facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعامل الآباء مع سلوك الأطفال *د. علي العليمات

18-10-2015 03:42 PM

عندما ينتابك الهم والقلق سواء بالنسبة لطفلك أو احد أفراد عائلتك قد تكون أفضل نصيحة نقدمها للآباء هي عدم اليأس أو الاستسلام وإبقاء الباب مفتوحا أمامك وأمام أبنائك.

تأمل وبكل روية وإمعان ما عند طفلك من مواهب، وقدرات وما عنده من خصائص إيجابية تتمسك بها وتعمل على تعزيزها وتقويتها عنده، إلا أننا ومن خلال تربيتنا لأبنائنا نحن من يحدث لديهم الخلل ربما بدون وعي منا حيث أن الخطأ... هو الحقيقة المرتبطة بطبيعة البشر، ولكن التعامل مع الخطأ يختلف من شخص لآخر والتجارب تعلمنا أن: 'من الخطأ يتعلم الرجال'.... فهل استفدنا من هذه الحقائق الرائعة في أساليبنا التربوية مع أبنائنا، وفي تعاملنا مع أخطائهم.

لقد ذكرت بعض النظريات في علم النفس أن الأطفال يولدون وهم كالصفحة البيضاء، لا يكدر صفاء فكرهم ونقاء اتجاهاتهم شيء، يحملون جميع معاني الطهر والبراءة، ويتحمل الآباء والمربون مسؤولية ملئ هذه الصفحة بالأفكار السليمة التي تؤهل هؤلاء الأطفال ليكونوا شباباً ذوي إنتاجية فعالة في المجتمع، وسببا من أسباب تقدمه ورُقيّه، ومن أهم ما يتوجب على الآباء والمربين غرسه في نفس الطفل، لأنها أساس الثقافة ومنبع السلوك القويم.

وإذا نظرنا إلى الواقع نجد أننا نجعل من السلوك الخاطئ سببًا ودافعًا لإحباط المخطئ، وتحطيم معنوياته والتنقيص من قدره وسحب الثقة منه، والأدلة على ذلك انتشار الخوف من الوقوع في الخطأ في حياة الناس والأطفال خاصة، فالطفل يخاف من الوقوع في الخطأ لأنه يدرك العواقب والحرمان والعقوبات والشتائم كلما عمل خطآ في المنزل، والمدرس الذي يهدد بالحرمان من الدرجات أو استدعاء ولي الأمر وإخباره بما صنع الابن.
وهكذا... ينشأ الطفل وفي ذهنه هذه الصورة التي من شأنها أن ترسخ في عقلة الباطن "اللاوعي" استشعاره بعدم الكفاءة لتحمل المسئولية وعدم أهليته للثقة في ذاته، كما انه من شأنها أن توقف عملية الإبداع والانطلاق في حياته. وهنا لا بد أن نتوقف ونقول إن الخطأ الذي يرتكبه الوالدين في تعاملهم مع خطأ الطفل هو أنّ تدخلهم لا يكون محدداً على الخطأ نفسه واضعاً دائرة عليه لتحديده وتصحيحه، وإنما يكون التدخل محدداً على شخصية الطفل كلها فتوضع في ميزان التقييم مقابل الخطأ، وتتعرض غالباً للإهانة.

أمثلة لذلك:

اصطدام الطفل بالحائط ... أنت أعمى لا ترى أمامك.

سكب الماء على السجاد ... أنت فوضوي لا تعرف النظام.

أخذ القلم من زميله ... أنت لص سارق.

عند وقوع أخطاء في الواجب المدرسي أو نقص في درجات الاختبارات .. أنت غبي.

هل هكذا نصلح أخطاء الأبناء؟ وماذا نعرف عن دوافع السلوك عند الطفل قبل تقييم خطأه؟ قد يكون الخطأ
الصادر عن الطفل سلوكًا عابراً فنرسخه بتدخلنا الخاطئ، وقد نترك بصمات مؤلمة في نفسية الطفل وقد لا يتخلص منها طيلة حياته.
ولكي نجعل من خطأ الطفل وسيلة للتعلم بل وللإبداع أيضًا؟ علينا أن ننتبه للخطوات التالية:
اسأل نفسك عندما يخطئ الطفل، هل علمته الصواب بداية حتى لا يخطئ؟
أعد الثقة للطفل بعد الخطأ؛ فالثقة دائمًا هي العلاج الذي يبني حاجزًا متينًا بينه وبين تكرار الخطأ.
علِّمه تحمل مسئوليته عن أخطائه ليكتسب مهارة التحكم في الذات.
أشعره بعواقب الخطأ حتى تولد لديه الرغبة في التغيير.
ابحث عن واقع الخطأ لديه لتعالج الأصل بدل التعامل مع الأعراض.
كن دائماً بجانبه وشاركه إحساسه لتمارس توجيهك بشكل إيجابي.
افصل الخطأ عن شخصية الطفل، فلا أحد يحب أن يُعرف بأخطائه عند الآخرين.
كونوا عند الطفل المعايير السليمة التي من خلالها يتعرف على الخطأ.
لا تخيفه من الفشل بشكل مغالى فيه، وعلمه فن النهوض من جديد وعلمه كيف يكتسب خبرات ايجابية من الفشل .
ساعده على أن يضع يده على قدراته وملكاته التي تؤهله للنجاح في المحاولات المقبلة.
علمه الصلابة والإصرار على النجاح في مواجهة مشاعر الإحباط.
علمه الاعتماد على نفسه لتجاوز خطأه.
لا تتدخل إلا بعد تهدئته .
أنصت إليه بتمعن واهتمام لتفهم أصل الخطأ.
لا تيأس من طفلك مهما تكرر خطؤه.
تأكدوا أن الحب والتسامح والابتسامة أقوى من الغضب والانفعال.
إننا لا نطالب بتجاهل الخطأ وإنما ندعو إلى علاقة ود وصداقة تنشأ بين الصغير و الكبير يتعلم
منها الطفل كيف يستفيد من الخطأ حتى لا يقع فيه مرة أخرى؟ وكيف يستشعر مسئولياته عن
أفعاله.
علينا أن نتذكر دوما ونحن نعالج مشاكل الأطفال أن ليس هناك من هو كامل فالكمال لله وحده وان كل منا معرض للخطأ والصواب كما انه معرض للنجاح والفشل سواء أكنا أطفالا أو شبابا أو كهولا، إن ما يصعب على الآباء الإمساك به والسيطرة عليه والتخلص منه هو أن الطفل الذي يقترب من الكمال هو نتاج جهودهم والرغبة أن يكون كل ما فيه مما يقنعنا ونرضى عنه فهو محط للآمال وليس هنالك من احد يرضى أن يكون أفضل منه إلا ابنه وابنته فهو فخره واعتزازه ولكن يجب أيضا الاعتراف بأنهم ليسوا كاملين.
إن الطفل كما هو وعلى حقيقته ونتعامل معه على هذا الأساس سوف يحظى بإعجابنا أكثر من أي طفل آخر نحتفظ به في ذاكرتنا والطفل الذي ينظر إلى والديه بتفاؤل وأمل هو الطفل الذي يتمناه كل شخص.
وفي النهاية أود القول بأنه سئل أحد الأشخاص العلماء يوما كيف استطعت أن تنجز ما أنجزت؟ فأجاب: كنت لا أرى في عيني سوى والدتي التي يعلوها الفرح وتعلو الابتسامة شفتيها. لذلك علينا أن نهيئ لكل طفل مثل هذه العيون ومثل هذه الابتسامات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :