facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




احمد سلامة يكتب عن : "نائب التغريدة"


16-03-2015 09:55 PM

القفص؟ معاذ الله أن يتسع لنا كلنا!

أحمد سلامة

ثمة قبرٌ و كأن كل الصراع عليه من حوله في تكريت.
فـــ ((زمرةٌ)) تنسف المقام، وهذا ليس جديداً على دعاة الفكر الواحد و المذعنين لفلسفة الطريق المسدود.
و ((أخرى)) تستل الرفاة من مقام راحته الأبدية و تهربه في ليلٍ داجٍ إلى مخبأ سري!
أوليست طريقة سنفاخر بها كأمة أننا اصطنعنا الليل وسيلة لتهريب موتانا خشية عليهم من بطش إخوتهم الأعداء الذين يحاربوننا بهدف محاربة الحياة!؟
كانت تلك قصة قد فتحت عندي شهية حزنٍ دافق و مفاجئ و أنا أتابع القصة على نشرة البي بي سي كخبر أول و كدت أن أكتب حولها، لكني اكتفيت بجملة واحدة..
كلّا المتحاربين حول القبر، (الدواعش) من جهة و أحباب سليماني قاسم (بقصد التعريب) من جهة أخرى على طول خط مواجهتهم الضارية من حول قبر تكريت، أظن أن حربهما بلا شرعية رغم البحث عنها منهما تنقيباً أو إخفاءً للقبر.
لأن نظام صدام... و شخص صدام، وما أتاه صدام! يوتر كليهما و ينقض شرعيتهما لأن العراق في حينه كانت معصم أمةٍ و سوارها و صورة بوابتها الشرقية.

كما أن قصة أخرى تحفز الناظر المتأمل عن بعد في هدأة البحرين ليقرأ.. أو ليكتب؛ لا فرق..

هناك ميلاد أمل قادم لأمة العرب أنجبه العرب على مهل في شرم الشيخ.

كنت بالحدس، و بالغرائز، و بإيماني المطلق حد الهوس و اليقين بمعجزات العرب التي تحدث فجأة قد تحمست لما أتاه جيش مصر العربي و قائده من تحول استرد به مصر، أو ردها إلى سياقها الطبيعي، مصريتها، فعروبتها، فإسلامها، حتى إنسانيتها بفرعونيتها و نيلها الخالدين.

و(بصراحة)،، على النقيض من صراحاتٍ كان أغلب ما اقترفها كاتبها فيها يخبئ في ثناياها لغماً ضدنا هنا أو تزويراً ضد عرب الجزيرة هناك أو مصلحة شخصية تبدو أغنية وسط صراحته أو مقابلاته في محطة تلفزيونية جسورة لدولة جسورة هي الأخرى.. أقول بصراحة أنني فوجئت حتى البكاء من الفرح قبل أن أرحل عن الحياة بنبأ ميلاد قاهرة جديدة، قاهرة ثانية!

ليس مهماً عندي إن كانت قاهرة للسيسي، أو قاهرة للعرب، أو قاهرة للجيش؛ المهم أن القاهرة الجديدة.. ستصنع على مهل بدورٍ محدد، و بهدف نظيف و من مالٍ عربي نبيل النوايا.

لقد أثخنتنا قاهرة المعز الأولى حد التشتت! فقد ولدت فاطمية المذهب و راحت تغالي بعد ما انقلبت على نشأتها الأولى في أدائها بقصد التكفير عن ذلك المنشأ فصنعت لنفسها هيئة أخرى نقيضة للأولى.
قال لي أحد الأخوة البحرينيين بمودة: لمَ كل هذا الوجد استبد فيك لعهد مصر الجديد؟ و قد كان هذا السؤال قبل إعلان ميلاد القاهرة الجديدة (بتاعتنا!)
أجبته بحسم: لأن ممثل الحقبة المصرية الجديدة، رئيسها، هو أول رئيس للمحروسة مؤدب حتى الخلق، مهذب حتى الإيمان و وادعٌ كالنيل.
و كأنني أضفت: نحن من عشنا حقب الناصرية و الساداتية و المباركية، و لست أدري كيف أشتق نسبة لحقبة الأخوان. لكني أجتهد فأقول (المرسية).
لم ننعم برئيس ممن رحمهما الله و من منهما ينتظر رحمة المولى تمتع بدفء اللسان و عفته مثل الرئيس باني القاهرة الجديدة.
والمدرسة الهاشمية في السياسة، نبعها ديني، و لغتها عفة، وكنا ننفر دوماً من قساوة اللفظ و فحشه طوال الحقب المصرية ما بعد الملكية.
القاهرة الثانية ستكون الأمل... كنت سأكتب عن الأمل، لكن حين وصلت لكلمة قسوة اللفظ و فحشه خجلت من نفسي في الحقيقة، لأنني توقعت أن الأخ البحريني العزيز لا بد أنه يطالع أفحش الألفاظ و أقبحها في معارك رفع الحصانات النيابية من حول برلمان الأمة في جزء الأمة الباقي في وجه الانهيار في بلاد الهلال الخصيب؛ أعني الأردن.
إذ ذاك توقفت عن الاندفاع للحزن لما هو عراقي حول القبر و الذي حظي صاحبه (بأنبل ميتة).. و الله أعلم..
وأوقفت فرحي و مباهاتي بالذي أنجزه الجيش المصري و قادته و قائده خشية أن يكون حالي حال إمام مسجد بغداد القريب من قصر المتوكل في أخر خطبة جمعة قبل الركلة الكبرى التي أودت ببغداد.
كان ذاك الخطيب الذي أجمع المؤرخون الثقاة على توثيق خطبته في أخر جمعة بغدادية عربية و قبل أن تتحول دجلتها إلى الأزرق الداكن بعد أن ألقيت الثقافة العربية كلها بقرار تتاري فيه.
يفتي لمستمعيه ذاك الإمام على تخوم سمل عيون الخليفة، هل تجوز الصلاة على سجادة صنعت من جلد البراغيث؟ خشيت لو كتبت في الوجع العراقي أو الأمل المصري أن أكون مثل ذلك الشيخ الذي كان يحكي عن سجادة البراغيث وفاته أن البراغيث دخلت للحلوق بدموية.
لذا عدت للأردن أكتب عنه و عن قلقه اللغوي الذي ينذر أن أول الحرب كلام.
معركة رفع الحصانة عن نائب بعينه و كأنه هو الهدف، أو هكذا بدأت الصورة، ناجيت ربي: لا خير فينا إن لم نقلها! .. و أستجيب فأقول:
ثمة فحش في القول غير محتمل ينخر عظم الحروف فيشوهها، يتجاوز في شكله الغضب من فعلة شخصٍ اقترف الإثم كله.
لكن ما جرى من ردود أفعال لغوية حادة بين من غرد فجاء تغريده نشازاً و من حاول ذبح صاحب النشاز دفعني إلى أن أغضب و أعتب هذه المرة.
غضبت..
على مرتكب إثم التأجيج إبتداءً، الذي (نكش) في هكذا ظروف فتنة نائمة فيما يبدو.
و عتبت..
على مؤسسات الدولة بكل إطاراتها التي تقبل بالمغامرة للسماح بالناس كي يعبروا عن غضبهم ومصالحهم وشماتتهم واندفاعاتهم و تصفية حساباتهم.
وعتبت..
على إطارات الدولة كلها التي سمحت و أذنت ،و ربما أن بعض حلقاتها شجعت التعبير الغرائزي الذي يرتد بالإنسان إلى حالة من الشهوانية المستبدة و التي قد تودي بالجميع؛ أقصد بالجميع دولة و مجتمع.
وأحزنني..
و الحزن بريء ، أن بعض أردنيين يخيبون الظن في من يضحي بأجلهم و كأن بعضنا أو بعض بعضنا لا يأخذ بحكمة ((إكرام الميت دفنه)) و حسب. بل أن نفراً قاعد على قلوبنا يحرص على أن يستفزنا بدفن ذكريات الشهداء و آثارهم النبيلة.
أعني بدون رتوش..
أن النائب الذي سعى لكل هذه (الزفة) غير المرغوبة في زمننا و من تفاعلَ بقسوة غرائزية لردعه و منع تماديه قد تساويا في الإثم من وجهة نظري في التمادي في الإساءة و التربص- بقصد أو بحسن نية- و جروحت ذاك العطر الأردني الفواح الذي زف الأردن كعروس و لا أطهر للأمة و العالم و كان مهرها النار.
كنت أتوهم أن (نور معاذ الكساسبة الوضاء) الذي جعل للنور عطراً و رائحة أول مرة,, توهمت أن ذاك سيظل فينا قناديل نبل لسنوات قادمات و سيشذب و يعلي من شأن لغتنا حين نختلف.
و أصرخ بحسرة الغريب الحزين في وجه كل علماء الاجتماع مناشداً و علماء النفس متوسلاً و شُرّاح النصوص الدينية ملتمساً أن يجيبوني على سؤال:
كيف لوطنٍ لم يفك شرفاؤه الحداد بعد عن القلوب، في ظاهرة للتاريخ العربي المعاصر لم تتكرر، ملكٌ يدخل على صحن العزاء يتوسط (أبو معاذ) و عم معاذ و إخوة معاذ! كيف لهذا الوطن الذي حج الأردنيون فيه للكرك حين تلاقى بيت النبوة و بيت الشهادة من جديد في سرادق عيّ و طياروه عادوا للتو بعد أن أشبعوا (الخصم القاتل الفاحش) بعض ردهم.. كيف لهذا الوطن بعد أن زار الكرك، وفق إحصائية دولة عظمى، ثلاثة و نص المليون أردني و عربي للرثاء و العزاء.. كيف لكل هذا أن يصير أثراً بعد حين و ينقسم الناس في لحظات مع النائب المغرد و ضده.
أين الحقيقة أيها العلماء في النموذج النفسي الأردني؟ أجيبوا!
أهي الحقيقة في الثلاثة و نصف المليون الذي حجوا للكرك؟ أم أن الحقيقة في بعض شوك في الحلوق صنعوا بعض مناخ النائب المغرد و نقيضه؟
إن كانت الحقيقة في الذي رأيناه في الكرك، فإننا ننام ملء الجفون عن شواردها و إن كانت الحقيقة في زمرة المغردين و المهرجين، فإننا ننام على قلق كأن الريح تحتنا.
من زمان تعلمنا أن للشهداء كرامات و للشهداء حرمات و الناس النبلاء تراعي ذلك توقيتاً و ملافظ.
و من ضمن كراماتهم، أنه لا يجوز أن نغفل على الأقل في الزمن القريب من استشهادهم ما أغضبنا و ما وحدنا.
فالأردنيون اعتادوا على الاستشهاد و أبداً كانوا دعاة و سعاةً له و لم يهزهم أو يحزنهم استشهاد معاذ بل أن شهداءنا دائماً نزفهم عرساناً عبر بحرٍ من زغاريد. لكن ما أثقل وجع الأردنيين في معاذ و جمود دمعهم في مآقيهم وأغضبهم حد التوحد هو ذلك الفحش الذي أُقترف بحقنا جميعاً بطريقة مقتل الشهيد معاذ و التمادي في الفحش هذا، و هو من أردأ السمات والبصمات.
وأُشهد الله أن الذي جرى في معركة نائب التغريدة، دفاعاً عنه أم هجوماً عليه ، لا يقل فحشاً لغةً عن الذي جرى بحق معاذ فعلاً. و أحمد الله حتى الآن أن كلا الزمرتين، النائب المغرد و زمرة الخصوم، لا يمتلكون القدرة على إشعال النار و إلا لحرقونا كلنا كما مصير معاذ!
إن الله سبحانه و تعالى جلّ في علاه قد ترك لنا منهجاً للخلق في الحوار حثنا الالتزام به و نذكر به. الله سبحانه حين يورد نصاً يمت بصلةٍ لفعل شائنٍ لصاحبه أو صاحبته فإنه لا يذكر الاسم على العكس حين يكون الفعل أو الأداء خلوقاً أو ذا مروءة و في ذلك حكمة و أخلاقو بهاء.
هل أتلو مثلاً (و إمرأة نوحٍ و إمرأة لوطٍ كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين) 10-سورة التحريم
هنا، لأن المرأتين قد جانب أداءهما الرضى والخلق أسقط الله عز وجل الاسمين، لماذا؟
ثم إمرأة العزيز التي قالت هيت لك، ما اسمها؟
ثم حتى إمرأة أبي لهب على شدة جور ما اقترفته بحق النبي صلى الله عليه و سلم، و ليس بحق أحد من أحفاده لم يذكر اسمها، (وإمرأته حمالة الحطب).
يقابل ذلك، يوسف أيها الصديق.
ثم و مريم التي أحصنت فرجها.
ثم ذكر عيسى عليه السلام و موسى عليه السلام و إبراهيم عليه السلام و محمد عليه الصلاة والسلام، لماذا؟
أظن أننا بحاجة إلى التأمل فيما سبق لنستند في كل حواراتنا و كتاباتنا إلى هذا الخلق الرباني الضارب في الاحتشام و تبجيله للمنهج الرباني على طريقة الحبيب محمد و ليس على طريقة من سرق المسجد و حرّف النص و ادعى الإسلام.
و بالقياس و المقاربة فإن الولاء لعترة النبي محمد صلى الله عليه و سلم و الاصطفاف للدفاع عنه و في حالتنا هذه أعني جلالة الملك، لا بد أن نرتقي في الدفاع و النقد للفعل الشائن الموصوم بالخطأ لمنهج النبوة و أخلاق القرآن لا أن ننحدر لنفس الدرجة من سفاهة المخطئ فنتناوله مرة بالطعن في مسقط رأسه و ثانية نسأله الرحيل مصطحباً جثمان ذويه و ثالثة نغمز من قناة ديانته المسيحية و أخرى بمهنته وأخرى أكثر ضجراً بالشتم والسباب.
لنتمثل بخلق الله و ما أراده لخلفائه في الأرض، أحببت أن أختم بالرجاء و التوسل لتذكر هذه المفاهيم لأن محنة الحوار بين النائب المغرد وخصومه يبدو أن هناك إلحاحاً فيها على تكرار خطايا علينا تجنبها لأن الاصرار عليها و المضي في التبجح بها من الطرفين يوحي ويشي بقادماتٍ لا سمح الله إن وقعت لن تبقي و لن تذر.
وددت فقط أن أقول ملاحظات عامة للتذكير بمخاطر ما انبعث من روائح تزكم الأنوف في الحوار حول محنة النائب المغرد وخصومه و المطالبة برفع الحصانة عنه تمهيداً لمحاكمته، و في هذا الحال لن تكون المحاكمة شعبية مثل ما جرى في حالة الباستيل مما أودى بحضارة فرنسا كلها إلى المقصلة، بل أنه ذاهب إلى المحكمة و ذلك من حسن حظه.
أقول، أولاً:
إذا كان الله سبحانه و تعالى قد جنب المرأتين اللتين مارستا الخيانة وصم اسميهما بذكرهما و اكتفى بعقابهما تلميحاً، أوليس هذا النبل الإلهي يستحق أن يقتدى.
ثانياً:
ثمة قبيلتان تقطنان ذات المكان و تنتسبان لنفس المكان والجذور، واحدة تدعى التوتسو والثانية الهوتو، هما من نفس المنابت و ذات الأصول في التعبير الدارج عندنا و الذي طغى على تعبير كان أكثر ونسةً و استعملهما الراحل العظيم الحسين بذات المعنى: المهاجرين و الأنصار. و كنت دائماً أحبذ الثاني لما فيه من روحانية الشعور.
التوتسو الهوتو..
تركتا إرثاً آثماً و مداناً و في نفس الوقت عبرة لمن يريد الاعتبار. ثمة ثقافة في العالم أجمعت على إدانة فعلتهما و وصمها بالعار (مذبحة رواندا). فجأة قرر الروانديون لمقالة نشرت في جريدة أن يتذابحوا و يقتتلوا، و النتيجة؟ دمار وطن بأكمله و قتل مليون و سبعمائة ألف بني آدم من دون سبب منطقي سوى واحد.. أن (الحرب أولها كلام)
ثم ماذا؟
عاد التوتسو و الهوتو تحت اسم رواندا من جديد بمختلف أصولهم و منابتهم!!! لملموا قبورهم و دفنوا ذكرياتهم الأليمة و ها هم يسعون لإستئناف حياتهم وسط روائح جثث ضحاياهم و العالم لم يعد يعبأ بهم.
ثالثاً:
ليس أخطر من الثنائيات في إعطاء الفرصة، للانزلاق والثنائيات منتشرة من حولنا كالديدان و كالسرطان و الجرذان أيضاً. و إني لأعتذر لاستلالي هذه الثلاثة لأنها الأقبح دوراً و الأسرع فتكاً و الأكثر تشبثاً في الجنون برغبة الانتشار و لكن لن يبقى سوى الأردن خارج هذا النطاق في الهلال الخصيب كله، الهلال الذي استبدل صفته الخصيب إلى الهلال الغضيب.
فلماذا نسعى جاهدين عبر مغرد مارق أو خاطئ أو متمرد؟ لماذا نسعى بأرجلنا بتأجيج ما هو خامد؟
ومن الواضح أن فينا من يحب أو يحبذ أن يزف نفسه أو يسوق نفسه على أنه فلسطيني، و من الواضح أيضاً أن (آخراً) يحبذ أن يظل وحده هو الأردني.
والواضح أكثر أن كلا التفكيرين أخطر من جريمة قتل لوطن.
هل من حقنا أن نسأل بعض من يرون احتكار الأردنية كحاجة، هل من الممكن أن نستأذنهم بالسؤال حين طلب أحدهم من النائب (المارق) لحمل قبر جده وأن يمضي؟ هكذا ورد النص في إحدى الجولات المجلجلة.
هل من الممكن أن نسأل أيها الأخوة و الأخوات ما هي الفلسطينية و ما هي الأردنية؟ بدوري أنا أنزع نفسي من هذا التفسير ولذا أصير أقوى في التعريف، فأقول: (الفلسطينية)- شكلاً متقدماً مقدساً للعروبة كانت و ستظل و ليس كل من رغب بنيلها أو إدعائها كان مصيباً.
و (الأردنية)- هي هبة الهاشمية في إنشاء كيان صورة للعرب و واحة أمن لهم. و الأردنية أرقى تجلٍ عرفه العرب بتنوعه و تعدده و تسامحه في المائة سنة الماضية - لذا فقد صمد، و ما دونه من حوله قد نفق.
أعود (للفلسطينية) فأقول، الفلسطيني بهذا المعنى هو ذلك العملاق حاكم الفايز الذي لم يمت حينما أنجب من يدافع عن فلسطين مثله و ظل ممسكاً على عروبتها حتى حين قبل بعض أبنائها بعضاً منها وحسب.
الفلسطيني هو صالح الشويعر وذريته الذي زحف أهل نابلس لجثمانه ليلاً وانتزعوه من براثن اليهود و رسموه رمزاً في قلوبهم قبل أن ينصبوه تمثالاً في وادي التفاح بنابلس.
الفلسطيني هو ذاك البهي الكبير الذي رفض أن يضع يده في يد من قتل رفاقه في كتيبته (الرابحة) دفاعاً عن بلاطات القدس وعروبتها إمتثالاً لأمر الكبير المؤسس عبدالله... ذاك حابس الذي غنى (حنا كبار البلد و حنا كراسيها)
سؤال برسم المكر.. لو أن أحداً من نسل هؤلاء أخطأ في المستقبل و قارب المحرم، هل منا من يتجرأ مطالبته بحمل قبر أجداده ليرحل؟
ثمة لغة نبيلة في التعبير عن الغضب لا يجوز تحوير نوايانا عبرها، و (النائب المغرد) إن أخطأ بحق جلالة الملك فالقانون من يعاتبه و لا بد أن يظل العتب لغة و موقفاً فوق فعلته و أسمى من دوافعه ليتعلم هو ومن على شاكلته أن الوطن الأردني لا يثلمه موتور أو مخطئ.
رابعاً:
أما بالنسبة للنائب موضوع البحث الموصوم بتغريدته التي لم أقرأها إلا من خلال الغاضبين عليها والذي لم أمر على ذكر اسمه مباشرة، ليس انتقاصاً من قدره و لكن أعمل ذلك امتثالاً لسمو الخلق الذي أرشدنا إليه القرآن الكريم- عدم وصم المفتري بذكر اسمه مثل إمرأة أبي لهب و إمرأة العزيز.
وعلى المستوى الشخصي فقد فاتني معرفة النائب المغرد شخصياً و فكرياً، فأنا أنتسب لمدرسة في الحياة تخالف رؤيته و أحب أن أرى نفسي عربياً قبل أن أرى نفسي أردنياً لأنني أرى أن العروبة هوية و الأردنية وطن.
فقط أسجي له نصيحة إنسانٍ لا أعرفه لكنني أحترم أردنيته فأقول له: (ليس مهماً أن تدخل التاريخ، لكن المهم ما الذي سيكتبه عنك التاريخ و الأهم كيف نخرج من أزمات التاريخ حين نورط أنفسنا بها بأصدق الاعتذار)

إن جلالة الملك لا يضيره قول قائلٍ و لم أرى في حياتي قراءة و معايشةً، حكاماً جعلوا من التسامح نظام حكم و استبدلوا العفو بالعنف و ليست صفةً أليّق ببني هاشم من التسامح و العفو للقدرة عندهم.
والفزعة للمليك تكون بتشرب روح رسالته في الحياة، ذلك أنه لا يجوز أن ندين النائب و نغمز من ديانته و حروف مليكنا لم تجف بعد في خطابه التاريخي بستراسبورغ حيث باهى الدنيا كلها بما يتمتع به أتباع تلك الديانة من حقوق في بلادهم، ليس منةً و إنما مشاركة حقيقية في المواطنة، فإن أخطأ أو أجرم أحدهم فلنضع ذلك في حساب التسامح و نترك للقضاء أن يقول قولته، لكن حرامٌ حد الإدانة الغمز واللمز من أتباع الديانات ثم نقول ساعتها أننا ننتصر للملك و نحن عزوته، إن ذلك لا يستقيم إلا لمن يتمتع بخطيئة السوء تماماً و بالتساوي مع خطيئة التغريد و النائب المغرد.
أحسن القول الختام بقصة عن بني هاشم..
يردد المتصوفة في بلادنا قصة وردت عن ستّي فاطمة بنت النبي صلى الله عليه و سلم و كشاش الحمام في المدينة..
يحكى أن فاطمة عليها السلام كانت تشتري في السوق بعض حاجة لها ورأت تجمعاً من الناس يتحلقون حول فتى يشتمونه وينالون منه لاستدراجه حمامتين من جارٍ له بغير ذي وجه حق، وكان الفتى كشاش حمام. استفسرت الزهراء عن نسبه فقيل لها أنه ينتسب إلى فرع بعيد لآل الزبير لجهة والدته، فغضبت عليها السلام ووبخت القوم بقولها: ألا تشفع كراماتنا نحن آل البيت فيكم لفتى ينسب نفسه إلينا بحمامتين؟!!!!!
فبكوا واعتذروا و تفرقوا.
و بهذا المعنى هل نمضي الهوينى في حوارتنا و نتمثل كرامات أهل البيت؟
لـــ.. سيدنا في دفاع عن المسيحية في ستراسبورغ كرامة.
وشهيدنا معاذ بما أذونا به أعداؤنا له الكرامة.
ونخوتنا (أم معاذ) التي أبكت الشجر و الحجر بجبروت صبرها وعلو همتها لها أكبر الكرامة.
وعيسى عليه السلام، و أتباعه أهلنا وأحبابنا لهم كل الكرامة.
ويافا،، عروس كل بحارنا لها منا كرامة.
ووطننا الأردني.. رمز عزتنا و عنوان عروبتنا .. صيانته وحمايته صامداً موحداً، كرامة و ديانة..
و لئن أخطأ النائب ذاك بحق سيدنا أو وطننا فواجبنا أن نشلع أذنه لا أن نقلع عينه؟
إن روائح ألفاظ الفحشاء والبغضاء التي تجددت فينا وكأنها اندلعت من جديد روائح بقايا مرحلة مضت وانقضت في حياتنا وهي مرحلة أغضبت الله ورسوله وكل المؤمنين بالأردن ووريث رسول الله وعميد عترته.
بالله عليكم وأناشدكم أن لا تعيدوها لأن الظرف لا يحتمل المقامرة و لنتذكر جميعاً أن العراق كله يبكي من حول قبر و ينتقل في السر ليلاً كي يحمى من النبش.. و أي قبر!؟
أحزن على ما اقترفه النائب و أدعوه للاعتذار و أحزن أكثر لهذه الحملة التي حملت بعض روائح لمرحلة كرهها الأردنيون كلهم ووصفها مضر بدران في رائعة المبدع محمد خير الرواشدة (بأنها أقلقته حد خوفه على العرش والأردن).

أسدل الستار...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :