facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مرة أخرى .. من أين يأتي"أبو مازن" بكل هذا التفاؤل؟


03-04-2008 03:00 AM

قبل بضعة أيام فقط، وفي قمة دمشق بالذات، كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يهدد بالانسحاب من المفاوضات إن استمرت إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني وواصلت استيطانها لأرضه وتهويدها لعاصمته، وقد بدا أن الرجل قد ضاق ذرعا بالألاعيب والمناورات الإسرائيلية وقرر وضع حد لـ"المفاوضات العبثية" مع أولمرت وليفني.وما هي إلا سويعات قليلة - أربع وعشرين فقط - حتى عاد الرئيس عمّا قال في دمشق، وأعلن من عمان هذه المرة، وبعد لقاءاته مع الوزيرة رايس، وبتفاؤل غير متلعثم أو مشروط، ولا تشوبه شائبة عن يمين أو شمال، بأن اتفاقا شاملا مع إسرائيل سيتحقق قبل نهاية العام 2008 (؟!).

ومن رام الله، كان الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة يقول للصحفيين بأن الرئيس أبلغ الوزيرة رايس حرفيا بأن الشعب الفلسطيني لن يثق بمسيرة السلام إلى إذا تحققت أربع خطوات هي: (1) وقف الاستيطان بالكامل...(2) إزالة الحواجز...(3) رفع الحصار عن غزة...(4) مساعدة الفلسطينيين لتسلم المعابر، لتسهيل حياة المواطنين في القطاع المحاصر.

ومن رام الله أيضا، كان كبير المفاوضين الفلسطينيين – بحق – أحمد قريع (أبو العلاء) يصف الإعلانات الإسرائيلية المتكررة عن التوسعات الاستيطانية الجديدة بأنها محاولات لضرب عملية السلام، وكان مسؤولون فلسطينيون آخرون يقدمون تقييمات لحصاد المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، مغايرة تماما لتقديرات عباس المتفائلة.

لا ندري أي من التكهنات / التقديرات الفلسطينية السابقة، يعكس واقع الحال، كما لا ندري من أين يأتي الرئيس عباس بكل هذا التفاؤل وكل تلك الثقة، ولماذا يصر الرئيس على أن يكون المتفائل الوحيد – أقله على هذا المستوى من الثقة – بمستقبل مسار أنابوليس...هل يعرف الرئيس عباس ما يجهله الآخرون، هل ثمة مسار تفاوضي آخر، يتقدم نحو ضفاف الحل النهائي الشامل، ولا يدري به أحد؟...هل نحن أمام أوسلو – 2 وبانتظار مفاجأة من ذات العيار ؟.

أسئلة وتساؤلات مشروعة تماما، لا تتردد على ألسنتنا وحدها، بل وتلوكها ألسنة مسئولين كبار في "عواصم الاعتدال" الصديقة لعباس والحليفة لخطه السياسي، وهي تعكس قدر من القلق والبلبلة والتحسب، وربما – انعدام الثقة – كما قد يتضح لاحقا.

على حد علمنا أن إسرائيل لم تأخذ بأي من "الخطوات الأربع" التي تحدث عنها عباس حرفيا أمام رايس، فلا هي أوقفت الاستيطان، ولا رفعت الحصار الجائر المضروب على غزة، ولا المعابر فتحت أو سلمت لأيد فلسطينية أو غير فلسطينية...وعلى حد علمنا أيضا، فإن إسرائيل لم تأخذ بأي من المطالب التي أسقطها أبو ردينة ولم يتحدث عنها الرئيس "حرفيا" أمام رايس من نوع : الإفراج عن الأسرى والمعتقلين، وقف العدوانات والاغتيالات والاجتياحات، والجنوح لخيار التهدئة الشاملة والمتزامنة والمتبادلة.

والحقيقة أنني لا أعرف أحدا يشاطر الرئيس عباس تفاؤله المفرط هذا، بمن في ذلك أولئك المتورطين في "تجارة الأوهام"، ولست أوافق على تقديراته هذه، حتى بفرض وجود قنوات تفاوض سرية نشطة، لا نستبعدها وثمة تلميحات وتسريبات بشأنها، فما نعلمه علم اليقين أن إسرائيل ليست جاهزة الآن، ولا قبل نهاية العام 2008، ولا في المدى المنظور لإبرام "اتفاق شامل ونهائي"، وكذا الحال بالنسبة لواشنطن وإدارة المحافظين الجدد الأكثر انحيازا لإسرائيل، والتي اعتاد مسئولوها بدء جولاتهم في المنطقة واختتامها بإطلاق التأكيدات المتكررة على انعدام النية لديهم بممارسة أي ضغط من أي نوع على إسرائيل من أجل السلام وإحقاق الرؤيا أو إنفاذ خريطة الطرق.

أخيرا، يتعين التذكير، بأن الاتفاق الوحيد الممكن إبرامه قبل نهاية العام، هو الاتفاق الذي سيتنازل فيه الفلسطينيون عن القدس وحقوق اللاجئين وما يقرب من ثلث إلى نصف الضفة الغربية، فهل هذا هو الاتفاق "النهائي والشامل" الذي يبشروننا به؟ ومن سيقبل به من القيادات الفلسطينية، وهل سيتبقى لها الوقت الكافي لتنفيذه إن هي مهرته بتوقيعها؟.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :