facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عذرا سعادة السفير


شحادة أبو بقر
23-12-2014 02:12 AM

نشرت عمون كلاما منسوبا لسعادة سفير المملكة المتحدة لدى مملكتنا يعرب فيه عن ألاسف لتنفيذ حكم الاعدام بحق احد عشر محكوما بهذه العقوبة منذ عدة سنوات ، مضيفا ان الاعدام الذي لا تعمل به بلاده ً يحط من كرامة الانسان ً ، وحاثا حكومتنا على عدم مقاربة هذه العقوبة مستقبلا .

يملك السفير ميليت المحترم أن يعبر عن رأيه الشخصي في هذا الامر وسواه ، ونملك نحن في المقابل الامر ذاته ، وعليه ، فأن ما جرى كان تحقيقا للعدالة في اصدق تجلياتها عندما تكون منسجمة مع شرع الله سبحانه ، وعندما تكون قصاصا بقدر الجريمة ذاتها ، فجزاء القتل هو القتل ، وبمقتضى القانون والمحاكمات العادله .

أما إشارة السفير المحترم الى ما وصفه بالحط من الكرامة الانسانية لمن نفذ بحقه حكم الاعدام ، فهي إشارة يجب أن لا تتجاوز التساؤل كذلك ، عن الكرامة الانسانية للضحية الذي هدرت حياته هو الآخر ، ولسبب لم يقتنع القضاء بأنه مبرر للقتل ، وهنا تخضع الكرامة الانسانية لمبدأ ً البادئ اظلم ً، فالضحية لا بد قتل ظلما ، ومؤكد ثكلت بموته أسرة واطفال واب وام واقارب كثر .

نملك ان نؤكد لسعادة السفير المحترم ، ان القرار بالاعدام ليس بالامر الهين على الاطلاق ، وان القضاء لم يكن له ان يحكم بذلك بسهولة ابدا ، وحتى تصديق الحكم ، فلا بد وبالضرورة كان غاية في الصعوبة والمشقة على النفس ، فلا احد يمكن ان يقدم على ذلك بيسر ، ولا بد ان ذلك تم وبنفس تتمنى لو انها لم تواجه ظرفا كهذا ، لكن الامور سارت على هذا النحو ، فإما ان تطبق العدالة مع قسوة القرار على النفس ، او ان لا تطبق ، مع ما ينطوي عليه ذلك من قسوة على النفس ايضا ، برغم الحزن الذي ينطوي عليه هكذا حكم ، ولا احد في الاردن إطلاقا ً سعادة السفير ً ، يرغب بأن يوضع في ظرف من يصدر او يصدق قرار حكم كهذا ، لكنها حقوق الناس التي لا يملك احد ان يقفز عنها ، خاصة عندما يرفضون التنازل عن دماء ابنائهم ، وينتظرون تطبيقا امينا للعدالة ، وإلا فإن المشكلات ستتفاقم اكثر واكثر ، وربما تحصد ارواح ابرياء آخرين ، وهذا ما لا يتمناه او يقبل به احد ، لا بل فإن الحكمة تقتضي درء المخاطر وعبر ميزان العدالة ذاتها .

عندما يكون الحكم ممتثلا لشرع الله ، فلا جدال فيه ، حتى وإن كان وقعه صعبا على المشاعر ، ولسعادتكم ان تتذكروا ان الاردن جمد حكم الاعدام طويلا وابقاه بلا تنفيذ لسنوات عديده ، آملا ان يستمر هذا النهج الى الابد ، الا ان الظروف المتصلة بتنامي الجريمة وبالذات جرائم القتل ، لا بد وانها المبرر الذي املى على صاحب القرار تفعيل التطبيق ، عل ذلك يكون ً وهو كذلك بالضروره ً رادعا قويا يحول دون إرتكاب المزيد ، عندما تكون العقوبة معروفة سلفا لكل من قد يفكر او هو قد يستهين بحياة انسان آخر .

نترحم على ارواح الجميع ، الضحايا الذين فقدوا حياتهم أبتداء ، ومن تم تنفيذ الاعدام بهم اخيرا ، ونعزي اهاليهم جميعا ، ونسأله تعالى ان يلهمهم الصبر ، وان يجعل ما جرى خاتمة للخصومات والعداوات والاحقاد ، وان يديم على بلدنا نعمة الامن ويحفظ اهلنا الاردنيين جميعا من كل سوء ، انه سبحانه سميع قريب مجيب الدعاء ، فإذا ما كنا نحزن على إعدام احد عشر إنسانا بموجب القضاء ، فإننا نقف باحترام امام حكم الشرع الذي يطهر نفوسنا جميعا من كل حقد ، ونقدر بالضرورة وقع الحكم المنفذ على ذوي من أعدموا واسرهم وعلى الناس جميعا ونحن منهم ، لكنه العدل والحق ، والضرورة التي لا قدرة لاحد ان يجافيها .

لكم خالص الاحترام سعادة السفير ، ولكن يبدو ان الصواب لم يكن من نصيبكم هذه المره ، ونحن وأياكم نعزي بحرارة ومشاعر صادقة بإذن الله اسر وأهالي من أعدموا ، ومن قتلوا على ايديهم إبتداء ، ونبتهل اليه جلت قدرته ، ان يعظم اجرهم جميعا ، وعذرا سعادة السفير ، فاهل مكة أدرى بشعابها ، تماما كما انتم ادرى بشعاب بلادكم ، ولك تحياتي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :