facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا لو لم نشارك


شحادة أبو بقر
28-09-2014 03:25 AM

مصيبتنا في الاردن ان بيننا من يرى وبحسن نية في غالب الاحيان ان الاردن دولة عظمى بمقدورها ان تعادي العالم كله وان تتخذ من المواقف ما يحقق رغبات هؤلاء حتى لو كان في ذلك فناؤه لا قدر الله ، لا بل فإن هؤلاء الكرام يفترضون أن الامة العربية وحتى الاسلامية كلها على قلب رجل واحد تجتمع جيوشها ومقدراتها وشعوبها كافة في مواجهة الغرب والشرق المعادي لنا ولعقيدتنا ، لكن الاردن والاردن تحديدا هو من يفسد عليها خططها ومشروعها العظيم نحو التوحد والوحدة واسترداد اراضيها المحتلة وحقوقها المغتصبة مثلما يفسد عليها توجهها الجاد لاقامة دولة الوحدة العربية اولا ثم الاسلامية لاحقا .

ليس هذا بالامر الجديد علينا هنا في الاردن ، فهناك دوما من هو جاهز لتحميله المسؤولية والتبعات حتى لو تعثرت دابة في اية ارض عربية على وجه الخصوص ، ولم تشفع للاردن يوما في نظر هؤلاء الاعزاء دماء شهدائه وجرحاه وتضحياته الكبيرة التي لا ينكرها عربي او مسلم منصف ينطق بالحق بضمير حي وعلى إمتداد التاريخ ، ولا يلتفت احد الى الحقائق الدامغة التي تقول بان الاردن اكبر بلد على وجه البسيطة مستضيف للاجئين العرب الفارين بارواحهم واعراضهم من ويلات الحروب ونزوات الاقليم ، مع ما ترتب ويترتب على ذلك من هم وغم واعباء لا تنهض بها دول عظمى بحق وليس إفتراضا ، ولا يعير احد ادنى إهتمام لحقيقة ان ثلث سكان الاردن اليوم ليسوا من مواطنيه ، ولا يأبه احد بحقيقة ان الاردن خاض كل الحروب والقى بنفسه في اتون نارها كي لا يقال انه سبب هزائم العرب حتى وهو يدرك النتائج سلفا عندما كانت حروب العرب اشبه ما تكون بفزعة عرب دونما إعداد او استعداد ، ولا يناقش احد خسارة الاردن لنصفه الذي كان في حرب خاضها دون غطاء جوي اخذ وعدا بجاهزيته ساعة الصفر ولم يأت ، لتترك القوات الاردنية تحت رحمة طيران العدو اياما قدمت فيها ارتال الشهداء ليعلن الرئيس الراحل رحمه الله جمال عبد الناصر بعد ذلك ان قلبه يتفطر الما لتضحيات الاردن وجيشه وشعبه ، ولا يلتفت احد لحقيقة ان الاردن هو البلد العربي الوحيد الذي اعلن وقوفه مع العراق دفاعا عن البوابة الشرقية للوطن العربي منذ اللحظة الاولى لاندلاع الحرب عام ١٩٨٠ ،فيما إنتظر الاشقاء الآخرون حتى مالت موازين الحرب لصالح العراق ليتخذوا مواقفهم وبعضهم إتخذ الموقف المعادي للعراق ، ولا يستذكر احد ان الاردن انفرد دون اهله العرب وخلافا لارادة الغرب والعالم كله في رفض الحرب على العراق والدعوة الى الحل العربي الذي رفضه العرب في حينه ويتحسر معظمهم عليه اليوم بعد ما ترتب على تلك الحرب من ويلات على المنطقة كلها وعلى العرب جميعا بلا إستثناء .

وينسى بعضنا او هو يتناسى كيف حوصر الاردن وتمت مقاطعته جراء ذلك الموقف الذي ما زال الاردن يدفع ثمنه حتى يومنا هذا ، وكيف غدا الاردن وحيدا ليس له بين الجموع صديق او معين ، ولولا رحمة الله سبحانه لتبخر الاردن وإنهار ، ليأخذ الامر بعد ذلك سنوات طوال حتى تمكن الاردن من لملمة جراحه ، وليتسامح الاخوة معه ، وليعيد الغرب حساباته من جديد إتجاه الاردن ، ولولا حاجتهم للاردن آنذاك من اجل السلام المزعوم الذي اراده بوش الاب لاوعزوا لربيبتهم في المنطقة الى إجتياحه ربما جراء ما إقرفت يداه في نظرهم .

نعم يتعامى بعضنا عن الحقائق حلوها ومرها ونحن الكبار في السن الصغار في القدر امام نخب اليوم ، ندرك كل الحقائق وقد عشناها بكل ما إنطوت عليه من مرارة وعذاب ، وينسى هؤلاء الافاضل هداهم الله ان الاردن اليوم الذي يعيل ملايين اللاجئين العرب هو ثالث إن لم يكن افقر بلد على سطح الكوكب في المياه ، وهو لجوء وتشرد ليس للاردن المظلوم فيه ناقة ولا جمل ، وإنما هو مضافة للجميع وبعضهم يتعفف حتى عن شكره ، لا بل لا يجد حرجا في شتمه ، ومن هجروهم من حكامهم لم يتقوا الله اذ قالوا ان الاردن يتاجر بقضية هؤلاء اللاجئين الذين فروا من حربه عليهم .

لو اردنا الاسترسال المر في تعداد او إحصاء ما تحمل الاردن وما زال من اجل الامة التي يقال عنها امة وما هي اليوم الا بلمه ، لجلسنا نكتب حتى الصباح ، لكننا نتساءل إن جاز لنا مجرد التساؤل ، هل الاردن وحيدا دون سائر العرب والمسلمين مطالب بالوقوف في وجه المارد الامريكي والغرب عموما وتححطيم آمالهم بالهيمنة على ارض العرب ومقدرات العرب وكرامة العرب ومكان سجود العرب ، وهل جيشت الامة جيشها الموحد وقالت لامريكا ومن معها اخرجي من ارض العرب ووقف الاردن بالمرصاد ضد هذه الصحوة والانتفاضة العربية العارمة وكان حائلا دون ان تتوحد كلمة العرب ولو مرة في الحياه ، ثم اليس الاردن دولة فقيرة صغيرة محدودة الموارد والامكانات ومع ذلك صمدت امام اعتى العواصف التي لم تصمد دونها دول عظمى ، الم ينهار الاتحاد السوفييتي الجبار امام جبروت الغرب وقوته ، اليس العالم كله شرقه وغربه يحابي امريكا اليوم بما في ذلك اوروبا على عظمة قوتها والعرب جميعا على كبر حجم مقدراتهم ، .


يطول الحديث ويتشعب وقطعا لن يعجب اؤلئك الطيبين من غير الواقعيين الذين يريدون للاردن ان ينتحر على مشجب الامة التي لم تعد حتى شعوبها تواقة للوحدة بعد ان نخرت القطرية والعنصرية اوصالها ، ونقولها وبكل الصراحة والوضوح ، فالاردن اليوم مكره اخوك لا بطل ، فلا هو مع اهله او نخب كثيرة منهم بخير ولا هو مع اصدقائه بخير ، ولا حول ولا قوة الا بالله الواحد الاحد .

ونقولها بيقين من خارج دفة صنع القرار ، لا يسعد الاردن ابدا ان يكون سببا في شقاء احد وبالذات من بني جلدته العرب والمسلمين ، ولا جدال ابدا في ان الاردن يتمنى لو تطلع شمس الغد وقد توحد العرب تحت راية لا اله الا الله محمد رسول الله ، وليس عربيا ولا مسلما من تهون عنده قطرة دم عربي او مسلم ، والاردن والاردنيون جميعا وانا منهم في طليعة هؤلاء ، ولكن اين هي الامة واين هم الافذاذ الذين يقيمون الدين العظيم كما هو وقوته في معانيه قبل مبانيه ، سلوكا وقدوة وريادة تستقطب الباب السامعين والمراقبين وعقولهم معا امام عظمة هذا الدين وقد اراده الله جلت قدرته للبشرية كافه .

اخيرا وليس آخرا بإذن واحد احد ، ماذا لو لم يشارك الاردن ولو رمزيا في ما يسمى بالتحالف، والجواب حصار جديد وقطع للمساعدات من الجميع ولربما ما هو اكثر زعزعة للامن الوطني الذي نتغنى به جميعا ورفض وتجويع وإثارة للفتن وخلق لاكثر من داعش هنا على الارض الاردنية التي ما تنكرت يوما لعربي او مسلم ولا حول ولا قوة الا بالله ، ولنا ان نلاحظ وببساطة كيف يجري الآن وبين ايدينا تضخيم كل مشاركة اردنية ولو بطائرة واحدة في حين ان دولا عديدة شقيقة وغير شقيقة تشارك وبطائرات عديده، ولا يجري الحديث الا عن مشاركة دولتين عظميين هما الاردن ثم امريكا ، فهل هذا امر عبث ام هو مقصود لذاته .

غريب امر بعضنا نحن الاردنيين إذ نغضب ونقيم الدنيا ولا نقعدها اذا ما ً دفش ً دركي متظاهرا خرج على القانون ، بينما نتغنى بعروبة حكام يقتلون شعوبهم كل يوم ولحظه ، فما هو عندنا مر وما هو عند غيرنا حلو مذاقه ، ويصدق فينا القول ان ملحنا عذب ، وحلونا مالح . وبالمناسبة فانا لا ادافع عن احد ولا انتصر لاحد وانما فقط لما اعتقد انه الحق ، ومن هنا فان الاردن المعجزة حقا يستحق منا جميعا ما هو افضل ، والا فنحن وقد استسلمنا للفضول وللاشاعات فانما نهدم بلدنا بايدينا ، عندما نقزم مؤسساته وسلطاته ونتركه نهبا للاشاعات وحديث الفضول والاستخفاف به وبدوره وبتضحياته وحضوره الذي يفوق حجومنا جميعا عند اللزوم ولا ابالغ ، فالوطن الذي إنتزعه افذاذ سبقونا من افواه الذئاب حري بنا ان نعض عليه بالنواجذ وان نداري عوراته ونعظم مكانته حتى لو لم يعجبنا ذات فقر او ضيق ، فالرزق على واحد احد ، وما بعد الضيق الا الفرج ، اما ان نجلس متأهبين لقنص زلات الوطن مهما صغرت لنجعل منها سبة له ، فذلك امر لا يستقيم ابدا ، ومن منا يستذكر او يسأل إن كان شابا عن ماض صعب عشناه بكل ما إنطوى عليه من ضنك ، وجب ان يشكر الله العظيم كثيرا على ما عليه اليوم من تطور مذهل يحسده عليه القريب والبعيد على حد سواء .

نسأل الله مسير الكون ومدبر امره جل في علاه ان يصون بلدنا من كل عبث ، وان ينجينا بصفاء نوايانا وتضحياتنا المستمرة ومن سبقونا من اهلنا الاردنيين الانقياء الاتقياء ، وان يجمع العرب والمسلمين على كلمة سواء وموقف سواء ، وان يوحد المسلمين في مشارق الارض ومغاربها في نصر مؤزر على الذات ومعاصيها اولا وعلى اعدائهم واعداء الدين العظيم ، وان يهدينا جميعا الى الطريق الصواب والقول الحق والعمل الحق ، إنه نعم المولى ونعم النصير ، وهو من وراء القصد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :