facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن السعودية واليمن وغيرهما


شحادة أبو بقر
07-06-2015 05:31 PM

من الواضح تبعا لتطورات الملف اليمني عسكريا ، أن ألإستراتيجية المستجدة لكل من صالح وإيران ، تسعى لأحد هدفين أيهما أسهل ، ألاول نقل الصراع إلى الداخل السعودي بأي ثمن ، والثاني جر السعودية إلى تدخل بري واسع داخل الاراضي اليمنيه ، وهي خطة يبدو ان ألاشقاءالسعوديين يدركون أبعادها ومراميها تماما ، وهم لذلك يفوتون الفرصة على نجاحها حتى الآن ، ويحرصون وبقوة على تجنب الإنزلاق نحو ما يمكن أن يخدم هذا المخطط .

لا أحد في ألأعلام الدولي المنافق ، يلقي الضوء على حقيقة أن المتمردين الحوثيين وقوات صالح هم من يواصلون تدمير اليمن ، وفي جنوبه بشكل خاص ، وحتى ً الكبار ً ، الذين أصدروا قرار مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن ، لا يميلون إلى تطبيق هذا القرار الواضح وضوح الشمس ضد التمرد وأعوانه ، ويجنحون عوضا عن ذلك ، إلى طرح تسويات تفاوضية يدركون سلفا عقم الركون إليها ، في ظل رفض الحوثيين بتوجية من إيران ودعم من صالح وأعوانه ، لأي توجه من هذا القبيل بصورة منطقية او حتى جاده .

ليس صحيحا أن السعودية تورطت في حرب اليمن كما يحلو للبعض أن يتهكم ، بل على العكس من ذلك تماما ، فإذا ما كان هناك من يلام ويتحمل المسؤولية كاملة عما يجري في اليمن ، فهما صالح وإيران قبل الحوثيين أنفسهم ، فلو لم يجد الحوثيون دعما عسكريا مباشرا من صالح ، وسياسيا وحتى عسكريا من إيران، لما تجرأوا على ما فعلوا إبتداء ، ولما توهموا أمكانية الهيمنة على السلطة بالقوة ، ولعرفوا حدود قدراتهم تماما .

كل يوم يطول في حرب اليمن ، يتحمل مسؤوليته ثلاثة أطراف ليست السعودية منهم ، وهم إيران التي تملك زمام قرار الحوثيين وبالكليه ، وصالح الذي يشاركهم تمردهم بقواته التي كان يفترض انها جيش وطني يمني لا جيشا لصالح وزمرته ، والولايات المتحدة التي باتت اليوم تحابي إيران جهارا نهارا ، وليس لها من أمر في الشرق الاوسط كله ، ألا أتفاقا تبرمه مع طهران بشأن برنامجها النووي ، حتى لو إحترق اليمن عن بكرة أبيه .

تملك السعودية التي تصدت للتمدد الإيراني الذي يتهدد العرب جميعا قبل أن يتهددها هي ، أن تعود إلى الجامعة العربية مجددا لتضع العرب جميعا أمام مسؤولياتهم في الدفاع عن عروبتهم وعن اوطانهم ، فلم يعد هناك متسع للتخاذل أو التردد ، خاصة بعد تنكر الدول الكبرى الخمس لمسؤولياتها ، وترك هذا الامر للدبلوماسية الاميركية المجاملة لإيران ، والرافضة من حيث المبدأ ، لإمكانية إستخدام القوة ، ألا ضد ما يتهدد مصالحها هي وحدها دون غيرها .

أميركا لن تعير اليمن إهتماما ، شأنها في ذلك ما تمارسه في سورية والعراق وليبيا ، والعرب وحدهم ، هم من يجب أن يعالج أزمة اليمن ، ولن نذهب بعيدا لنقول ازمة سورية والعراق وليبيا ، أو فلسطين ، فقد غضوا الطرف طويلا عن تلك الملفات حتى إستفحلت وتداخلت فيها المصالح والمطامح والمطامع الاقليمية والدولية على نحو مرعب وملتبس وشاق ، أما اليمن ، فما زال هناك فرصة لحل عربي لا يمكن للاجنبي التساؤل عن مشروعيته الآن على الاقل ، وأذا ما ترك هذا الامر لفترة اطول ، فسيلحق بسابقاته .

السعودية لم تتورط ، لسبب بسيط ، هو أنها تداركت الامر قبل فوات الأوان ، وقالت لإيران فعليا لا مجرد كلام ، أن للصبر حدودا ، مثلما قالت لإسرائيل ضمنيا ، ان تحالفا عسكريا عربيا ، أمر ممكن في أية لحظه ، والعرب جميعا وبلا إستثناء لأحد منهم ، يدركون ويعلمون علم اليقين ، أن هيمنة الحوثيين على اليمن ، تعني بوضوح ، هيمنة أيران على هذا البلد ، ليضاف الى رصيدها في العراق وسورية ولبنان ، ولتبدأ فور ذلك ، التمدد بإتجاه مكة والمدينة وسائر أقطار العرب في مشرقهم ، وصولا إلى تحقيق الحلم ألابعد الذي لا يخفي على أحد من العرب وسواهم .

من جديد ، نتمنى لو ان ساسة إيران يعودون إلى جادة الحق ، لبناء علاقات إيرانية عربية أفضل ، والتخلي عن منهجية التدخل غير المشروع او المبرر في شؤون العرب ، المنكوبين أصلا بإحتلال إسرائيلي بغيض ، ففي ذلك مصلحة أيران والعرب معا ، ونقيضه وبال على إيران التي يتوهم بعض ساستها اليوم ، أن اميركا والغرب ، يمكن ان يكونوا حلفاء او اصدقاء لإيران في يوم من الايام ، تماما كما توهم عرب كثيرون مثل هذا التحالف قبلهم ، أما السعوديه ، فلن تتورط في حرب برية في اليمن وحدها ، ولن تسمح بنقل الحرب داخل حدودها ، مهما طال أمد الحرب ، ولهذا فإن إيران تصنع خيرا ، إن هي قالت للحوثيين كفى ، وأفهمت صالح وأعوانه ، أن لا شأن لها بهم بعد اليوم ، فذلك ما هو أكرم لإيران وللعرب ، وذلك هو ما يحول دون تمتع الاجنبي بإقتتال عربي عربي ، أو إسلامي إسلامي . لا حول ولا قوة ألا بالله .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :