تحتفل دولة الامارات العربية المتحدة في هذه الايام بالذكرى (43) لاتحاد الامارات العربية ، تلك المناسبة التي قل نظيرها في الوطن العربي ، خاصة في هذه الفترة التي زادت بها الانقسامات والصراعات في كثير من الدول العربية ، وما حل بها من حروب وقتال ودمار تجعلنا نصفق احتراماً وتقديراً ونقرأ سورة الفاتحة على روح ذلك الرجل والقائد المؤسس الذي بنى دولة الإمارات العربية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وطيب ثراه ، وجعلها في مصاف الدول العصرية في زمن قياسي، ونشر في ربوعها الخير والمحبة والأمن والسلام ، فكان رحمه الله بهذا من طراز أولئك القادة التاريخيين الذين يرتبط بأسمائهم بناء الدول، إذ كان الراحل الكبير صاحب مشروع نهضوي لبناء الدولة والمجتمع، وقد وضع ذلك المشروع نصب عينيه وتمثله في كل وقت، وسخر في سبيله الوقت والجهد والمال حتى أصبح واقعا وحقيقة ماثلة للعيان.

وكنا نرى في الشيخ زايد رحمه الله عليه، مد يد العون والخير ومساعدة الاخرين أينما اتجه ، فحصد وجنى هو وأبناؤه وشعبه الخير الذي امتد إلى كل ركن ليس في دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها، بل إلى سائر أنحاء المعمورة. ومن زرع الخير وجده. الذي حول هذه الصحراء إلى مدينة من أجمل وأنظف مدن العالم وأكثرها نموا وأمناً واستقرارا.. وكانت حكمته في ذلك بسيطة وعميقة في نفس الوقت. حيث يوجد العدل يوجد الأمن ويعم الاستقرار وتسود المحبة.

إن ما حققته دولة الامارات العربية من ازدهار وتقدم لم ياتي من فراغ ، وانما جاء من خلال حكمة قادتها وبرئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله قد ساهموا في بناء دولة عصرية نفتخر بها إمام القاصي والداني من أبناء العروبة تسطر حكايات لا أجمل ولا أروع في الشموخ الاقتصادي والعمراني والبناء الحضاري والعقلاني لفكر استوعب المعادلة العالمية والدولية فقاد الإمارات إلى واحة امن واستقرار مستنيراً بالخبرات لأهلها ألمدركه لكل مرحلة معقدة من المراحل التي يمر بها الوطن العربي دون الانجراف نحو المخاطر أو الاستكانة أو المذلة، وها هم أصبحوا حكاية من حكايات التاريخ الحديث المعطرة بالورود والياسمين وقصة من قصص النجاح في القيادة والحكمة .

واجمل ما يسعدك في هذه الدولة انك ترى أهل الإمارات وحتى الوافدين إليها من كافة أنحاء العالم ، يقودونها في بر الآمان إلى شواطئ الاستقرار والهدوء ، هذه السنين التي لم نرى بها إلا وطناً متطوراً وحديثاً في كافة القطاعات التنموية والاقتصادية والسياسية وروح المحبة والفداء للوطن ، وأصبح هذا التطور العمراني والمشاريع الضخمة التي تمتد في كافة أرجاء الدولة ونماء الإنسان الإماراتي ، لم يأتي من فراغ وإنما من الاستثمار في كافة القطاعات التعليمية والصحية والريادة في كثير من الأعمال وهذا ما هو الا دليل على القيادة الفذة والواعية والمدركة التي استطاعت ان تبعد دولته عن اية صراعات اقليمية وزرع بذور الخير بين ابناء الوطن والوافدين .

ولذا فاننا في هذه المناسبة وهي الذكرى الثالثة والاربعين لاتحاد الامارات نبارك لاهلها والوافدين اليها ، وندعو الله ان تبقى هذه الدولة وسائر البلاد العربية والاسلامية في امن وسلام .