facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قبلة سمير وعباءة صافي


شحادة أبو بقر
22-03-2015 06:30 PM

في خبر عمون أن رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي ، بادر الى تطييب خاطر طيب الذكر صافي الكساسبه ، أثر إنسحابه من الحفل الذي أقامته مشكورة أمانة عمان الكبرى ، تكريما لأمهات الشهداء ، في يوم عيد الأم .

الرفاعي قبل رأس صافي والد الشهيد معاذ تطييبا لخاطره ، بعد ان آثر عدم الاستماع الى ألغناء ليتنحى جانبا في مكتب مجاور ، فما كان منه إلا أن قدر الموقف بالشهامة الاردنية المألوفة ، ليبادر من فوره الى تقديم عباءته الى الرفاعي ، مؤكدا انه ليس غاضبا ، وإنما فقط لم يرغب بالاستماع الى الغناء .

هذا موقف صادق أصيل ، يجب ان نتوقف عنده جميعا ، موقف يعبر بصدق لا رياء ولا نفاق فيه ابدا ، عن معدن وأخلاق شعبنا العربي الاردني الواحد ، فنحن أمام رجلين كبيرين في حضورهما الانساني ، سمير وصافي وصافي وسمير معا ، الاول عرف كيف يعالج الموقف إزاء رجل شهم مكلوم بولده الغالي ، والثاني تصرف عفويا بما هو عليه من خلق اردني راق صادق وأصيل .

تلك هي أخلاق الاردنيين كافة بلا إستثناء ، والاردني تطيب خاطره بكلمة معبرة او موقف معبر ، يستجيب فورا ، لا بل يمنحك فرسه او عباءته او بندقيته ، وقد تجرح مشاعره بكلمة او موقف ، يستجيب فورا ، ويشهر سلاحه في وجهك ، وهما خصلتان فطريتان لا تزلف او كذب فيهما ، وهما اعظم دليل ابلج على نقاء سريرة هذا الشعب ، وصفاء نياته ، وهو بالتالي شعب تملك ان تأمن جانبه تماما ، ما دام يحظى بالاحترام والتقدير مهما قست ظروف الحياة وشؤونها ، فهو شعب ليس صاحب نخوة وحسب ، وإنما جذر النخوة اساسا متأصل في كيانه ووجوده وحضوره .

نعم كبيران هما ، سمير وصافي وصافي وسمير ، فلقد جسدا معا ، واقعة إنسانية أردنية حضارية نبيلة بكل ما في اللفظ من معنى ، واقعة تحمل في طياتها من المعاني السياسية والاجتماعية والانسانية التى تصلح درسا معمقا لكل مخطط او صاحب قرار ، فهذا البلد وهذا الشعب ، اكبر واسمى بكثير مما يمكن للمرء ان يتصور ، ونحن بإزاء شعب إن إنتخيت به تجده ، وإن جارت الايام وتجسدت التحديات ، ايضا تجده وبلا تردد ، هو شعب من يحترمه ويجيد التعامل معه وفق مكنون سماته وصفاته وأخلاقه ، يجده دوما ، وفي ابهى واصدق واروع صورة تتحدى التحدي مهما كان ، وتنتصر على الصعب والخصم مهما وأنى كان .

تشكر أمانة عمان الكبرى وأمينها المخلص المحترم عقل بلتاجي، على مبادرتها بإقامة الحفل تكريما لأمهات شهدائنا البرره ، ويشكر الرفاعي على حسن التصرف المقدر ، ويشكر الكساسبه على ردة فعله الاصيلة المقدره ، ويقينا فإن تقبيل الرفاعي لرأس الرجل الشهم الذي نحترم ونجل ، ومبادرته بإلباس الرفاعي عباءته عباءة الشهادة والعز ، محطة فخر لكل أردني يعشق تراب الوطن ، ويرى فيه ، وطن الاحرار الذين ما هانوا ولا خانوا ولا غدروا ابدا ابدا ، وإنما ظلوا وما زالوا ويبقون ابد الدهر ، شامة عز وفخر ورجولة وتجرد وأنفه ، في جبين المنطقة والاقليم والعروبة والدين ، وجزاؤهم خيرا من عند واحد احد لا نعبد سواه . المجد للاردن وللاردنيين جميعا من كل المشارب والاطياف ، ولشهيدنا الغالي معاذ ، ولوالدمعاذ والصابرة أم معاذ ، واسرته كافه ، وكرك العز كافه ، وعناية الله جل في علاه معنا بإذنه سبحانه ، وشكرا ابا زيد ، شكرا ابا جواد ، ودعاء الى الله ان يحفظ بلدنا مهما ضنت الظروف وتكالبت الشرور وعز العون من كل البشر ، بريادة وقيادة آل البيت الاخيار ، وعميد الديرة الملك الشجاع ، عبدالله الثاني بن الحسين ، والله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :