عمون - طارق العاصي

فيلم »معالي الوزير« من الافلام العربية التي اعتمدت اسلوب مناقشة الواقع بطريقة هزلية وفلسفية في آن واحد ويعتبر فيلما رائعا من حيث الفكرة والتصوير والاخراج, كما انه كان اخر فيلم كامل يقوم ببطولته النجم الراحل احمد زكي وشاركه هشام عبد الحميد ويسرا ولبلبة ورلا محمود وحجاج عبد العظيم, وكان الفيلم من اخراج سمير سيف والسيناريو لوحيد حامد الذي قدم شيئا جميلا وجديدا على الافلام العربية في ذاك الوقت, وعرض الفيلم على مسرح البلد ضمن نشاطات الافلام الفرانكفونية وهو الفيلم الاخير ضمن هذه النشاطات. الفيلم احد تجارب وحيد حامد الناجحة في البحث عن أشكال الفساد السياسي والإجتماعي وهي محاولة جريئة وهامة, قدمها حامد في هذا العمل, كشف فيها عن خبايا شخصية بطله الذي يستغل كل شيء حوله, وعرض معاناته مع كوابيسه, مستعرضاً الشخصية من جوانبها النفسية والإنسانية, بشكل ساخر وأحياناً فنتازي. ومستغلاً قدرات الفنان أحمد زكي في تجسيد تلك المواقف الدرامية اللافتة.

فالموظف رأفت رستم, أصبح وزيرا بالصدفة, ولكنه يحتفي بهذا المنصب, ويفعل الكثير للاحتفاظ بهذا الكرسي فهو يحاول ان يتمسك بهذا المنصب بكل الوسائل وتبدو شخصية احمد زكي في هذا الفيلم انتهازية فهو يحاول استغلال كافة الظروف لتسخيرها لمصلحته الشخصية, وبالفعل ينجح في ذلك.

فهو نموذج لرجل متسلق لكي يصل الى المجد .

وهو مستعد أن يفعل أي شيء لمواصلة ذلك. لدرجة أنه قد كتب تقريراً للمخابرات العامة عن زوجته, معتبرا هو نفسه ذلك عملا في قمة النذالة.

عندها بدأت تنتاب هذا الوزير كوابيس متلاحقة, تثيره وتقلق منامه, بل اصبحت مرضاً يلازمه أينما ذهب.. ولا يعرف ماذا يفعل, الأمر الذي جعله يستنجد بمدير مكتبه الذي ادى دوره باقتدار هشام عبدالحميد لدرجة ان البعض اعتبره افضل دور في مسيرة هشام الفنية الذي يبذل الكثير لمساعدة الوزير والترفيه عنه, لنلاحظ بأن هذا المدير أصبح يعرف الكثير من أسرار الوزير الخاصة جداً, والتي يجب أن لا يعرفها. وبالتالي تكون نهايته الموت على يد الوزير نفسه.

والمتتبع للفيلم يرى ان القصة غير تقليدية في طرحها للمواقف والاحداث بحيث تعاملت مع المشاهد بنوع من الهزلية التي شدت المشاهد وجعلته يتلمس الفرق الذي احدثه هذا الفيلم على الافلام العربية