facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




محمود الكايد على كرسي إعتراف "اللويبدة"


26-04-2008 03:00 AM

عمون - نقلا عن اللويبدة - اجرى اللقاء ناصر قمش ..

سارع الأستاذ محمود الكايد، بخلفيته المحترفة، إلى القول:
قبل سؤالي من أكون، ومن أنا، اسمحوا لي أن اقول إن المذكرات والأحاديث في الحياة عليها أن تقتصر على الزعماء، وأبطال الحروب، والمفكرين والعلماء، أما بالنسبة لي، كمواطن عادي عاش حياته كما عاش أبناء الأمة حياتهم، فقد كانت حياة بسيطة متواضعة مثل سائر الناس.
فوالدي كايد الضرغام الحياصات، وكان رجلاً ميسوراً بعض الشيء، وله شقيقان، أما والدتي فهي عائشة محمد أبو السمن، وهي شقيقة المرحومين الزعيم توفيق أبو السمن، وطاهر باشا وسعود أبر السمن، والألقاب والرتب ليست من عندي، بل هي من الأمير عبدالله، منحها لهم في العشرينيات والثلاثينيات، وبالنسبة لللطفولة، فقد كانت قاسية مثل أبناء المدن والقرى في ذلك الوقت، حتى ألعاب الأطفال كانت خشنة، ليس مثل أولاد اليوم الذين يملكون مختلف أنواع الألعاب.
س - في أية سنة ولدت؟
ج - أنا من مواليد النصف الأول من ثلاثينيات القرن الماضي، أكملت دراستي في مدرسة السلط الثانوية، وكان إنتمائي السياسي حينها يسارياً. كنا نمارس طفولية يسارية، خصوصا وان الحزبية قد ميّزت مدرسة السلط في أواخر الخمسينيات، فكنت ترى الطلاب في المراحل الثانوية ينتمون للأحزاب السياسية، مثل الإخوان المسلمين والبعثيين والشيوعيين لدرجة أن أعداد الطلبة الذين كانوا لا ينتمون إلى أي واحد من هذه الأحزاب، لم يتجاوز العشرات، فيما البقية فكان لهم نشاط حزبي بمختلف الإتجاهات.
س - هل انتميت فعلاً للحزب الشيوعي؟
ج - نعم.
س – كيف ؟
ج – كان هناك عدد من الرفاق، من خارج أسوار المدرسة دأبوا على تزويدنا بالنشرات والكتب السرية الممنوعة، وبالتدريج إنضممت إلى التيار، وبقيت على هذه الحال، وتعرّضت أكثر من مرة للسجن، آخرها بعد مظاهرات وحوادث 57 التي شاركت فيها، فبعدها أعلنت الأحكام العرفية، وسجنت في الصحراء، في الجفر، عدة سنوات.، وبقيت هناك إلى أن صدر قانون العفو العام عام 1965 بمناسبة تعيين الأمير حسن ولياً للعهد، في عهد رئيس الحكومة آنذاك وصفي التل، حيث شمل قانون العفو المشاركين في الأحداث، منهم اللاجئون السياسيون الذين هربوا إلى الخارج، فعاد هؤلاء، وفي الداخل فقد أفرج عن المدنيين والعسكريين، وكان الهدف السياسي للدولة في ذلك الوقت أن تحتوي المفرج عنهم وتدمجهم بمختلف مؤسسات الدولة، بدعوى أنه لا يجوز أن يبقوا دون عمل في المقاهي والصالونات، فبدأوا يوظفونهم، وحظيت أنا بوزارة الإعلام، كون محمد رسول الكيلاني الذي كان يعرفني جيداً من السلط.
س - لإعادة تأهيل السجناء السياسيين أو المعارضين كان المفروض منهم يستنكروا انتماءهم السياسي في الجريدة الرسمية ؟
ج - نعم، طبعاً، الآلاف من المعتقلين فعلوا ذلك، ومثلهم لم يفعل، وصمد في وجه الضغوط التي مورست عليه.
س - ولكنك لم تستنكر؟
ج - نعم، وأود أقول لك معلومة أنني في السنتين الآخيرتين إختلفت مع رفاقي، والسبب هو المد الناصري القومي، ذلك أنني كنت أتأثر بالأحداث التي تجري في الخارج، مثل حوادث إنفصال مصر وسوريا، وسمعت عبد الناصر يقول إن طعنة العدو تجرح، ولكن طعنة الصديق تدمي القلب. كان عبدالناصر متأثراً جداً بالإنفصال، وكذلك فإن متابعتي للأحداث في العراق وفلسطين كرّست قناعتي بالإتجاه القومي العربي الناصري، مثل الكثيرين ممن عاصروا تلك الاحداث، ومن المفارقات الهامة، التي أتوقف عندها وأنا اتذكر تلك الحقبة، حادثة غريبة حصلت يوم وفاة عبد الناصر، عندما كنت أفتح المذياع على إذاعة إسرائيل صباحاً، في الساعة السادسة والنصف، وسمعت المذيع وهو يعلن وفاة عبد الناصر لم يتمالك نفسه وجهش بالبكاء، رغم أنه يمثل صوت العدو، وبعد ذلك تمّ بث آيات قرآنية لمدة دقيقة على نفس الإذاعة، ثم قطعوا التردد، والأمل من الدكتور د. عزمي بشارة ود.أحمد الطيبي أن يكشفوا ملابسات هذا الحادث الذي طواه النسيان، وأن يذكروا إسم هذا المذيع إذا أمكن لفك لغز هذه الحادثة الغريبة جداً، فإذا كان هذا المذيع لم يحتمل الخبر، فكيف نتخفّف نحن من التفاعل مع ذلك المد القومي الجارف في تلك المرحلة.
س - هل كانت المطبوعات أول علاقة لك مع الصحافة؟
ج - نعم، عملت في وزارة الإعلام، دائرة المطبوعات والنشر، وفي أوائل 1967 إستدعاني المرحوم عبد الحميد شرف وزير الاعلام، وقال إنه يجب أن تذهب لتعمل في “القدس” الجريدة، وهي” إتحاد لجريدتين “الدفاع” و”الجهاد” فيما كانت جريدة “الدستور” إتحاداً لـ “المنار” و”فلسطين”، وبقيت هناك عدة أشهر إلى أن إشتعلت حرب 67.
س - هل كنت وقتها أعزب؟
ج - نعم، وأقمت في القدس، ولمّا بدأت حرب 67 صادف أنه يوم العطلة الأسبوعية للصحيفة، التي إعتدت أن أقضيها إمّا في السلط أو عمان. وفي مساء 5 حزيران طُلب منا أن نعود إلى للقدس ونصدر الصحيفة، ونصحوا القافلة أن تمشي طريق أريحا الطيبة رام الله، وعندما وصلنا إلى الطيبة أخبرنا بعض العسكريين أن لا نذهب إلى القدس أو حتى رام الله، فقررنا الرجوع إلى عمان التي وصلناها صباح 6 حزيران، وهناك داومت في دائرة المطبوعات، أتابع الأخبار أولاً بأول.
س - هل تتكلم لنا، ولو قليلاً، عن القدس. أنت من السلط وذهبت للقدس، تحدث عن مشاعرك تجاه هذه التجربة وعلاقتك مع القدس، وإشتباكك مع الموضوع الفلسطيني؟
ج - والله بالنسبة لي فلسطين فتّحت عيوني على الدنيا، والقضية الفلسطينية تشغلني، وتشغل كل الشعب الأردني، فلم يكن هناك همّ ولا حديث عن قضية إلا القضية الفلسطينية، وكنت في الصحافة، وغير الصحافة، أقول إنّ من لا يحب القدس ويحب نابلس لا يمكن ان يحب السلط، القدس بالنسبة لي شيء روحاني، تاريخي، ومهم جداً لذلك الحفاظ عليها، وعلى المقدسات، وواجب على كل عربي ومسلم في هذا العالم،
س - كنت على علاقة مع عبد الحميد شرف؟
ج- كان يثق بي. لا شكّ في أنّ عبد الحميد شرف كان قومياً عربياً أصيلاً، وتوفاه الله صغير السن، وهو شخصية فذة على مستوى عال من الثقافة والوعي، يحبّ بلده وأمته،
س- ماذا حصل بعد ذلك؟
ج- بعد ذلك أمضيت بضع سنوات في المطبوعات إلى سنة 1969 ، حيث أكملت دراستي بأن إنتسبت في جامعة دمشق في مجال الحقوق.
س - من كان مسؤولك في دائرة المطبوعات والنشر أيامها؟
ج - أمين أبو الشعر، وكنت قريباً منه جداً.
س - ماذا حدث للدراسة؟
ج - واصلت إنتسابي لجامعة دمشق لمدة ثلاث سنوات، ولكن ظروف حرب أيلول حالت دون الإستمرار، وفي هذه الأثناء تمّ تأسيس الإتحاد الوطني، وكان أمينه العام في البداية مصطفى دودين، وبعده عدنان أبو عودة الذي كانت تربطني به صداقة قبل أن يصبح وزيراً للإعلام، عندما كان مدرساً قي مدرسة السلط، وعندما أصبح عدنان أبو عودة أميناً عاماً للإتحاد الوطني، إنتدبني معه لأعمل أمين سر للجبهة التنفيذية للإتحاد، فيما كان سليمان عرار مديراً عاماً لإدارة الإتحاد، وبعد عدنان أبو عودة جاء خلفه جمعة حماد.
س - هل لكان يمثل الإتحاد الوطني محاولة لامتصاص نتائج ايلول ؟
ج - البدايات كانت على هذا النحو، لكنه حافظ إلى حد ما على الوحدة الوطنية.
س - تحدث لنا عن “الرأي”؟.
ج - كانت الحكومة قد إشتكت من الخسائر التي تعرضت لها الصحيفة، ورئيس الحكومة آنذاك تحدّث عن هذا للحاج جمعة حماد، مؤكداً أن “الرأي” أصبحت عبئاً على الدولة، بعدها جاء عندي الحاج جمعة، وكنت وقتها مديراً للإتحاد الوطني والحاج جمعة أمينه العام وسليمان عرار رئيس تحرير “الرأي” ومحمد العمد مديراً للصحيفة. إلتقينا نحن الأربعة وإتفقنا أن نعرض شراء الحصص من الحكومة، ووافقوا على ذلك، وشكلوا لجنة وزارية من وزير المالية ووزير الإعلام، ووزير الإقتصاد، ومدير ديوان المحاسبة، وكذلك تم تشكيل لجنة فنية لتقدير قيمتها، ولم يكن بإستطاعتنا أن نشتريها كلها.
س - كم قدروا قيمتها في ذلك الوقت؟
ج - قدروا قيمتها ب 206 آلاف دينار، بدون المبنى والأرض، ويبقى ?40 للحكومة، وكما تعرف كانت هناك مطبعة وماكينات بسيطة وتعتمد على صف الرصاص، وهي أشياء ليست مكلفة، وتمّت العملية، وأصبح سليمان عرار رئيسآ للتحرير، وأنا مديراً للتحرير، ومحمد العمد مديراً عاماً للصحيفة، والحاج جمعة حماد رئيساً لهيئة المديرين، وبدأنا نعمل ليلاً نهاراً. التعب والسهر. وصل الأمر عندي أيامها أنني فضلت الجريدة على نفسي.
س- هل كنت تنام في جريدة الرأي؟
ج - نعم، والله لمدة ثلاثة أيام في بعض الأحيان، إلى أن إستقرت بعد سنة أو سنتين من إستلامنا الجريدة، حيث إستخدمنا كتاباً بارزين، وطوّرناها شيئاً فشيئاً، المعدات والآلات واللوازم، وأخذنا نستقطب أشخاصاً لهم أثر في الفكر. ومن مجموعة الكبار الذين شاركوا في الكتابة في جريدة الرأي وأكثرهم من المرحومين مثل: محمد ديب، وروكس العزيزي، والدكتور نقولا زيادة، والشاعر عبد الرحيم عمر، ومحمود زين العابدين وهو صحفي لبناني إستقطبته صحيفة الرأي وكان صحفياً محترفاً، وتجربته مهمة للعاملين، وتعلموا منه إلى أن رحل. كان ممكن أن يكون مديراً للتحرير،
بعد سنتين، أو ثلاثة، إحتلت “الرأي” مركزاً مرموقاً في البلد، وشهد لها القاصي والداني، ومعظم الصحفيين والمحررين والكتاب مروا على جريدة “الرأي”، وكثير منهم غادر إلى الخارج، حتى في آخر زيارة لي إلى دبي، زرت صحيفة “البيان” وأثناء تجوالي في أحد الأقسام شعرت كأني في جريدة “الرأي”، بسبب وجود عمال أردنيين تخرجوا من مدرسة “الرأي.
وفي سنة 76 أصبح سليمان عرار وزيراً، وأصبحت أنا رئيسآ للتحرير، وكنا نحرص على إستخدام كتاب على مهمين مثل نائب رئيس تحرير الأهرام الدكتور يوسف الصايم، وحرصنا على شراء حقوق النشر للكتب المهمة، وفي ذات يوم كنت في بيروت وشاهدت إعلاناً في صحيفة “الأنوار” عن كتاب لمحمد حسين هيكل وذهبت إليها في نفس اليوم الذي بدأت فيه النشر، وحصلت على حق النشر، ولم يكن لدي نقود كفاية فنزلت على صراف في شارع الحمرا، من عائلة رزق، عرفته على نفسي وشرحت له المشكلة، وأبلغته بأنني محتاج لمبلغ من المال فأعطاني شيكاً، وسلمته للصحيفة وأخذت صفحة مصورة على الورق، ووصلت إلى الرمثا الساعة 9 أو 10 وتكلمت مع الجريدة، وطلبت منهم أن ينشروا الصفحة ويضعوا إشارة لها على الصفحة الاولى، وفعلا وصلت الساعة 11 ونشرنا الكتاب، وبعد ذلك كل كتب هيكل حصلنا على نشرها، رغم أن بعض الموزعين أو الناشرين كانوا يطلبون مبالغ زيادة عن اللزوم، حتى كلّمت مرة الأستاذ هيكل، وأبلغته بالأسعار التي يطلبها الناشرون، فقال لي “إنها سرقة”، والحقيقة فإن كتب هيكل التي إهتمت بها الرأي ساهمت كثيراً في تعزيز مكانتها وزيادة مقروئيتها، بالإضافة إلى كتب أخرى لا تقل أهمية، وإلى جانب ذلك، فقد كنت حريصاً على أن يكون سقف حرية الصحافة عالياً، ولكن ليست كل الظروف تسمح بأن يكون عالياً، بدليل أن الرأي تعرضت لحوالي 6 إغلاقات منذ تأسيسها.
س - تحدث لنا عما تذكره من هذه الأحداث؟
ج - أحد الإغلاقات كان لسبب نشرنا بياناً للشخصيات الوطنية الأردنية عن أحداث لبنان، كأحداث تل الزعتر، والمجازر التي ترتكب ضد الفلسطينيين، وهم الشيخ عبد الحميد السائح وروحي الخطيب والدكتور حسن خريس نقيب الأطباء ونعمان إرشيدات وحسني حداد نائب نقيب الصيادلة، ود. منيف الرزاز، ود. يعقوب زيادين، والمحامي مروان الحسين والمحامي فايز العدوان، ود. رفعت عودة، ود. داود الحسيني، والمحامي إبراهيم بكر، وبهجت أبو غربية)، آنذاك قال رئيس الحكومة: كيف تذكر أن هذه الشخصيات الوطنية، هل غيرهم ليسوا وطنيين؟
س - وتم إغلاق الجريدة؟
ج - نعم.
س - كم يوماً أغلقت؟
ج - كانت تتفاوت بين 15 يوماً وبين 10 أيام، وفي هذه الأثناء تبدأ الواسطات لإعادة الإصدار.
س - هل ساهمت الإغلاقات في نجاح “الرأي” وانتشارها؟
ج - أنت لا تتصوّر حجم التعاطف والتفاعل الجماهيري مع الصحيفة عند اغلاقها، ولكن كما تعلم فإن الخسائر المالية تكون كبيرة، بسبب إعتماد الصحيفة اليومية على الدخل اليومي ووجود إلتزامات كبيرة عليها.
س - نشر “الرأي” لصورة السادات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي كانت تمثل خروجاً على المألوف والخط المحافظ للصحيفة، ما هي قصة هذه الصورة التي مثلت علامة فارقة بتاريخ الصحافة العربية؟
ج - حصلنا على صورة تجمع بيغن والسادات وبينهما راقصة، وترددنا في نشرها، وقلنا: إذا كان لا بد من نشرها فليتم إبرازها، ونُشرت على صفحة كاملة تحت عنوان حان وقت الجد، حان وقت اللعب، وقد تزامن نشر الصورة مع سفر الملك حسين رحمه الله إلى سوريا، مما دفع وزير الاعلام إلى معاتبتنا بأن هذا الوضع لا يليق ولا يجوز، ولكن عندما وصل الملك إلى دمشق وقابل الرئيس الأسد، قال الرئيس الأسد: “فشت خلقنا اليوم جريدة الرأي “وهذا كان مانعاً لإتخاذ أي إجراء ضدنا، وقامت الصحف السورية بأعادة نشر الصورة وهو الامر الذي حال دون إتخاذ قرار ضدنا.
س - من خبرتك الطويلة في إدارة الصحف كيف تتم الموازنة بين المخاوف المترتبة على النشر، وبين الإنحياز لنشر الحقيقة؟
ج - الصحيح أن المسؤول يجب أن يكون ملماً في أمور المجتمع، وطبيعة النظام، ويُقدّر ما يُغضب وما يُرضي، وكنت أحيانا أتحمّل مسؤولية ما أنشر، وأتحمل الغضب في اليوم التالي، ولكن الأمور تجري على ما يرام في النهاية. كنت حريصاً دائماً أن تبقى “الرأي” في الطليعة، وأن تبقى صحيفة الأردن الأولى، وعلى أن تبقى صحيفة فلسطين. هذه هوية “الرأي”: ليست طائفية، ولا إقليمية، هذا ما كنت حريصاً عليه.
س - حتى في تركيبتها كنت تحرص على وجود التنوع الذي يمثل المجتمع؟
ج - نعم، لا يوجد في أي مكان فيها للنزاعات، وظلّت “الرأي” تكبر وتنمو إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه على رأس قمة الهرم الصحفي، ولا أبالغ إذا قلت إنها في نفس المرتبة مع الصحف العربية الكبرى من نفس الإتجاه، ومن حيث إتخاذ المواقف، ومن حيث القيم، و”الرأي” كانت السباقة في إقتناء أحدث المستلزمات المطبعية، وإنتقلت من صف الرصاص إلى التصوير ثم إلى الإنترنت، وإلى كل شيء متطور.
س - هل نتحدث عن موضوع التأميم؟
ج- في البداية، كان هناك محاولة لتحويلها إلى شركة مساهمة عامة، وحصل ذلك عام 1986 حيث تملكت الحكومة مقابل الأرض والمبنى ?15 وتملك المؤسسون ?35 يعني لكل شخص ?7 والباقي طرح للاكتتاب العام ?50 وساهمت مؤسسات وشركات وأفراد.
في المرحلة التالية كانت الأمور معقدة أكثر، حيث طلب من المؤسسين الـ 5 أن يبيعوا أسهمهم، وبدعوى أنّ هذا قرار سياسي، وإلاّ فستكون هناك إجراءات، وتمّ حل مجلس إدارة “الرأي” بعد ذلك. إتصلت الحكومة بالآخرين، وأنا لم يجر معي أي حديث، ولم أبع حصصي، وطبعاً بيعت بعدها أسهمي وأسهم أبنائي كلها. وأصبح للضمان الإجتماعي ?35 وللحكومة ?15 والباقي للشركات والأفراد والمؤسسات.
س - ومنهم أنتم؟
ج - لا .
س - بأي سعر بيعت أسهمكم؟
ج - ثلاثة دنانير للسهم، وجيئ برئيس تحرير جديد، بعد أن أخرجت أنا، وإستمر الحال لمدة سنة تقريباً، إلى أن تغيرت الحكومة، وجاءت حكومة جديدة، ألغت قرار مجلس الأمن الإقتصادي، وعادت الأمور كما كانت، وعاد رئيس مجلس الإدارة، وأنا إلى رئاسة التحرير، وكذلك الصحف الأخرى حدثت معها نفس العملية.
س - خلال فترة السنة، أصبح هنالك خارطة جديدة في “الرأي”، تمثلت بانحياز بعض العاملين للإدارة الجديدة، كيف تمكنتم من تجاوزها وطي الصفحة؟
ج - لم أعر الأمر إنتباهاً، والحمد لله “طوّلت بالي”، وبعض الناس تحدثوا، لكن أنا لم أقف عندها، وتستطيع أن تسأل كل زملائي عن هذه المرحلة .
س - بعد ذلك هل عادت الأسهم مثل السابق؟
ج - لا، لم تعد كسابق عهدها. الحكومة قالت إن الأمور لن تكون مثل السابق، والضمان الإجتماعي إمتلك الأسهم، وأنا بعد ذلك كنت أشتري من السوق المالي بين الحين والآخر، إلى أن جاء العام 93 وأبلغوني: لا نريدك في مجلس الإدارة وفي رئاسة التحرير معاً، فتخليت عن رئاسة التحرير، مع أنّه ظلّ تحت إشرافي، وإبني عزمي الآن عضو في مجلس الإدارة.
س - خلال فترة إدارتك لـ”الرأي” كنت تنحني للريح في بعض الاحيان، لكنك حُلت بنفس الوقت دون إستباحة الصحيفة، كيف مكنتك هذه المعادلة من التعايش مع مختلف الحكومات؟
ج - الإعتدال والوعي مكّناني من أن أمضي كل هذه السنوات في “الرأي”، أما إقصائي الأخير فله أسباب سياسية مختلفة، لم يأت أوان الحديث عنها، وكشف تفاصيلها.
س - طبيعة العمل اليومي داخل المؤسسات الصحفية، والتعقيدات فيها، يمكن أن يحدث معه بعض الأخطاء هل تتذكر بعضها؟
ج - هناك أخطاء تاريخية، مثلاً أن يأتيك نعي في آخر الليل وتكتب كرئيس تحرير: إذا كان له مكان، ويظهر النعي في اليوم التالي: أسكنه الله فسيح جنانه اذا كان له مكان! ومن الأخطاء أيضاً أن تم نشر إعلان يقول: فلان في شهر العسل، ويتقبل العزاء في جبل كذا!
وذات مرة، مات مدير إحدى الوحدات العسكرية المهمة، وتم نشر إعلان شكر للهيئات الدبلوماسية من آل المتوفي مرفقاً بصورة للمرحوم، ولسوء الحظ كان هناك تحقيق عن الحيوانات الأليفة وصورة “سعدان” بنفس الحجم وجاء الموظف، ووضع صورة القرد بالخطأ مكان تلك الصورة، فقامت الدنيا ولم تقعد، وقررت القوات المسلحة منع توزيع “الرأي” في كل الوحدات العسكرية، وتم فتح تحقيق في الموضوع، وقلنا إنها كانت صدفة ليست مقصودة، فقالوا إنها أثرت على عائلة المتوفي، ولكننا شكّلنا جاهة من المشايخ، وذهبنا عندهم وقلنا إن الشخص كان صديقنا ونحبه، وهو من بلدياتي، قالوا: كيف تضعون القرد مكان الصورة، ومرت الأيام.
وهناك كثير من الأخطاء تحصل.
س - خلال فترة إدارتك لـ”الرأي” كانت طبيعة إدارتك إنعكاساً لفلسفتك في الحياة، فحرصت على أن تديرها بروح أسرية وأبوية. إلى أي حد تعتقد أن هذه الطريقة في الإدارة ساهمت في نجاح “الرأي”؟
ج - عندما تركت “الرأي” قامت إدارة الصحيفة في الذكرى 25 لصدورها بجمع الكلمات التي كتبت حول الصحيفة في كتيب، وإشتمل بعضها على الثناء لدوري الشخصي في هذا النجاح والتفوق الذي وصلت له، وإني أقدر للأخوة والزملاء هذه الكلمات الطيبة، وأرجو أن أوضح بأنني لم أحقق هذا النجاح وحدي، بل إنّ هذا التقدم والنجاح الذي وصلت إليه إنما تحقق بمجهود كل العاملين في الصحيفة على مر الأيام والسنين. على المسؤول في الصحيفة إذا سئل عن نجاحه وتفوقه أن يجيب بتفوقنا نحن ونجاحنا نحن كأسرة، لا نجاحي وتفوقي أنا.
نحن أسرة، كنت أحرص على أن تبقى الرأي أسرة متحابة من الداخل، وكذلك من الخارج، لذلك كثير من الصحفيين كانوا يقولون: “عصابة الرأي، ومافيا الرأي، وجماعة الرأي” وكثير منهم كتبوا عن الأمان في الرأي، “ومن دخل الرأي فهو آمن”، كل هذه الأشياء تكرست من خلال الروح الأسرية.
قبل أيام جاءني من يقول ان الزميل عبد الوهاب الزغيلات، المرشح لمنصب نقيب الصحافيين، عقد إجتماعاً لكل الموظفين في “الرأي” وشرح برنامجه، ومن جملة حديثه قال: “أنا ترباية محمود الكايد”، فضجّت القاعة بالتصفيق، لوقع الإسم، فقال لهم مداعباً: “أنا إلي ساعة بحكي ولم تصفقوا إلا عندما ذكرت أبو عزمي”، فدوّى التصفيق مرة أخرى، “الرأي” مثال للجو الأسري.
س - من هي النماذج التي نتذكرها دائماً، وكانت مميزة خلال تجربتك الصحفية من الصحفيين والكتاب ؟
ج - من الصحفيين لا يمكن إلا أن أذكر على الأقل الأموات قبل الأحياء جمعة حماد، إبراهيم سكجها، ومحمود الشريف وفهد الريماوي الله يطول في عمره، ويعقوب عويس. وعبد الرحيم عمر الشاعر والصحفي، والراحل حسن التل، والصحفيين كذلك سليم الشريف ومحمود أبو الزلف وإبراهيم الشنطي.
س - دائما ما ينقل عن أبو عزمي قوله بأن الكرم يتعلمه الناس بالتدريج، هل هنالك ممن زاملتهم يشكلون إمتداداً لمسيرتك؟
ج - كثير من الناس يذكرونني بخير، والله أني كُرّمت من الصحافيين والكتاب، مثلاً أحمد سلامة قبل مدة قدم كتاباً لي، ويتضمن مجموعة من المقالات كتبتها في رثاء بعض الأصدقاء وقامت “الرأي” بجمعها، وأحمد سلامة قدمها بعد أن إطّلع عليها، وقلت له إن مقدمتك أثرت بي.
س - تحدث لنا عن طبيعة مشاعرك عندما غادرت الرأي؟
ج - لا أخفيك، فالرأي لها مكانة خاصة، وعلاقة روحية، وأكثر من عاطفية. حتى هذه اللحظة عندما أمسكها لا أعرف أن أتخلى عن قراءتها، وبالطريقة نفسها التي كنت أقرأها وأنا هناك، لجهة التدقيق في جودة طباعتها وطويتها وعناوينها. أحب مطالعتها، وأزعل من بعض ما أراه فيها، في بعض الأحيان.
س- كان عندك دائما القدرة على المناورة بين إنتصار حرية الصحافة وبين عدم اغضاب المسؤولين؟
ج - يا سيدي مرة كنا أنا ومحمود الشريف وإبراهيم سكجها، إبراهيم كان في “الشعب” ومحمود كان في “الدستور” وأنا في “الرأي” إستدعانا جلالة الملك حسين رحمه الله إلى مكتبه الخاص، بحضور زيد الرفاعي وعدنان أبو عودة ومروان القاسم، فبدأوا يتكلمون عن الصحافة، وقال رئيس الحكومة: إن الصحافة ما هي إلا سخافة، وأنتم لا تقدرون ظروف البلد، ولا تعرفون الوضع العربي، وكذلك كان على نفس الخط وزير الإعلام ومروان القاسم، فقلت: تسمح لي يا سيدي، إنّ صحافتنا ليست هكذا، فصحافتنا محترمة، ووطنية، وصحافتنا لك وللبلد، والرسالة التي تريد أن توصلها لنا نحن سوف نستوعبها. وإذا بجلالة الملك يقول: الصحافة أحسن من الإعلام الرسمي. فقلت: الله ينصرك يا سيدي. وإذا محمود الشريف يقول لي والله إنك جريء، فقلت له ساخراً: هل شنقوني لأني قلت هذا الكلام يا أخي!
س- كيف ترى حرية الصحافة هذه الأيام؟
ج - للأسف الشديد هناك أناس يتصورون أن الصحافة والإعلام أمر واحد، حتى في المجلس الأعلى للإعلام، ذلك أن الإعلام يطبق تصوّرات الحكومات القائمة، أما الصحافة فلا، لذلك سمّوها السلطة الرابعة، أي أنها سلطة رقابية، لذلك فإن حرية الصحافة هي حق للمواطن، وليست إمتيازاً للصحف، المواطن حقه أن يعرف. ولازالة الخلط بين الصحافة والإعلام، إقترحت على مجلس الإعلام أن يكون أسم المجلس مجلس الصحافة والإعلام،.
س - تحوّلت “الكايدية” مزرعتك، إلى جزء من التراث المهني للصحافة، تحدّث لنا عن قصتها؟
ج - باسم سكجها الله يطول عمره كتب مرة إستقالة، وذيّلها بعبارة: على أن أبقى في المناسبات الإجتماعية، أي أنه ليس مستقيلاً من عائلة “الرأي”. والله يا أخي “الكايدية” أخذت إسمها نسبة إلى محمود الكايد، وهي مزرعة متواضعة في في ضواحي عمان، أقيم فيها كثير من المناسبات لإستضافة الصحافيين العرب، مثلاً عبد الباري عطوان، الذي يسألني بإستمرار عن “الكايدية”، وكذلك سناء العلول، ورياض نجيب الريس كان يقول: إذا جئت إلى عمان، ولم أحضر إلى هنا لأكل المنسف، وإذا لم أتحدث لا أعتبر زيارتي للأردن زيارة، فبحكم الصحافة تكون العلاقات واسعة مع مسؤولين ووزراء، وذلك يستوجب إقامة الكثير من المناسبات، كثير من الصحافيين في الجريدة، عندما تكون الساعة التاسعة أو العاشرة، ونتأكد من أن العمل إنتهى في الجريدة، نخرج معاً إلى “الكايدية” نسهر ونغني، وفي مرتين أحضرنا سعدون جابر، وكانت السهرة تتواصل حتى الثالثة فجراً. نصف الوزراء ورؤساء الحكومات سهروا هناك، حتى وأنا وزير جاء عبد الباري عطوان، وعزمته، وكان على زعل مع الدولة والحكومة، وبعد أن قابل الملك، وتمت تسوية الأمور، عزمته على الغذاء، وعزمت كذلك رئيس الوزراء وسبع وزراء، ومنذ زمن لم يأت عبد الباري إلى الأردن.
س - قلت إنّك لا تقدر أن ترى “الرأي” إلا من الزاوية التي كنت تراها بها وأنت على رأس الهرم، ما هي الملاحظات التي تقف عندها في هذه الفترة؟
ج - لا يعجبني معظم المقالات فيها، المقالات التي تتضمن الإساءات لجهات أو منظمات أو حتى لدول أو لشخصيات، هذه المقالات تضمن نفاقاً زائداً، وهذا ليس فقط في “الرأي” وأنما في الصحف كلها.
س - زمان كان إسم “الرأي” مرتبطاً بإسم الأستاذ أبو عزمي، وحقّقت نجاحات كبيرة من الإمكانيات الفنية البسيطة. لو تصوّرنا الآن أبو عزمي في “الرأي”، مع كل التكنولوجيا الموجودة، من وجهة نظرك ماذا تفعل التكنولوجيا الموجودة؟
ج - الإنسان العاقل، والمحب لعمله، يتطوّر. في إحدى المرات زرت النقابة الدولية في باريس، ورأيت شخصاً من عائلة تويني، ليس غسان، وكانت مهامة إدارية، ويشرف على المهام الدولية، قال لي: أنتم عندكم ماكنات صف جديدة؟ قلت: نعم، قال: أنصحك لا تستغني عن مكينات الرصاص، وفعلا طبقتها، والإنسان الذي يحبّ المهنة يجب أن يتطور، جاءنا عرض من ماكنة في ألمانيا تكلف 4ونصف ملايين دينار، وقلت: فليكن. ذهبنا لألمانيا، وشاهدنا الماكنة، وقابلت مدير المطابع والمهندس وتعاقدنا مع وكيلهم، ولم يكن معنا نقود “كاش”، إستدنا من البنك العربي دون كفالة ولا شيء، ووقعت الاتفاقية، وكان شومان ينصح الموظفين في البنك العربي أن يشتروا في جريدة الرأي، ويقول: أنا شاهدت الميزانية السنوية للرأي، وأظن أننا سددنا للبنك العربي فقط في السنة.
وما كان يميز الرأي أيضاً الإدارة والمالية، يعني شفافية نظامها لأبعد الحدود، وطوال العمر لم يُذكر ولو شبهة صغيرة حدثت عن قضية فساد مثلاً، مثل ما حصل مع بعض المؤسسات والشركات والبنوك وهذا يعود للاخ محمد العمد.
س - ما هو الإختلاف الذي تراه بين جريدة الرأي ومنصبك في الوزارة ؟
ج - صحيح دخول الوزارة يعني شيئاً مهماً ليصبح معالي الوزير، والمهمّ أنّني لم أغير قناعاتي، ولم أبدلها أبداً. كنتُ ملتزماً بوظيفتي، وكذلك إستطعت أن أحصّل مخصصات كبيرة للوزارة .
س - أنت وضعت صورة صدام حسين بعد وفاته هل كانت هناك علاقة شخصية تربطك به ؟
ج - نعم، أنا قابلته مرتين، وأشهد أنه فارس ومحب للأردن، ومحب للعرب، ومواقفه من الاردن معروفة، ليس طائفياً مثل الذين يحكمون الآن.
س - معروف عن معالي أبو عزمي كثرة حركته وسفراته؟
ج - نعم، أنا أحب الطبيعة، والمناظر، وأحب أن أسافر إلى الخارج.
س - تحب أن تسمع الطرب؟
ج - يا سلام إسأل باسم سكجها، كنا دائماً نحب نطرب ونغني.
س - هل هناك أشخاص تحب أن تراهم وتتلقى بهم؟
ج - والله صداقاتي كثيرة، لكن الآن معظم نشاطاتي واجبات إجتماعية، وما هو ضروري، وذلك بسبب أحكام السن.
س - تكلم لنا قليلاً عن الأجواء العائلية؟
ج - عندي ولد وإبنتان، ولدي 7 أحفاد.
س - عزمي محام؟
ج - نعم.
س - لماذا لم يدخل للصحافة؟
ج - كان هناك شخص لئيم، أو خبيث، يقول عندما كان عزمي يأتي للجريدة: والله عزمي بكره سوف يتحكّم فينا، ولكن وبالرغم من أنّ لغته الصحفية جيدة، لكنه درس الحقوق في بريطانيا، ولدي إبنتان واحدة محامية، والأخرى صيدلانية. الحمد لله، فأنا سعيد بأبنائي وأحفادي.
س - ما هي أكثر الإنتصارات التي حققتها في حياتك؟
ج - عملي في الصحافة كلّه، فأنا أعتبر نفسي ناجحاً إلى حد ما في الإدارة الصحفية، وكمسؤول في الصحيفة.
س - منذ شهرين تقريباً توفي بدر عبدالحق، وكما يعلم الجميع فالإنتكاسة الصحية التي تعرض لها بدر وجريدة الرأي وقفت إلى جانبه موقفاً ليس له حدود؟
ج - بدر زميل عزيز، والحمد لله جريدة الرأي وقفت بجانبه طوال مرضه بأن خصصت له كفالة كفالة سنوية، وهو كان موظفاً “صنف أول” على رأي عبدالله العتوم.
س - كيف كان بدر رحمه الله، وبماذا يمتاز؟
ج - والله بدر عبد الحق كان رشيقاً، وأسلوبه أسلوب رهيف، محترف، وأنا رافقته ورافقني في السفر، وكان من هواياته السفر، وهو ودود وحساس، كنت أتلمس من مقالاته أنه كاتب محترف، كنت أحس في بعض الأوقات بأنّ مقاله مشوش، فيقول: صلّح لي مقالتي، وأصلحها له.
بعد سنة أو سنتين من مرضه، جاء مؤنس الرزاز يحدثني عن ظروف بدر، وكيف أصبح يتحدث. وقال لي مؤنس يرحمه الله إن بدر يمكن ردّد إسم أبو عزمي عشر مرات. في العزاء رأيت زوجته وبناته، ولم أتمالك نفسي حينها، وقبلت إبنته الصغيرة ووضعت يدي على كتف زوجته، وقلت: الله يعطيكي العافية، قالت: الله يجازيك بخيرك.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :