facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن"خوارج العصر "، الأردن أكبر من أحلامكم!!


د. زيد نوايسة
03-02-2015 03:20 AM

الصورة الصادمة والمفزعة التي بثها القتلة على موقع يوتيوب للرهينتين اليابانييين ومن قبلهما لضحايا كثر من عرب وأجانب، لم تترك فقط أثرا مروعاً لبشاعة القتل والهمجية التي يمثلها خوارج العصر وبرابرته، فلقد أصبحنا معتادين على صور وحشيتهم وساديتهم، بل أنها طرحت جملة أسئلة مفصليه يمكن لها أن تكون المبتدأ والخبر في فهم حكاية التنظيم اللغز!!فأين تشكلت قناعات هؤلاء "البربرة الجدد" ومن هو الملهم الروحي لهم ؟ً وما هي الأنظمة التي تغدق عليهم الأموال بسخاء وتزودهم بالأسلحة والتكنولوجيا وبالقدرات الإعلامية والفنية التي تضاهي احدث الاستوديوهات السينمائية؟!! وهل يمكن للعقل أن يستوعب أن هؤلاء نبتاً شيطانيا لقيطاً ولم يخرج من رحم "أجهزة" استخبارية دولية!!.

الإجابة غير مكلفة ولا تحتاج لعبقرية أينشتاين وتحضير الأرواح واستنساخها أوتحضير الجن وحشره!!، هؤلاء هم باختصار نتاج العقل الصهيوني الذي يريد ان يعيد هذه الأمة الى ما قبل العصر الحجري، وكان لا بد من ان توكل المهمة الى من اختطفوا الإسلام واعتبروا أنفسهم الوكيل الحصري له، هم أنفسهم الذين كان بعضنا يصفق لهم وهم يوغلون في الدم السوري والعراقي واللبناني والمصري، هم ذاتهم الذين يفجرون المدارس ويقتلون الأبرياء في عالمنا العربي المنكوب بربيع الموت الأسود، هم ذاتهم الذين فجروا أفراح عمان ذات زمان واستشهد أكثر من ستين بريئاً، ويذكر الأردنيين يومها من شارك ممن ينتمون لتيار سياسي فاعل وتقبلوا العزاء فيهم متجاوزين جراح الاردنيين الغائرة!! هؤلاء هم ذاتهم الذين يعتلي بعضهم منابر رسول الله(ص) لا ليدعوا الى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة بل لتكفير الناس وتقسيمهم شيعة وسنة ووطنيون وعملاء!!.

المطلوب أن نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية فزمن التورية وأنصاف المواقف أنتهى، ولا نملك ترف المجاملات التي سندفع ثمنها من دمنا ومن مستقبل أجيالنا، وفي ضوء الظرف الدقيق الذي نعيش لا يمكن لعاقل أن يقبل أن يكون عبئاً على وطنه وخصوصاً عندما تكون الدولة عرضه للابتزاز الرخيص من تنظيم دموي وهمجي لا يعرف دين ولا قيم ولا أخلاق!!، فلسنا عابرين وشذاذ أفاق حتى تكسر إرادتنا وتتزعزع أركان دولتنا، وهي على مشارف المئوية الأولى من عمرها والتي لم تكن مفروشة بالورود والرياحين، بل كانت في دائرة النار وفي قلب الصراع على وجودها ومستقبلها، وعاشت مراحل أكثر سوداوية وقسوة كادت أن تطيح بالدولة والشعب لولا أرادة الله وإيمان هذا الشعب والتفافه حول قيادته.

لا يمكن لمن يملك أدنى مقومات الإحساس الوطني أن يقبل بأن يتحول من قتلهم الفراغ والتنظير إلى حكماء وأصحاب خبرة في التفاوض وإسداء النصح والوصفات السحرية للخروج من الأزمات الطارئة وان يقترحوا على دولة مؤسساتها تعمل منذ 93 عام كيف تعمل؟!!، عندما تكون الدنيا قمرا وربيعاً هناك متسع من الوقت لسماع مزيداً من التنظير ويمكن أن نقبل ونناقش و نتفق ونختلف ولكن في زمن غير هذا الزمان!! أما عندما تداهمنا المؤامرات والخطوب والملمات والاستهداف الأسود من تنظيم يهدف إلى تصدير أزمته ومشروعه الهمجي وهو الخارج على كل الشرائع والقوانين والقيم ويتكفل أتباعه برسم أسوء صورة يعجز عنها أكثر ممن يضمرون العداءً للعروبة والإسلام، علينا جميعا أن نقف حصناً منيعاً أمام أهدافهم الشيطانية التي أول ما تستهدف فيما تستهدف صورة الإسلام العظيم وسماحته!!.

وعليه فالمطلوب منا جميعاً في هذه اللحظة المفصلية توظيف قدرتنا لخدمة عقل الدولة المركزي الأقدر على معرفة الأمور لأنه وحده يملك الأدوات الأمنية والسياسية التي تؤهله للقيام بهذا الدور ويمكن لها في المحصلة أن تحقق نتائج ايجابية، وبنفس الوقت نساهم في تعزيز صورة بلدنا كما نحب أن يكون و يبقى قوياً منيعاً عصياً على الابتزاز والكسر –لا قدر الله- .

أما النموذج الأردني الذي يشعرنا بالاعتزاز والفخر وهو عائلة الطيار البطل معاذ الكساسبة وذويه والذين نعرف ونشعر بوجعهم وقلقهم المبرر وندرك انه بحجم الكون وأكثر ونعرف أن كل عواطفنا التي اتحدت معهم في أروع صور التلاحم الأردني مهما كبرت لا تساوي لهفة والدته الصابرة. وصمت الرجل الكبير الكبير والده، لكننا نعرف أنهم من عناوين الوفاء والانتماء حيث يتعلم منهم الأردنيين الصبر والكبرياء والانتماء باروع ما تكون صوره.

ختاماً، المهم في هذه اللحظات أن نكون كباراً بحجم الاردن والتحديات وان لا نسمح لمن يريد اقتناص اللحظة للبحث عن مكاسب استعراضية زائلة ولا أظنها مهما كبرت ألا صغيرة أمام هذا الوطن وأمنه ومستقبله، على أن التوكيد واجب وملح لمن به صمم انها حربنا وحرب مستقبلنا ووجودنا وعلى الدولة أن تكون واضحة في التعامل مع هؤلاء وخلاياهم النائمة بيننا بوضوح والبداية من ضبط الانفلات في المنابر وتكفير الناس دون ضوابط ، وألا سيكون الثمن الذي سيدفعه البلد باهظا ومؤلماً وقاسياً فلا أولوية تعلو على الأمن الوطني في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ الأردن والمنطقة.

نصلي لله وندعو أن يعود الطيار البطل، حراً كريما لوطن لا يخضع لابتزاز فئة مارقة صنعها التأمر الصهيوني وأدواته الأقليمية!!.
حمى الله الأردن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :