facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اربيحات لوزير التربية: قتلت الذبابة بقذيفة مدفع


د. صبري ربيحات
03-08-2014 10:08 PM

اليوم أزاح معالي وزير التربية الستار عن النتائج التي بقي الآباء والامهات والطلبة يخمنون حول وقت ظهورها وبشرهم معاليه قبل اسابيع بانها ستصدر عند اكتمال التصحيح والمراجعة والتدقيق.. ثم تطورت التصريحات حول الموعد لتأخذ طابع حزازير رمضان فقد تكون الاحد او الاثنين او الثلاثاء ولكنها بالتأكيد بعد العيد..

في المؤتمر الصحفي الذي باغتتنا الوزارة به صباح اليوم للاعلان عن النتائج.. وحضره جمع من الصحفيين عرض الوزير انجازات الوزارة في ادارة الامتحان وضبط اجراءات عقده..

بصدق لقد احسست وكأن الذي يتحدث رئيس جهاز رقابي.. او رئيس لجنة امتحانات خارجية معنية بادارة الامتحان ومستقلة عن وزارة التربية والتعليم... وهمها ان تتحدث عن جهودها في ادارة الامتحان اكثر من اهتمامها بعرض نتائج الامتحان كعملية من العمليات التي يشكل القياس والتقويم احداها.

لقد توقعنا ان نستمع الى بيان عن التعليم في الاردن وكيف عكس الامتحان واقعنا التعليمي وان يقال لنا لماذا انخفضت نسب النجاح الى هذه المستويات.. وان يجيبنا الوزير على الاسئلة التي تولدت من الاستماع لنسب النجاح المفجعة التي عرضها بنشوة الاكتشاف.

كنا ننتظر ان يقول لنا شيئا عن اسباب تدني تحصيل منتسبي المؤسسة المعنية ببناء الانسان.. وننفق عليها ما يقارب الـ10% من موازنتنا السنوية وتستخدم نصف منسوبي الجهاز الحكومي المدني.

هل المنهاج اعلى من قدرات الطلبة؟

هل المدرسون يؤدون ادوارهم بالشكل الفعال؟ هل الاختبارات مناسبة؟ ما علاقة ظروف وبيئة واجراءات الامتحان بالنتائج.

لفد طمننا الوزير بان الطلبة الذين حاولوا اختراق الموقع للحصول على نتائجهم لم يفلحوا بفضل حرص الوزارة وكوادرها الساهرين.. حيث احصى القائمون على حماية النتائج 126 الف محاولة دخول "حالة اختراق".. لقد اعتدنا على استخدام مصطلحات الاختراق في الجيوش والاعمال الاستخبارية.. اما في محاولات الحصول على النتائج فهذا جديد على ادبيات التربية والتعليم.

اذا كانت نسب النتائج واقعية.. فانها تعكس واقعاً تربوياً محزناً، وبالتالي فان الحديث عن التطوير والتميز وتحديث المناهج والقيادات التربوية والقياس والتقويم تهريج لا معنى له.. وان هناك تخريباً ممنهجاً لمؤسساتنا نفذه اشخاص لا علاقة لهم بالتربية ولا التعليم.. وﻻ بد من تحديد المسؤولين عن هذا التردي ومحاسبتهم..

اما اذا كان ما شهدناه من نتائج ناجم عن انعقاد الامتحانات تحت شروط واجواء اثرت على اداء الطلبة ونتائجهم وتجربتهم التعليمية..ف ان في ذلك كثير من الظلم للطلبة وأحلامهم وذويهم والمجتمع والمزاج العام.

لا احد يشك بان الغش مشكلة واضحة في كل شئ في مجتمعنا "في البناء.. والبيع.. والشراء.. والاغذية والصناعة وتصريحات السياسيين والامتحانات ليست استثناء ... لكن يبدو ان معالجات الوزارة للمشكلة كانت كمن قرر ان يقتل الذبابة بقذيغة مدفع. فقتل الذبابة لكنه هدم الجدار وحرق البيت وارعب الجيران..

نتمنى على المتخصصين في كليات العلوم التربوية ان يتوجهوا لبحث هذا الواقع والاجابة على الاسئلة التى تدور في رؤوس عشرات الاف الاباء والامهات... وملايين الاردنيين الذين دخل بيوتهم التطوير التربوي بنكهة امنية..

نحن لا نمانع بان يطال الاصلاح كل شئ.. ومن غير المنطق تحميل الوزير وزر تدهور القطاع... لكن علينا ان لا ننسى ان الامتحان قطاف موسم.. وجودة الموسم مرهونة بجهود كل الذين زرعوا وسقوا وسمدوا.. عبر كل السنوات التي نما فيها الزرع حتى حان القطاف.. ومشكلات الاردن لا يمكن ان تكون خطايا بدون مخطئين.

وتحية لكل الذين يحرصون على تأدية اعمالهم بصدق ومهنية وامانة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :