مثل الكثيرين الذين تبرعوا أن يكونوا حمائم سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفشلوا..، طال هذا الفشل الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما.
فالرئيس الأميركي لم يأت بجديد من أفكار تقود الى السلام ( العادل )، وكما يبدو فقد قفز أوباما ودون أن نعرف الأسباب عن جميع أفكاره التي طرحها في بداية ولايته وعلى رأسها: طلبه من رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" تقديم جدول زمني.. مفصل للإنسحاب من الضفة الغربية يتسلمه منه
ما طرحه أوباما حتى الان أفكاراً مكررة: دولتين لشعبين والفكرة هذه تراوح مكانها منذ عشرات السنين وبدون جدوى لأن حكومة نتنياهو والحكومات الإسرائيلية السابقة المتعاقبة تريد ( بلع كل فلسطين ) وما حولها وعلى مهل وفي أوقات ومناسبات مقبلة.
وكما يبدو استطاع الرئيس أوباما ( الإفلات ) من طلبات اسرائيلية عديدة قديمة وجديدة منها: نقل مقر السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس وكما وعد في حملتيه الإنتخابيتين الأولى والثانية، والإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي (جوناثن بولارد) ..
لم يستطع الرئيس الأميركي الدعوة الى انسحاب اسرائيلي سريع من الأراضي العربية المحتلة في القدس والضفة الغربية وهضبة الجولان وأن يوقف الحصار عن قطاع غزة وأن يدعو اسرائيل لإخلاء سجونها من الأسرى الفلسطينين والعرب، وأن يطالبها بوقف الإستيطان فوراً، وأن يدعو الى تدمير الأسلحة النووية وأية اسلحة للدمار الشامل في دول الشرق الأوسط وفي مقدمتها الأسلحة النووية والبيولوجية الإسرائيلية.
والأسباب كثيرة لسكوت أوباما المطبق عن هذه المطالب، فالولايات المتحدة في هذه الأيام ليست معنية بالقضية الفلسطينية والرئيس الأميركي يردد كل ما قاله شمعون بيرز في كلمته أثناء استقباله حول حل الدولتين واحدة منزوعة السلاح مقطعة الأوصال للفلسطينين وأخرى ترسانة عسكرية لدولة إسرائيل، واشنطن منشغلة في هذه الأيام بتقسيم الشعوب العربية الى طوائف ومذاهب علمانيين ومتدنيين ومسلمين ومسيحيين وبهائيين، وشيعة وسنة وعلويين وبربر وأرمن وتركمان وغيرهم.
المتمعن في وجه أوباما وملامحه يرى أن الرجل في فمه ماء وهل يتكلم من في فمه ماء !,
اميركا ليست احدى الدول العربية يحكمها شخص أو عدة اشخاص..! الرجل كان مندهشاً من المكان والناس نفس الإندهاش الذي اعترى وجه الرئيس الأميركي الأسبق (جيمي كارتر) عندما زار هذه الديار الفلسطينية المقدسة والجميلة لكنه خرج من الدهشة وقدم (نصيحة) للفلسطينين والإسرائيليين (بخلع أشواكهم) بأيديهم وعلى أساس (دولة واحدة) على ارض فلسطين التاريخية لجميع مواطنيها كحل لإنهاء هذا الصراع العربي الإسرائيلي وكما حدث في التسعينيات من القرن الماضي في دولة جنوب افريقيا.
ملامح وسحنة أوباما كانت تقول الان: القضية الفلسطينية صعبة الحل، الشعب الفلسطيني لم تنسه السنين دياره، ما يزال حوالي خمسة ملايين على أرضه الفلسطينية وهم في تزايد واليهود في تناقص، وستة ملايين فلسطيني آخرين في الشتات ولم يتخلوا عن حق العودة، وعلى الرغم من مرور 67 عاماً على قيام اسرائيل فهي دولة بلا حدود رسمية وبلا عاصمة مستقرة ولم يعترف بها أصحاب الأرض الشعب العربي الفلسطيني وجميع الشعوب العربية وتعيش على العطايا والهبات الخارجية وحماية الدول الإستعمارية الكبرى..!!
قبل العام 1897 من انعقاد مؤتمر بال في سويسرا رأى ( ثيودور هرتسل ) رئيس الحركة الصهيونية حينذاك أن يرسل لجنة لتقصي الأوضاع الحياتية في فلسطين وبعد أكثر من شهر وجد المسلمين والمسيحيين واليهود في فلسطين متآخين ووجد مدينة يافا أجمل من مدينة البندقية ودفع الوفد لهرتسل تقريره المشهور وبعنوان: (العروس متزوجة).. ويعني هذا أن فلسطين لها اهلها وبلاد عامرة ومن الصعب غزوها واستيطانها لكن ارادة الدول الإستعمارية كانت أقوى من يهود أوروبا فاصدرت وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو وقدمت للحركة الصهيونية المال والسلاح وآخرها القبة الحديدية وصواريخ الباتريوت واصبحت فلسطين تسمى اسرائيل لحراسة آبار النفط العربي وأنابيبه وحراسة الأبواب الى آسيا وأوروبا وأفريقيا. واشعال الثورات الكادبة وغيرها..!
Odeha_odeha@yahoo.com