اسم البرنامج : ستار أكاديمي بدورته الخامسة ويبث على LBC الفضائية اللبنانية .
اسم النجم : الأردني محمد قويدر ومن أسماءه الحركية : طرزان ، ادم ،الوالي ، الصلعة الأردنية .
الهدف : الفوز بلقب \" ستار أكاديمي \".

أولا – علمياً تتسيد حاسة البصر شجرة الحواس الأخرى لأنها الأغنى والأكثر تأثيراً وإغواء لنا في التجريب والانشداد أثناء اهتماماتنا على ضوء ما تبثه لنا الفضائيات من معلومات ومواقف ومنافسات فنية أو حتى سياسية قد تحاكي أو تستقر خبراتنا الفرحة أو المؤلمة أو حتى معارفنا الداخلية أفرادا وجماعات، وإلا كيف نفهم منع المصورين بأنواعهم من الوقوف أو الدنو من الكثير من جرائم الحروب وانتهاك حقوق الإنسان في الكثير من دول العالم الذي تمارسه الدول الكبرى والصغرى ضد مورد واحد وهو الإنسان المطعون بإنسانيته غالباً ؟

ثانياً – يميز علماء النفس الاجتماعي بين الجماعة كتنظيم اجتماعي لأعضائه شروطاً وحقوق وواجبات وأنظمة خاصة بها . وبين الجمع المفتوح المدخلات والذي يقوم على التجمع أو العوام بغض النظر عن مستواهم التعليمي والمعرفي وحتى السلوكي والذين يُخشى من تكونهم في المظاهرات أو جمهور كرة القدم أو الحشود الآنية حيث لا رابط تنظيمي وسلوكي سوى العامل الذي استثارهم ( المنافسة ، والاستخفاف هنا من قويدر ) ودفع بهم للتشكل حتى خارج المكان الواحد المحدد كما هو الحال لدى الجماعات في النادي ، أو الحزب أو النقابة ... الخ أي عبر الاتصالات .
حيث تبدأ سلوكاتهم الجمعية بالتصاعد بما يشبه الطحن والدوران كتعبير عن غاطس ذهني أو إحساس جواني لديهم وجدوا في هذه المنافسة / المناسبة فرصة للتذكير بهويتهم العميقة وبأنهم موجودون ولا يجوز استثنائهم مطلقاً حيث تأخذ ردود أفعالهم وسائل متعددة في التعبير عن الأحاسيس الكامنة لديهم وبالتالي التأثير ولو عن بُعد في نتائج المنافسة التي تجري فنياً في أكاديمية داخل لبنان الشقيق.

ثالثاً : اذكر انه لم تمض سنوات طويلة على فوز الفنانة الأردنية ديانا كرزون كنجمة لبرنامج سوبر ستار العرب بعد فوزها على منافستها السورية رويدا عطية آنذاك بحصولها على نسبة مرتفعة جداً من تصويت الأردنيين لها بشكل يشبه ما يجري هذه الأيام مع قويدر ومع هذا فأن الأسبوعين الماضيين قد شهدا صعوداً بالإحساس الجمعي الأردني نحو النجم محمد قويدر كرمز ولعدة عوامل أساسية منها : ان طبيعة البرنامج البصرية المؤثرة على جمهوره الأكبر وهم الشباب العربي قد شجعت هذه الجموع على تأويل طلب المنافس السعودي عبد الله من إدارة الأكاديمية انه لن يستمر في المشاركة إذا بقي محمد قويدر في حادثة لافته ومستفزه للأردنيين رغم عدم وجود أي رابط بين الحادثتين ( عدم الانسحاب مقابل إقصاء قويدر ) هذا من ناحية ومن أخرى فان الأردنيين شباباً لمغالبة استهداف ولو بالقول – لمعاني ورموز أردنية ترسخت في الوجدان الشعبي كمدينة الحسين الطبية ، ميناء العقبة ، العبدلي ... الخ علاوة على ارتفاع تكاليف الحياة المترابط مع إحساسهم الكامن بأنهم مميزون بالأداء والثقافة وربما الحرية عن بعض أشقائهم العرب ، وبالتالي لجأ أو ربما سيلجأ الأردنيون من مختلف المنابت والشرائح إلى التعبير المكثف عن تلك الأحاسيس الغاطسة عبر الخطاب التعبيري الذي حملته بعض فضائياتنا وصحفنا المحلية ومنها :
- ابشر بالفزعة يا قويدر .
- القلم يكتب والحبر يسيل ومن لم يصوت لقويدر يعيش ذليل .
- تلفوناتنا تنحرق عشانك ياقويدر – تعبير عن كثرة التصويت له -.
- العشائر الأردنية معك ... أسماء وعشائر ومحافظات وجماعات .
- بدنا معنويات عالية ونسبة تصويت عالية ( 99%) كغاطس ذهني .

وبتحليل سريع لمضامين وقدرة تأثير هذا البرنامج الجماهيري وارتفاع أعداد مشاهديه أفرادا وأسرا يمكن استنتاج أهمية وعمق السجال البصري والتعبيري – صورة وصدى تعبيري - والتي تمثل مرسلاً – البرنامج والمشاركين فيه ، ومستقبلاً – المشاهدين باختلاف أعمارهم وخلفياتهم ، والوسط الحاضن – المجتمع الأردني بتنوع مكوناته ارتبطت بمشاعر جمعية تعبيراً أيضا التوق للإفصاح عن هوية واضحة ( مواطنه الجامعة ) رغم تنوع بنية وطموحات أبناءه الا ان الوطن الأردن كما نلاحظ قد لعب ومازال في هذه الحادثة المستمرة دور الموحد للشعور الجمعي الذي ترجم إجرائيا بحصول محمد قويدر على 75% من التصويت رغم ارتفاع نسب شكوى الأردنيين من الارتفاع المستمر بالأسعار وتكاليف الحياة ومع هذا صوتوا لرمزهم الفني ..
وأخيرا لست اجزم ان كان قويدر سيوحد الشعور الأردني بأهميته دوره الفني عبر استمرار وتصاعد التصويت له كي يصبح نجماً إذا ما تذكرنا بأن الشابة العراقية شذى حسون نجمة ستار أكاديمي السابقة أيضا وحدت العراقيين لفترة ما لحين ظهور هدف جديد لهم ..

* باحث وأكاديمي
Dr_mahadeen@yahoo.com