facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"النسر الأردني .. عائد للتحليق بإذن الله"


د.خليل ابوسليم
25-12-2014 05:43 PM

برغم الكارثة التي حلت على رؤوس الأردنيين، وبرغم حجم الصدمة والذهول التي ألمت بالشارع الأردني جراء الحادث الأليم الذي أوقع نسرا من نسورنا البواسل بيد ثلة من الذين تنطحوا للدين ورفعوا المصاحف على أسنة الرماح، وبرغم كل ما جرى وما سيجري من أحداث لاحقة والتي نرجو أن تكون كلها خيرا للنسر الأردني وعشيرته الأردنية الواحدة، إلا أن هذه الكارثة كشفت عن الوجه الحقيقي للأردنيين جميعا، على اختلاف مواقعهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية والشعبية.

فالكل تنادى وتعاطف واستنكر، ومستعدٌ للتضحية بكل شيء يحول دون المساس بنسر أردني بات رمزا من رموز الوطن بعد أن وحّد كل ألوان الطيف السياسي جراء تلك الحادثة، فرب ضارة نافعة.

اليوم يقف الأردنيون جميعا، جنبا الى جنب متجاوزين عن خلافاتهم وأيدلوجياتهم وعقائدهم، يقفون صفا واحدا وسدا منيعا في وجه الظلاميين الذين يكيدون لهذه الأمة وهذا الوطن على وجه الخصوص، حتى الغافلين منهم لم يترددوا في إعلان تعاطفهم واستنكارهم لما حدث مع النسر الأردني وفي مقدمتهم أولئك المعارضين للتدخل الأردني في محاربة الإرهاب خارج حدود الوطن.

إذا كان وقوع هذا النسر الباسل في الأسر قد أحدث كل هذا التلاحم والتضامن بين أبناء الشعب الواحد الذي يبرز في المحن والشدائد، فما بالكم لو تجرأ أحد وفكر لمجرد تفكير بالاعتداء على الأردن وحدوده، والنيل منه ومن صموده.

أعتقد أن الرسالة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، وليست بحاجة إلى لبيب ليستوعبها أو يغوص في تفاسيرها، وهي أن الأردنيين عصيون على الاختراق ويتسامون فوق الجراح، فبرغم كل الاختلاف الذي يبرز هنا وهناك، وبرغم التجاذب والتنافر بين مراكز القوى السياسية والحزبية، إلا أنهم في ساعة الجد يتركون كل ذلك خلف ظهورهم، ملبين نداء الوطن إذا ما دعي داع لذلك، ليبقى الأردن هو الأعز والأغلى، وليبقى الأردنيون هم النشامى الذين يلبون نداء الوطن إذا ما استصرخ مناديا لرد العاديات.

كلنا ثقة بقواتنا المسلحة الباسلة القادرة على ردع قوى الظلام والشر حيثما كانت، مثلما هي ثقتنا العالية بأجهزتنا الأمنية الفذة وعلى رأسها مخابراتنا المحترفة القادرة على إعادة النسر إلى عرينه ليحلق مجددا في سماء المجد والحرية، فهي دائما تثبت علو كعبها في مواجهة المؤامرات التي تحاك في جنح الظلام للنيل من هذا الوطن وصمود أبنائه، ورد كيد الكائدين الى نحورهم.

اليوم لا صوت يعلو فوق صوت الحق،لصون عزة وكرامة الأردنيين الوطن، ولا يضيرنا بعض تلك الأصوات التي تغرد من خارج الوطن، وليتذكروا يوما ما أن الأردن احتضنهم وآواهم وأحسن إليهم، وليراجعوا حساباتهم جيدا في معتقدهم علهم يهتدون للدين الحق، لا الدين الذي اختطوه ورسموه لأنفسهم، وليدركوا جيدا، انه مهما طال بهم الزمن، فلا بد عائدون الى حضن الوطن الدافئ، لأنهم لن يجدوا تسامحا وتجاوزا عن المحن والشدائد، مثلما لم ولن يجدوا حضنا أدفأ وأرقى في التعامل معهم من الحضن الأردني، فليبقوا على شعرة معاوية علهم ينالون بها جزءا من ذلك الدفء والتسامح.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :