عمون عن mbc - خالد أبو زيد - كشف الفنانُ الأردني ياسر المصري- بطل مسلسل "نمر بن عدوان" الذي انفردت ببثه قناة "mbc "- النقاب عن أنه بعد النجاح الكبير الذي حققه المسلسل تلقى عرضًا ماليًا مغريًا كان ثمنه التنازل عن جنسيته الأردنية، وهو ما رفضه وأغضبه إلى درجة أنه قطع على نفسه عهدًا بأن لا يكون في عملٍ لا يخدم الفن الأردني الذي شعر بأنه يحارب، وأن هناك من يحاول أن لا يجعله يتقدم إلى الصف الأول في تكوين الهُوية الفنية العربية.

وردًّا على بعض مواقع "النت" التي شككت في مدى استمساكه بهويته، أكد اعتزازه الفنان الأردني الشديد بهويته الأردنية، معربًا عن شكره لشبكة "mbc " على حرصها على دعم الدراما الأردنية في عرضها لمسلسل نمر بن عدوان الذي حقق نجاحًا في شهر رمضان الماضي برغم المنافسة الساخنة التي شهدها بين عددٍ من الأعمال، ومن أهمها "باب الحارة"، و"الملك فاروق"، و"قضية رأي عام"، وغيرها من الأعمال.

وقال المصري في حوارٍ مع موقع "mbc": "أنا قاعدتي الجماهيرية أردنية، ولن أتردد- وبكبسة زر- في أن أعتزل العمل الدرامي إذا شعرت بأنني سأخسرها".

وكشف المصري عن أنه بعد النجاح الذي حققه مسلسل "نمر بن عدوان" أردنيًا وعربيًا، تلقى عروضا بمئات الآلاف من الدنانير لكنه رفضها لأن الأولوية لديه للأعمال المحلية، ويجب أن تتواءم مع تكوينه الإنساني والفني الذي استمده من التراث والبادية، التي تخصص بها ودرسها منذ 18 عامًا.

وتابع: "أي فنان عربي قاعدته الأصيلة هم أبناء هويته، وأنا هويتي أردنية لذلك فجمهوري المحلي أردني، والذي لولاه لم أتمكن من أن أنتشر عربيًا، فمنه أستمد عزيمتي، وإليه أنتمي، وهو صاحب الحق في أن استمر أو لا".

ومضى موضحًا "وظيفتي كفنان أردني أن أخدم الدراما التي أنتمي إليها، وأن أعطيها حقها الذي تستحقه بأن تأخذ موقعها على الخارطة الفنية العربية بعد طول حرمان بسبب أوضاع سياسية سابقة لا علاقة للفنان الأردني بها".

وأضاف أن الدراما الأردنية بدأت تستعيد تألقها بفضل دعم التلفزيون الأردني، وشاشة mbc ، من خلال الأعمال البدوية التي يقر أهل الفن في الوطن العربي بأنها امتياز أردني، لاسيما مسلسلي راس غليص، ونمر بن عدوان".

اعتزاز وليس إقليمية

دفاع ياسر المصري عن الدراما الأردنية، وتأكيده أنه لن يقبل بأي عمل لا يخدمها، يوحي للوهلة الاولى، بأنه انحياز لقُطرية أو بمعنى أدق "إقليمية" ترفض الانخراط في أعمال غير أردنية تدخل أيضًا في تكوين الهوية الفنية العربية بصورتها الشاملة.

لكنه يؤكد- في حواره مع "mbc"- أن القصة ليست بهذه الصورة، فكل ما في الأمر "أني أعتز بهويتي الأردنية، وانتمائي للدراما الأردنية التي تملك من المقومات ما يؤهلها لأن تكون في الصف الأول على مستوى الوطن العربي، وأن تقدم إسهامًا طيبًا ووافرًا في ارتقاء الدراما التلفزيونية العربية ككل".

ويتابع الحديث بالقول إن القصة في الأردن ليست نجومية بقدر ما ينصب الجهد الآن من أغلب الفنانين الأردنيين، ومن خلفهم نقابتهم، على الارتقاء بهويتهم الفنية "المظلومة" مشيرًا إلى أنه وافق على أن يكون ضيف شرف في ثلاثة مسلسلات ستعرض هذا العام من أجل إيصال هذه الرسالة".

قصتي مع نمر

يقول ياسر المصري للموقع: "إن رصيدي الدرامي الذي بلغ 14 عملاً منذ عام 1997، وبدأ بعرس الصقر، وأظهر ما أكنزه من خبرةٍ في تراث البادية الأردنية كان سببًا في ترشيحي لبطولة مسلسل نمر بن عدوان من قِبل المركز العربي للسمعيات والبصريات، منتج هذا العمل الدارمي الضخم".

ويوضح أنه لما تم اختياره لهذا المسلسل اضطر إلى أخذ إجازة دون راتب من وظيفته في وزارة الثقافة كمدربٍ للفرقة الوطنية الأردنية للتراث لمدة عشرة أشهر بعد ان أدركت الوزارة أهمية هذا العمل على مستوى الارتقاء ودفع الدراما الأردنية إلى الأمام على خارطة الفن العربي.

موسيقي ومشكلتي خجلي

غير المعروف عن المصري جماهيريًا أنه حاصل على شهادة البكالوريوس من الأكاديمية الأردنية للموسيقى تخصص رئيس آلة الكلارنيت (غربية) وفرعي (بيانو)، كما أنه كان ضمن فريق أردني قام بتوثيق التراث الأردني الفني من سحجات ودبكات وأعراس ودحية في كتب ومراجع هي الأولى من نوعها على مستوى تسجيل التاريخ المحلي.

ويؤكد الفنان الأردني أن الشهرة التي حققها من خلال مسلسل نمر بن عدوان لم تغير في سلوكه أو طريقة تعامله مع الجمهور أو العائلة وحتى الأصدقاء شيئًا.

ويضيف أن طقوسه اليومية لم تتغير وأن علاقاته الاجتماعية تسير على ما يرام، فهو خارج المنزل ملك للجمهور، وفي داخل المنزل ملك للعائلة، أما مشكلته التي يقر بها فهي "خجله" في التعامل مع جمهوره ومحبيه.

"عيون عليا" على mbc

في حواره مع الموقع تابع المصري أن جديده في رمضان المقبل هو مسلسل "عيون عليا" مع الفنانة صبا مبارك من إخراج حسن أبو شعيرة وإنتاج المركز العربي للإنتاج الإعلامي، وسيعرض على شاشةmbc في شهر رمضان المقبل.

ومن الأعمال أيضًا مسلسل عن حياة المناضل "راكان بن حثلين" تلك الشخصية البدوية التي قاومت الاستعمار البريطاني، وخاضت معترك الحياة الاجتماعية والسياسية وكان لها تأثير على مستوى الجزيرة العربية.

وأشار المصري إلى أن هذا العمل الذي سينتجه المركز العربي للإنتاج الإعلامي يحظى باهتمامٍ كبيرٍ من قِبل محطة mbc أيضًا.

المصري ختم حواره مع mbc بالإشارة إلى أن الفنان الأردني يؤمن برسالة إبراز الدراما الأردنية على مصالحه الشخصية، مبديًا عتابه لحلقة برنامج "العراب" التي ظهر فيها مؤخرًا مع "نيشان"، وتضمنت إشارات لأجره الذي تقاضاه عن أعماله السابقة، مشيرًا إلى أنه يعتبر أنه تقاضى إلى جانب الأجر المادي فرصة العمر "التي منحني إياها المنتج طلال عدنان عواملة وكنت بحمد الله بمستواها، وأثبت أنني كفئًا لها، وكنت عند حسن ظن زملائي من الفنانين".

وواصل المصري عتابه لـ"العراب" مشيرًا إلى أنه اتفق معه على أن يكون الحديث عن حياته الشخصية لا يتجاوز بين 20 و25%، وهو ما لم يحدث، مشيرًا إلى أنه وُلد في الكويت، وليس فلسطين، وأنه فنان أردني، " نشأ وترعرع فكريًا على التراث والفلكور والبادية الأردنية التي بها تخصصت عمليًا وفنيًا".