عمون - كتب د.محمد وهيب - مثلما قال جلالة الملك عبدالله الثاني ارفع راسك عاليا , فعلى أرض الأردن المباركة وبين سهولها ووديانها وعلى قمم جبالها وهضابها إرث حضاري عظيم, لا شبيه له في بلدان الشرق الأوسط والعالم أجمع, هذا التميز الذي شهد له آلاف العلماء والخبراء والباحثين في معظم دول العالم, وأكدوا حقائق علمية على أرض الواقع لا يجد الإنسان مفراً أمامها سوى الانحناء أمام عظمة هذه الانجازات التي نفاخر بها العالم منذ فجر التاريخ.
فكانت هذه الأرض بجهود متميزة من الإنسان الاردني الذي استقر فيها معطاءة وخيرةتحتضن انجازات عظيمة لاجدادنا ما زالت ليومنا الحاضر خير شاهد ودليل على عمق الجذور التاريخية لانجازات الأجداد والآباء لتنتقل إلى الأبناء لتكون لهم نورا يهتدون به نحو المستقبل, وها هي معاول المنقبين من عرب وعجم تقدم لنا الدليل تلو الدليل حول هذا التاريخ الذي يعتز ويفتخر به كل أردني وكل عربي في هذا العالم المترامي الأطراف, لتتوجه الأنظار إلى أردننا هذا البلد الطيب المبارك ونشاهد بأعيننا معنى العزة والفخار وها هي الدلائل :
اولا:اكتشاف حضارات العالم منذ مليون عام مضت , ولا نبالغ إذا قلنا إن أرض المملكة الأردنية الهاشمية قد شهدت انطلاق فجر الحضارات إلى كافة أرجاء العالم.
ثانيا:كما ان اكتشاف حضارات وادي الادن وحضارات وادي الزرقاء في تاريخ الشرق القديم تتفوقان على حضارات عريقة في وادي الرافدين ووادي النيل وحتى حضارة جاتال هويوك في آسيا الصغرى في تركيا تقف متواضعة أمام عظمة أردننا الحضاري الذي برع في ميدان العلوم الهندسية والزراعية والاجتماعية والدينية والاقتصادية فهي حضارة متكاملة.

ثالثا:كما تم الكشف عن أكبر مقابر الشرق القديم خلال العصور البرونزية اي ما يعادل 3000 عام قبل الميلاد في منطقة الأغوار الجنوبية, وتحتوي على مئات الآلاف من المقابر التي ما زالت تذهل علماء الآثار والتاريخ والأديان في الشرق والغرب بسبب غموض المدن التي جاء منها هؤلاء الموتى.

رابعا :وهنا أيضاً اكتشفت الأبراج العمونية الدائرية والمربعة التي انفردت بها عمان عن غيرها من عواصم العالم ولا زالت شاهدا حقيقيا في الزهور وجبل عمان والماضونا وغيرها .وهنا اكتشفت حقول الدولمنز في داميه ومادبا واربد وجرش والتي تميزت عن مثيلاتها في أوروبا وخاصة في فرنسا وأسبانيا وبريطانيا,

خامسا :وهنا أيضاً اكتشفت مدن الحلف العشر ومنها فيلادلفيا وجدارا/ام قيس وتميزت بعض مبانيها مثل سبيل الحوريات في وسط مدينة عمان الذي لا يوجد له شبيه في العالم أجمع وذلك بحسب نتائج الدراسات التي أجريت بهذا الخصوص,

سادسا:وهنا على طريق المطار اكتشفت أقدم مآذن العالم الإسلامي قاطبة فهي ما زالت شامخة مرتفعة في بلدة القسطل قرب زيزياء لشموخ الاردنيين, فهي بحق منارة العصر الأموي والعباسي والأيوبي المملوكي والهاشمي بجوار قصر القسطل,

ولا زالت السلسلة تطول لتشمل مواقع أخرى فهي بالعشرات بل بالمئات ثم الآلاف, لتكون هذه الحضارات محفزاً لنا ليكون أردننا بمواقعه التراثية السياحية في المقدمة دوماً وفعلاً وليس قولاً. اقرأ وارتقي وافتخر ايها الاردني وردد معي و لا تسأل وطنك ماذاقدم لك بل اسأل نفسك ماذا قدمت لوطنك.
" وفي الصوره اقدم مئذنة مسجد في العالم مازالت شامخه وصامده في بلدة القسطل على طريق المطار"

د.محمد وهيب / الجامعة الهاشمية كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث.