facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن الوعظ والإرشاد ودور المساجد التنويري!!


د. زيد نوايسة
25-11-2014 07:59 PM

منذ أن اختار الله-جلت قدرته- هذه الأمة وشرفها بأن أنزل فيها خاتمة الرسالات السماوية إلى البشرية جمعاء، وميزها بأن كانت موجهة للناس كافة بعالميتها وكمالها وتمامها وشموليتها، كان للمسجد ودور العبادة دورا بارزاً وأساسياً مهماً في تنوير الناس في أمورهم الدينية والدنيوية وحثهم على الفضائل وتمثل القيم الإنسانية والمثل العليا التي كرسها الإسلام والرسالات السماوية الأخرى التي جاء ليتممها ويكمل رسالة الهداية والخير للبشرية، والتي أوكلت للإنسان مهمة أعمار الكون وخلافته في الأرض يقول سبحانه وتعالى" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30]"صدق الله العظيم.

لعل من المناسب أن نتحدث عن دور المساجد في نشر الدعوة الإسلامية وانتشارها والمساهمة في تكريسها كمراكز دين وعلم وإشعاع حضاري ومنطلق لكل حركات التنوير الاجتماعي والسياسي والأخلاقي وقبول الآخر والتسامح، والذي ينطلق من جوهر الإسلام الحقيقي بالدعوة لله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعبر كل مراحل الدعوة منذ أن قامت الدولة النبوية في المدينة المنورة، حيث شكل المسجد النبوي نقطة الإنطلاق وكذلك المسجد الأقصى وحلقات العلم والمعرفة التي شكلت حواضر للاجتهاد، وجامع الزيتونة الذي بني في تونس في القرن الهجري الثاني في عهد حسان بن النعمان والذي يعد أول جامعة في العالم العربي والإسلامي قدم للفكر والحضارة الإسلامية أعظم العلماء والمفكرين ولعل أكثرهم شهرة هو صاحب المقدمة الشهيرة "ابن خلدون"، وكذلك جامع القرويين الذي بنته العالمة المغربية فاطمة المهرية في فاس بالمغرب في سنة 245 هجري وكان حاضرة من حواضر العلم وملتقى للعلماء في شمال أفريقيا وبلاد الأندلس لاحقاً، والجامع الأزهر الذي أنشاءه الفاطميون في مصر قبل أكثر من ألف عام ليقدم للإسلام وللمشرق العربي علماء ومجتهدين أفذاذ قدموا الإسلام بأنصع صورة وعملوا على وضع تفسير علمي دقيق للرسالة السماوية والقران الكريم، لتوازن بين محكمات الشرع ومقتضيات العصر، حتى لا يبقى الفهم الديني قاصرا عن استيعاب متغيرات العصر والأوجه الحضارية المتزايدة التطور!!.

ما دعاني للكتابة الآن، هو أن ثمة تغير وتراجع واضح وربما مقلق على الدور المفترض أن تقوم به المساجد والأئمة والوعاظ ورجال الدين والعلماء المتنورين والذين يحملون مشروع الإسلام الحقيقي في الدعوة إلى الله بالحكمة الموعظة الحسنة والتي تعلي من قيم المواطنة والانتماء والتسامح وقبول الأخر وتنبذ العنف والتحريض والتطرف والفتنة، ولعلنا مضطرين للإقرار وعدم التغاضي عن حقيقة واقعة نعيشها الآن، وهي أن المنابر تعرضت وفي غفلة منا للاختطاف من غير المؤهلين علميا وفقهيا ودينيا لاعتلائها، فلا أخال أحدا منا يلتزم بأداء واجبه الديني إلا واستمع إلى خطب أيام الجمع ومواعظ ليست من الإسلام في شيء وتصدر من أشخاص لا يملكون الحد الأدنى من التأهيل الديني واللغوي والثقافي، ولعل بعض المقاطع التي تنشر على موقع يوتيوب مما يجري في بعض مساجدنا وخصوصا في الأطراف والقرى، عليه أن لا يشعر بالإاستغراب مما جرى، ويدرك أن بأن المناخ الذي ساد لفترة سابقة وعزز من فرص انتشار ظاهرة التكفير والخروج على النظام العام والتمادي والتطاول على المقدسات الدينية وفوضى الفتاوي التي انتشرت دون ضوابط فقهية ومرجعية هي مما ساهمت في الحالة المؤسفة التي أوصلت الأمة ورسالتها الحضارية إلى هذا الواقع!!.

في هذا الصدد يمكننا التساؤل عن قانون الوعظ والإرشاد، وعن أهمية تطبيقه بصرامة وحرفية، وان يعاد تأهيل بعض الوعاظ والأئمة تأهيلا دينيا وثقافيا، وان يتم التركيز على أن مفهوم الإمامة والوعظ يتجاوز دور الوظيفة التقليدية، بل هي اكبر واهم في رسالة دعوية يفترض فيها تكريس القيم الحضارية للإسلام في البناء والعمل والإجتهاد وإسعاد البشرية، وان تخرج من دائرة الشتم والتخوين وإفساد العلاقات مع الأقطار العربية، ويظل الأمل معقود أن تولي الوزارة المعنية أهمية لهذا الأمر توازي الاهتمام بقضية الأموال والأراضي الوقفية!! .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :