه من فقر وبطالة، وعنف، وكراهية الآخر، مما دفع كثيرين للارتماء في أحضان التنظيمات التي تعدهم بالتغيير لاسيما ذات الشعارات الدينية.

إننا في الأردن ونحن نسمع تهديدات داعش، ونرى وجودنا على خارطتها من حقنا أن نسأل عن استعدادنا في التصدي لها شعبا وحكومة وجيشا؛ لا من باب ضعف ثقة بجيشنا، ولكن لأن الاعتماد على الشعب في مثل هذا النوع من التهديد مهم جدا حتى لا تتكرر مأساة العراق.

ومن حقنا أن نسأل كيف استعدت الحكومة لهذا التهديد أيضا؟! هل بمزيد من قهر المواطن برفع الأسعار، وتأكيدها لغياب العدالة الاجتماعية، ومزيد من الفقر والبطالة، لاسيما مع مزاحمة اللاجئين لفرص المواطن في العمل، والسكن المناسب، ومزاحمته على الخدمات التعليمية والصحية.... المتواضعة أصلا؟!

لقد أصبح هذا اللجوء كارثيا، وقد أتخمنا منه، وعلى الدول المجاورة أن تأخذ نصيبها، وهي الأكثر ثراء واتساعا، فلا بد من إغلاق الحدود وتحصينها من دخول كل من تسوّل له نفسه العبث بالأمن أو من هو مجهول، وإذا كنا نعرف انتماء المواطن، ونطمئن له، فكيف لنا أن نطمئن لمليون ونصف لاجئ يتزايدون يوما بعد يوم، وكيف نعرف انتماءهم؟! فلن تفيدنا مساعدات لا تسمن ولا تغني من جوع إزاء أي حادث يزعزع الاستقرار مثلما لن تفيد النواحي الإنسانية إزاء تهديد الوطن؟!

ولا بد من تعزيز المواطنة بالتوجه للمواطن وتحصينه من القبول بداعش أو غيرها منقذة له، ليبقى درع الوطن الحصين، والمدافع الأول عن وطنه، وليكون رديفا لجيشه وقوات أمنه كما كان دائما لاسيما أن هذه الجماعات باتت تقدم نفسها منقذة للشعوب، وتؤثر على كثير منهم برفع شعارات دينية تلاقي قبولا في ظل وجود العواطف الدينية المتأججة، ولا يركنن أحد إلى التخويف مما حدث في سوريا، ودليل ذلك ما يحدث في العراق، وعلى الجميع من سياسيين وغير سياسيين الارتفاع إلى مستوى الأحداث المحيطة بنا.

إن داعش وغيرها من التنظيمات المسلحة تتوسع بصورة ملحوظة، فهي داعش في الشرق العربي، وبتنا نسمع عن دامس في المغرب العربي التي ستكون مقابلة لها، فماذا نحن فاعلون؟!





  • 1 مهباش ابن محماس 17-06-2014 | 07:23 AM

    الانسحاب ممنهج ومقصود من المالكي ولا اظنه هروبا او استسلام من الجيش العراقي

  • 2 مواطن 17-06-2014 | 10:48 AM

    توكلي على الله، سيتصدى عبدالله النسور وفريقه الوزاري وبخاصة الذين يخططون لرفع الأسعار على المواطن الى أي اعتداء على الأردن.

  • 3 سسسسسسسسس 17-06-2014 | 11:21 AM

    .......ليش داعش هاي ثورة شعبية

  • 4 محمد الضمور 17-06-2014 | 11:55 AM

    مقال رائع جدآ ...... ولكن
    لقد اسمعت لو ناديت حيآ و لكن لا حياة لمن تنادي
    ولو نارٌ نفخت بها أضائت و لكن انت تنفخ في الرماد


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :