facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما يخلو الشعار من مضمونه


شحادة أبو بقر
07-04-2015 09:10 PM

في أدبياتنا السياسية الشعبية ، يرفع الكثيرون شعارات عده ، من مثل ، نموت ويحيا الوطن ، أو ، بالروح بالدم نفديك يا وطن ، إلى غير ذلك من الشعارات الحماسية التي تكثر في المناسبات ، وبالذات عند الإحساس بخطر ما يتهدد الوطن ، وبالطبع ، فإن ذلك يعني نظريا ، أن رافع الشعار مستعد عمليا لأن يموت من أجل سلامة الوطن ، وبقائه حرا منيعا عصيا على التحديات .

هذه الشعارات وغيرها ، تعني عندما تكون جدية تحمل معانيها ، ان الوطن وبإعتباره قيمة عامه ، يتقدم في الاهمية عند رافع الشعار ، على نفسه وحياته ، ولهذا ، فإن اية سياسات أو إجراءات أو قرارات حكومية هدفها سلامة وقوة الوطن كقيمة عليا ، وحتى لو كانت ضاغطة على قدرات المواطن الماديه ، يفترض منطقيا ، ان تكون مقبولة ومتحمله ، لا بل وتحظى بدعم المواطن ، ما دام هدفها سلامة الوطن ، وإلا فأن الشعارات المذكورة التي تعني التضحية حتى بالروح من اجل الوطن ، تفقد قيمتها وتغدو مجرد شعارات غير قابلة للتطبيق ولا صدقية فيها .

أدرك أن هذا كلام لا يعجب الكثيرين الرافضين للسياسات الضاغطة على أحوالهم المعيشية ، عندما يتعلق ألامر بأرزاقهم وبالاسعار وفرص العمل وغير ذلك من شؤون الحياة ، وهنا لا بد من تذكيرهم بالشعارات ذاتها ، فكيف يستقيم إفتداء الوطن بالروح عندما يكون في خطر داهم ، مع رفض ومعاندة سياسات حكومية محلية ، هدفها صون سلامة الوطن أمام تحديات ماثلة للعيان ، كل منها يهدد تلك السلامة وينذر بالخطر ومن كل جانب .

لا أناقش منهجية حكومة أو حكومات بعينها ، وأدرك تماما أن الحكومة القائمه ، أتخذت إجراءات عديدة ضاغطة على قدرات الناس وأنا أولهم ، وبصورة قاسية في كثير من ألاحيان ، لكنني وغيري ، ندرك في المقابل ، أن سلامة العملة الوطنية متحققة بحمد الله ، وأن حجم الاحتياطي من العملات الاجنبية عال بحمد الله ، وأن آفة الفساد المالي لم تعد موجودة إلا في أدنى حدودها المتعارف عليها ، في اكثر مجتمعات الارض نزاهة بحمد الله ، وأن الامن الداخلي متحقق وفي تحسن مستمر بحمد الله ، وعلى نحو نادر الحدوث ، قياسا بمعاناة الناس المعيشية ، وبالظروف المحيطة الصعبة ، وبالظروف المريرة الناجمة عن معضلة اللجوء الكبير ، وهذا الامن المستقر ، هو نعمة كبرى تأتي ثانيا بعد نعمة القوت ، بترتيب رباني عظيم جاء فيه ً الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ً ، وأدرك كذلك ان العون الخارجي نادر ومتعذر في كثير من الاحيان ، وأن إحداث التنمية في أوقات الشدة ، يصطدم بمعوقات شتى ، وأن العين بصيرة واليد قصيره ، وأن سلامة رأس المال في أوقات الحروب ، هي رأس المال ، فمن يتدبر شؤونه ويخرج من الكوارث سالما ، يحسب له ذلك إنجازا مهما ومطلوبا .

نعم لم ولن أدافع عن حكومة أيا كانت ، لكنني الاحظ وغيري ، ان الشفافية على صعيد الاجراءات المحلية ، متحققة وعلى نحو جيد بحمد الله ، وأن حرية الصحافة قياسا بالعالم الحر ، جيدة بحمد الله ، وان بمقدور كل صاحب حاجة ان يتظلم باعلى الصوت ، دون ان يردع او يعاقب كما هو الحال في إقليمنا بحمد الله ، وأن جميع الخدمات متوفرة بحمد الله ، حتى لو كانت كلفتها عالية احيانا ، وان الاستشفاء والعلاج متوفران بحمد الله ، وان السواد الاكبر من الناس مؤمنون صحيا ، ومن كان غير ذلك ، فالسبل مفتوحة له كي يحظى بالإعفاءات المطلوبه ، وان الرسوم الجامعية على إرتفاع قيمها ، يمكن لغير المقتدر تدبرها بالمنح والقروض الميسرة والمساعدات وغيرها ،وأن سوق العمل لمن يريد حقا ان يعمل مفتوحة ، وان صناديق الاقراض الميسر متعددة بحمد الله لمن يريد ان يكون له مشروعه الخاص ، بمعزل عن البحث عن وظيفة حكومية لا تسمن ولا تغني من جوع ، هذا إن كانت متوفرة أصلا في جهاز حكومي يكاد يختنق لكثرة العاملين فيه .

يمكن ان نعدد إيجابيات اردنية عديده ، قياسا بإقليمنا ومحيطنا ، لكننا نحجم كي لا نكون كمن يسوق لحكومة او حكومات بعينها ، وبيننا الله جلت قدرته ، فالغرض هو فقط بيان حتمية ان نشكر الله وان لا نتعسف ، فالحكومات ليست اجسادا من نور وحاشا ان تكون ، وكلنا نعتقد بأن بإمكانها عمل المزيد وما هو أفضل ، ولكن يبقى الوطن حقا ، قيمة تسمو على كل الحكومات والاشخاص ايا كانوا ، وهو اليوم في خطر يفرضه واقع إقليمي مر ومرير ، ومطامح ومطامع اقليمية ودولية شريره ، وعلى نحو يجعل المنطقة العربية كلها ، أشبه ما تكون ً طعه وقايمه ً ، لا تعرف ً ديانها من المطالب ً ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وهنا تقفز الحاجة كي يسأل المحتجون الدائمون انفسهم ، عما إذا كانوا مستعدين حقا للتضحية وإفتداء الوطن بارواحهم ، أم هي مجرد شعارات ترفع في مناسبات ، ولا وزن لها عندما يحضر الميزان ، والله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :