facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن الاردن بصراحة مطلوبه


شحادة أبو بقر
15-05-2015 03:22 AM

لم يشهد الأردن منذ عقود طويلة أوضاعا إقليمية صعبة وخطيرة وملتبسة ومعقده ، تلقي بظلالها الحارة وتبعاتها المرهقة على كاهله كل يوم ، كما هو حاله اليوم ، ويخدع نفسه قبل غيره ، من لا يقر بحقيقة أن ألاردن في حالة حرب مضنية منذ تفجر ما يسمى بالربيع العربي وحتى اللحظه ، ويخدع نفسه أكثر قبل غيره ، من لا يرى رأي العين ، أن الاردن لن يعود بمقدوره تحمل المزيد من أعباء تلك الاوضاع الاقليمية والعربية الداميه ، بينما تئن موازنة دولته وقدراته الاقتصادية وظروف مواطنيه المعيشية ، تحت وطأة ازمات خانقة باتت تفرز سلوكيات أجتماعية شاذة وغريبه ، في مشهد بات ينذر بالخطر والمجهول ، ويشكل مصدر قلق لكل الناس على إمتداد الوطن كله .

يحدث كل هذا وغيره ، وسط تقلبات وتغيرات وتطورات دولية وإقليمية وعربية متسارعة لا تترك فرصة للمتابع والمحلل والمهتم ، حتى لألتقاط ألانفاس ، فما تراه الليلة ابيضا ، يطلع الصبح وإذا به اسود ، ومن تراهم اليوم أعداء وخصوما ، تراهم في الغد رفاقا متحالفين ، والعكس صحيح تماما ، ويجهد المتابعون للمواقف علهم يستبينون كنهها وحقيقتها ، فيقفون عاجزين تماما عن الوصول الى الحقيقة الراسخة ، وهنا يصبح الحليم حيرانا ، في زمن لم يعد للحلم فيه مكان او حتى سوق أو قبول .

ويقف ألاردن الذي أعتاد أن يؤخذ برأيه لاحقا وبعد فوات ألأوان ، وقفة الحليم الحائر ، فالنار تستعر من حوله وفي تلابيب ثوبه ومن كل ألإتجاهات ، شرقا ، غربا ، شمالا ، وجنوبا ، وليس له وسط الزحام من معين إلا ما ندر كي لا نظلم أو نظلم ً بفتح النون الأولى وضم الثانيه ً ، ويزيد الطين بلة أن جاز التعبير ، عندما يختلط كل هذا ، بإشتداد الجدل والتلاوم وتبادل الإتهامات بيننا هنا في الداخل ، وكأن دنيانا الاردنية قمرا وربيعا وما هي بكذلك ، لا بل ينشغل الكثيرون منا بأمور لا ترقى ألى مستوى الاحداث المرة والمريرة من حولنا ، ويلقي كل منا باللائمة على من هم سواه ، وتنقسم الجموع التي يفترض أن تتوحد طوعا وبلا مقدمات عندما تكون ألاوطان في خطر ، وينآى الكثيرون بأنفسهم عن المشهد صامتين ، بعضهم محبط ، وبعضهم ربما كان سعيدا بالحال ، وبعضهم ربما يرى في ذلك فرصته التي قد تأتي ، أما البسطاء على شاكلتي وغيري كثير وكثير ، فقلوبهم مع البلد وعليه ، وهم يشفقون على من يتولى زمام المسؤولية في هذا الوقت بالذات ، حيث الازمات أكبر من أن تطاق ، وحيث الناس تريد كل شئ ، وهذا حقها ، والعيون بصيرة والايدي قصيره ، ولا أحد ممن عليهم العتب إلا ما ندر ، يتقدم الصفوف ليقول تعالوا نجلس ونتحد لنواجه الآتي معا على قسوته ، وبعدها نتعاتب ، فالظروف اليوم ، مرة وصعبة وجد خطيرة وعلى الجميع .

الاردن اليوم ، بأمس الحاجة إلى رجاله المخلصين للوطن والعرش والحياه ، المتحللين من كل المطامح الخاصة على حساب العامه ، والاردن اليوم بأمس الحاجة الى أن يتوحد شعبه كله من كل المشارب والاطياف لو جاز التعبير ، بعيدا عن التعنصر الهدام والفتن النائمة والمحاصصة المملة والتجاذبات المقيتة والأحتكار الاسود والنفاق الكافر وألإقليمية النتنه ، وإذا ما تخلى بعض الناس عن الاردن ، فإن أهله ، هم ألأولى والاجدر بأن يكونوا معه ، فهو الوطن ، ولا قيمة في هذا الوجود تعدل الوطن ، إلا قيمة الإيمان بالله الواحد الاحد ، والتي تتجاوز في عظمتها كل القيم أيا كانت ومهما كان مبررها .

نعم وبصراحة تامه ، الاردن اليوم ، بحاجة لمراجعة حساباته ، وبما يخدم مصالحه الأستراتيجية ومع الجميع عربا وأجانب ، والاردن اليوم بحاجة الى توسيع قاعدة المشاركة الشعبية الشاملة في تحمل المسؤوليه ، والطيف الإجتماعي والسياسي تحديدا ، هو الطيف الذي لا بد وان يتقدم الصفوف في حمل أمانة المسؤوليه ، ليقرر للاطياف الاخرى وفي مقدمتها التقنية والادارية والفنية منها ، ادوارها في النهوض بالوطن ، ورجال الدولة عتاقى وجدد ، هم من يجب ان تتداخل بينهم الصفوف فى النهوض بأمانة المسؤوليه وبكل الاخلاص والتناغم والانسجام ، شرط ان يكونوا رجال دولة حقا لا مجرد إدعاء وظهور ، والاحزاب التي تدفع لها الدولة لا بد وان يتجلى دورها إفتداء للوطن الذي يظلها ، والعشائر التي يسطع نجم دورها في العراق وسورية وليبيا واليمن بين ثنايا حروب الربيع العربي ، لا بد وان يسطع دورها في الاردن كذلك ، دفاعا عن حاضر ومستقبل الوطن ، ومن يقسمون ناس الوطن أصولا ومنابت يجب أن يتوقفوا، فالاوطان لا تتجزأ إلا إذا إختلف أهلها وارادوا ذلك طوعا ، والاردن وطن كل من يحبه بارضه ومائه وسمائه ونظامه وهويته ، ولا يتردد في الدفاع عنه لحظة الخطر ، والحمد لله رب العالمين ، وهو سبحانه من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :