facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا داعي للشجب والاستنكار الرسمي


اسعد العزوني
21-10-2015 05:24 PM

ما نلحظه هذه الأيام العصيبة التي تمر بالأمتين العربية والإسلامية المبتليتين بقبولهما بالأمر الواقع، أن عقليتنا لم تتغير حتى عندما أصبح الأقصى هو الامتحان، فما نزال نتصرف بعكس ما هو مطلوب منا، ونقوم بالفبركات والتمثيل، دون أن نعلم، أننا عاجزون حتى عن إقناع أنفسنا بما نعمل .

أنا هنا لا أخاطب جهة بعينها، ولا أحد بذاته، بل أوجه خطابي هذا إلى الأمتين العربية والإسلامية، من باب "بلغ السيل الزبى"، وليس من باب النصيحة، لأن هذا الباب مقفل منذ مائة عام على الأقل، ولو كان الأمر غير ذلك، لما تنمّر يهود بحر الخزر، وأصبحوا على استعداد لتملك الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد لا فرق، والذي يمتد من شاطئ البحر المتوسط الشرقي إلى شاطئ بحر قزوين الغربي، مرورا بالعالم العربي وكثير من الدول الإسلامية ومنها بطبيعة الحال: تركيا وإيران والدول الإسلامية المنشقة عن الاتحاد السوفييتي السابق، بعد أن تطوبه أمريكا لهم، لأنها تعد العدة للانتقال إلى منطقة الهند الصينية كي تحد من التقدم الصيني.

ما أود الحديث عنه هو ظاهرة مقيتة تأصلت في نفوسنا، وهي ردة الفعل غير المدروسة والتي تسمى بالعامية "الفزعة"، وعلى الرغم من قناعتنا أن هذه الظاهرة التي نتقمصها عند كل مصيبة تحل بنا، لا تسمن ولا تغني من جوع، إلا أننا نمارسها، وهي بطبيعة الحال المسيرات والمظاهرات التي نشهدها هذه الأيام تحت يافطة "نصرة الأقصى"، وكأن الأقصى ينتظر منا وهو في طور التقسيم الزماني والمكاني على طريق الهدم قبل العام 2020، أن نخدع انفسنا قبل أن نخدعه .

لا بأس أن يتظاهر العرب والمسلمون وأنصار الحرية في العالم نصرة للأقصى، لأن بعد الشقة يمنحهم هذا الحق، لكن أن يقوم بهذا الدور التمثيلي من هم بالقرب من الأقصى، فهذه جريمة لا تغتفر ويتحمل وزرها كل من يخطط لها ويدعو لها وينفذها، لأنه يعلم أن الأقصى لا يجوز أن يتم إدراجه ضمن المزايدات والثارات السياسية.

كما نلاحظ أيضا ظاهرة في ظاهرها ايجابية وفي باطنها قمة النجاسة وهي قيام البعض بحرق العلم الإسرائيلي والتصفيق لذلك، وكأن حرق هذه "الشريطة "قد أوقف العدوان على الأقصى، ولقن مستدمرة إسرائيل درسا لن ينسوه، ناهيك بطبيعة الحال عن الشعارات المناهضة لإسرائيل وأمريكا، وكأن هذه الشعارات والهتافات صواريخ بالستية نطلقها من منصات صواريخنا ردا للعدوان المستمر من قبلهما علينا.

الظاهرة الأسوا في مقاولات المسيرات أن كل "عصابة " سياسية تظهر علينا حاملة "خرقتها " التي تدل عليها وتميزها عن العصابات الأخرى، وهم بذلك يعمقون إنقساماتهم حتى وهم يدعون أنهم يتظاهرون نصرة للأقصى، ليكونوا قد إرتكبوا حزمة أخطاء في حركة واحدة.

الأسوا من ذلك كله أن العرب والمسلمين دأبوا وكما هو معروف، ومنذ مئة عام خلت، على الإستنكار والشجب والإدانة وتحذير مستدمرة إسرائيل من الإستمرار في غيها، ولثقتهم المطلقة بأن العرب والمسلمين لا ينتجون سوى الإستنكار والشجب والإدانة، فإنهم يستمرون في غيهم ويحققون اهدافهم، فيما نحن نلوث الأثير بتصريحات المسؤولين الذين أرهقوا انفسهم بالشجب والإستنكار وافدانة وقولهم "ويلك ياللي تعادينا يا ويلك وييييييييييييييييييييييل"،بينما مستدمرة إسرائيل تقرن القول بالفعل وحتى تقدم الفعل على القول.

وبما أننا نتحدث عن الأقصى فلا بأس من تذكير المعنيين بذلهم، إذ عندما أقدم المستعمر اليهودي الأسترالي دينيس مايكل في شهر آب 1968 على حرق الأقصى، قالت العجوز الشمطاء رئيسة وزرائهم آنذاك أنها لم تنم في تلك الليلة، لأنها كانت تتوقع من الجيوش العربية والإسلامية ان تقتحم الحدود وتحرر فلسطين، وأنه لم يرتح بالها إلا بعد أن وصلت إلى مكتبها في الصباح الباكر من اليوم التالي، لتكتشف أن أحدا من أجهزة استخباراتها لم يزودها بتقرير عن الهجوم العربي- الإسلامي التي كانت تحلم فيه، وعندها أكدت :"الآن أنا مطمئنة على مستقبل إسرائيل".

إن أردتم التكفير عن أفعالكم السابقة وتريدون حقا نصرة الأقصى، فأمامكم حل متاح ينطلق من الإرادة، وهو مقاطعة الأعداء بعدم شراء منتجاتهم التي باتت تغمر شوارعنا قبل أسواقنا، ومن من الجانب الرسمي يريد حقا نصرة الأقصى فعليه وقف التنسيق الأمني والإتصال المعلن والسري مع مستدمرة إسرائيل، ومنع مسؤوليها من زيارة بلداننا،ووقف التشبيك معها، بمعنى وقف التطبيع معها فورا، لأنها أصلا توجه الإهانة للعرب والمسلمين جميعا، وفي المقدمة من يتعاملون معها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :