facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاردن و الاقصى و الحاملين من الأمانة ثقلها


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
24-10-2015 04:47 AM

الماضي يوضح الحاضر و يحدد طرق التعاطي مع المستقبل, لذا لا بد للحديث بموضوع علاقة الاردن بالقدس من عودة للماضي. ملخص الحكاية ان المشروع الصهيوني في فلسطين قديم و اصبح جليا للشعوب العربيه بعد وعد بلفور و كانت توصيات مؤتمر ام قيس 1919 مؤشرا على الاحساس الشعبي بخطر المشروع. تبع ذلك لقاء الوسطيه ثم مؤتمر قم و الذي تم تتويجه بمهاجمة المستوطنات الصهيونيه في معركة تل الثعالب.

ما ان وضعت الحرب العالميه الثانيه اوزارها حتى شرعت الدول العظمى بتنفيذ المشروع و الذي كان حاصل على توافق و حماس من كل الدول المؤثره في حينه من الولايات المتحده الى روسيا الى بريطانيا الى فرنسا و تم طرحه من خلال قرار التقسيم و هنا حدث الصدام عربيا بين الحلم و الحقيقه فالحلم العربي و الفلسطيني بان تكون فلسطين حره من البحر الى النهر دولة عربيه مستقله و هو الحق و العدل و لكن الواقع ان الدول العظمي التي اجهزت على دول المحور مصره و متحمسه بحد ادنى للتقسيم و لا تمانع حصول اليهود على فلسطين كامله ان سمحت الظروف. تعامل الملك عبدالله الاول بنظره واقعيه عميقه كرجل دوله يحصل على الممكن و تخلق الايام اوضاعا جديده خصوصا عندما رأى ان الدول العربيه لم تعد اي شئ لمجابهة المشروع سوى حماسة الشعوب العزل و شعارات القيادات المنغمسه في حساباتها الضيقه.

رفض العرب التقسيم و حدثت حرب ال48 و التي اثبت ان الدول العربيه لم تعد شئ لها و لم تكن المشاركه كما يجب خصوصا مع وجود 65 الف صهيوني عصابات مسلحه بعضها شارك في حروب الغرب. الجيش الوحيد الذي كان معد و قوي رغم ضعف العدد كان الجيش الاردني بتعداد حوالي 4 الاف و استطاع الاحتفاظ بالضفه و القدس بعد معارك طاحنه و كان بامكانه تحقيق المزيد لو كان هنالك مسانده عربيه حقيقيه بعيدا عن الشعارات و الاوهام و القاء التهم و خلق القصص و الملاحم الافتراضيه.

تسيد اليسار العربي المشهد في السنوات التي تلت و باع للناس اوهاما و شعارات دون عمل أو اعداد حقيقي و استغل القضيه الفلسطينيه للتهجم على خصومه و شيطنتهم امام الشعوب المتحمسه المخلصه الجاهله و كان نصيب الاردن و السعوديه الاوفر من الاساءات و التخوين. و توج فشله بدخول معركة لم يعد لها على الاطلاق لتكون اكبر كارثه حلت بالامه و هي حرب او مهزلة 67 و التي ليست فقط اهمل فيها الاستعداد بل و الفهم للعدو و أهدافه و ظنت القيادات اليساريه انها تدخل معركة سياسيه و صمت الاذان عن كل النصائح و المعلومات الاستخباريه و التي حددت موعد و ساعة الضربه و اخرها كان اشارة عجلون عند انطلاق العدوان.

كان الاردن كغيره من كل الواعيين على قناعة بالنتيجه الكارثيه و اضطر دخول الحرب كأخف الضررين فهو سيحمل نتيجة الفشل ان لم يدخل كما ان الصهاينه لن يبقوا عليه عندما تسقط الجيوش العربيه ناهيك عن انفجار الوضع الداخلي المتحمس و الذي نفخته شعارات صوت العرب و القاهر و الظافر و الذي ظن ان النصر ليس الا ساعات.

تبع الخساره العربيه الثقيله مؤتمر الخرطوم و التي انتهت بالمطالبه بحدود 67 اي انها عادت لواقع التقسيم و لم تحصل عليه الى يومنا هذا. طبعا مع تجميل البيان بلاءات او كذبات الخرطوم الثلاث التي نقضها نفس البيان. مع ذلك تحمل الاردن الاساءات و الكذب و الخذلان من الاشقاء الذين نسجوا الفشل و ارادوا القائه على غيرهم.

ثم كانت معركة الكرامة التي حمى فيها الجيش الاردني ما سمي في حينه "المقاومة" على الحدود لتنقلب و تسيء للاردن في كل محفل لدرجة اتهام الجيش بعدم القتال و هذه هي خيانة الخندق و تنقلب تلك العصابات بدعم انظمة الفشل لتحتل عمان و تذيق الناس الامرين و تتوج ذلك بالانقلاب على السلطه و الرغبه في الحكم اي ان الاردن الذي استقبل هؤلاء و اكرمهم و دعمهم جازوه بالنكران و الجحود و اضطر الجيش الاردني لوضع حد لهذه المهزله و المغامرات الصبيانيه.

و رغم قناعتي ان هذه المرحله لم تعالج اعلاميا بشكل سليم و ترفعت الدوله الاردنيه عن المماحكات و الاساءات و تركت للبعض التمادي لدرجة اعتبارها اعتداءا عليه و لا ارى لها شبيها سوى عائله تكرم عائله اخرى و تشاركها بعض مسكنها و اكلها و شربها ثم ينقلب بعض افراد العائله القادمه تريد الاستيلاء على بيت مملوك مسكون و طرد اهله منه ثم عندما يوضع حد للمتمادين يعاب على العائله الاصليه انها لم تترك بيتها و تنام في العراء.

ترفعت الدوله الاردنيه و قيادتها و كظمت غيظها و احتوت الجميع بالتسامح و الاخلاق العربيه و احتملت الاهانه و الاساءه من الصديق و القريب و العدو و المخادع و التاجر. و لكن ديدن اللئيم الغدر و سحبت الارصده في فتره صعبه على الاردن و تعرضت البلد لاخطر وضع اقتصادي هدد وجودها خصوصا مع تخلي من كان يعتقد بانهم اشقاء و حلفاء و لكن الاردن استمر و تماسك. ثم كانت اوسلو التي لم يستشر فيها الاردن و في وقت تخلى فيه معظم الاشقاء الاغنياء عن دعم الاردن ماليا و اضعفوا موقفه السياسي و جهزوه لقمة سايغه للاعداء (او هكذا ظنوا) و اما الاشقاء الذين يشاركون الاردن العوز الاقتصادي فارادوه ورقة تفاوضيه لهم و ليس قطر شقيق له حقوق و مصالح. دفع الاردن دفعا الى وادي عربه مع الكيان الصهيوني للحفاظ على الدوله التي اصبحت ترزح تحت ظروف اقتصاديه صعبه و وضع سياسي ضعيف و هرولة الاشقاء للحلول المنفرده التي ستترك الاردن وحيدا محطما. من يتحمل اضطرار الاردن لوادي عربه هم من وقعوا اوسلو بدون تنسيق و من توانوا عن دعم الاردن ماليا للحفاظ على الامن الداخلي و تقوية الموقف السياسي و من ارادوا الاردن ورقة تفاوضيه و لم يقدروه بقدره.

تراكم الخبرات مع تجار الشعارات و الاشقاء و دماء الجنود الاردنيين التي روت القدس في باب الواد و اللطرون و فهمه العميق لتفكير العدو الذي بنى دولته على اغتصاب الحقوق بدعم الدول العظمى و الكبرى و بتخاذل و سوء الاعداد من الانظمه و الجماعات (الثوريه) وضع الاردن امام مسؤولية اخلاقيه بالوصاية على المقدسات. تلك الوصاية التي يجب ان يتحملها الفلسطينين بصمودهم و بقائهم على كل شبر في القدس و الداخل و العرب بتقديم كل دعم لفلسطينيي الداخل و الدول الاسلاميه بالدعم السياسي. و ليس ان تكون المقدسات ايقونه و شعارات لمن يريد اخذ دور سياسي اكبر و مكاسب اقليميه و دوليه و هو لم يقدم نقطة دم واحده.

الوصاية مكلفة للاردن سياسيا و شعبيا خصوصا بوجود التيار الذي يريد اعادة عجلة اليسار لخداع الشعوب مرة اخرى و المتاجره بالقضية لكسب شعبيه او مناكفة حكومه او حشر الدوله في الزاويه او وضع المؤسسات الامنيه الوطنيه في مواجهه مع الشعب. الاردن خياراته محدوده و غير قادر على دخول حرب في غياب العمق العربي و انتشار الفوضى في العراق و سوريا و انكفاء مصر على مشاكلها الكبرى و غياب الدعم الاقتصادي من الاشقاء الذين يريدون مقايضة المال بالسياسه حتى لو كان على حساب استقرار الاردن و امنه.

ما يستطيع الاردن عمله هو المواجهه السياسيه و ان استنفذها مبكرا بطرد سفير الكيان الصهيوني خرج من القدره على التأثير على الغرب و الذي وحده القادر على التأثير على الصهاينه.

الخص و اقول ان الوصاية الاردنيه هي مصلحة للقضيه الفلسطينيه و كلفتها على الاردن عاليه و ان اضطرت الاردن للتخلي عنها سيضيع الاقصى بين الباحثين عن ادوار و مكاسب ناهيك عن الباحثين عن الفتنه و الخراب و الذين يسبون فاتح القدس عمر بن الخطاب ليل نهار ثم يدعون رغبتهم بالتحرير فمن يقتل اطفال سوريا لن يحترم دماء الفلسطينيين.

كما الخص و اقول ان خيارات الاردن محدوده في ظل الوضع الراهن و يحتاج لدعم الشعوب و التيارات و الافراد و ليس لاستعراضات اعلاميه و استفزاز لاجهزته الامنيه و مناكفات كاذبة تريد استغلال العواطف و الحماس الشعبي للانتقام و تحقيق مكاسب.

كما الخص و اقول ان فلسطينيين الداخل عامة و المقدسيين خاصة يحتاجون لكل دعم مالي و سياسي و معنوي فكل متر يخليه احد منهم يسكنه مستوطن بغيظ و اضيف بانهم يحتاجون الى تجمع الشعوب حولهم و ليس الى تفريقها بالمناكفات و المزايدات و الشعارات الكاذبه.

دام الاردن سندا لاشقائه و دام ابو الحسين عميدا و عمودا للبيت الاردني و العربي و دام النشامى في الاجهزة الامنيه و الجيش عيون لا تنام و سياجا للاردن و امنه و عزه.
د. هيثم العقيلي المقابله- جامعة العلوم و التكنولوجيا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :