facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ولكل منا سلم أولوياته!


حلمي الأسمر
12-05-2016 03:40 AM

بصراحة أشعر أن بعض المعارك التي يخوضها الناشطون الاجتماعيون لا ضرورة لها، بل ربما تكون من نوع المعارك الحولاء، أو بمعنى آخر، ربما تكون معارك بديلة، غير ذات قيمة، وتنحرف باهتمام الناس عن المعارك الأصيلة! من هذه المعارك مثلا، ذلك الجدل الساخن حول وضع أو إزالة خانة الديانة في بطاقة الهوية الشخصية، وعما إذا كانت ظاهرة في البطاقة، أو موجودة في «الداتا» التي تحويها تلك البطاقة الذكية، شخصيا لا أجد نفسي منحازا لأي من طرفي المعادلة، سواء من المؤيدين أو الرافضين، بل أعتقد أن وضع الخانة أو تغييبها سيان عندي، لأن وضعها لا يزيد في تأصيل تدين المجتمع، وإزالتها لا يعني أننا شطبنا الدين من قلوب المؤمنين به، فالدين أصلا في القلب وما يظهر على الجوارح، وليس لدي علم ما إذا كانت بطاقة الهوية الذكية من هذه الجوارح، أم لا! ومن الأمثلة الصارخة على المعارك البديلة أيضا، البكاء المرير على تعطيل صلاة الجمعة في حلب، في ذروة تعرضها لحرب ضروس يشارك فيها الكل ضد الكل، حتى بدا لدى البعض أن تعطيل الصلاة أهم بكثير من نهر الدماء الذي سال من الضحايا، علما بأن قتل المؤمن أعظم عند الله عز وجل من زوال الدنيا، كلها، كما ورد في الأثر الشريف! ومن جميل ما قال لي مرة النائب يحيى السعود، أن جل ما يفعله النواب في بعض «التعديلات» التي تردهم من الحكومة، يتعلق بتغيير حرف هنا أو هناك، أو كسرة أو ضمة، على حد قوله، أما التعديل «الجوهري» فغير ممكن، بسبب الآليات التي تحكم المجلس، ولعبة مراكز القوى، بل اعترف لي أنه كان فيما مضى جزءا من هذه المراكز، وفي المحصلة، ثمة معارك طاحنة تدور في الأطراف، فيما تبقى الجذور في منأى عن التغيير! ولدي مثل حي على المعارك «الجدية» التي يجب أن تُخاض وهي قضية تتعلق بنحو خمسين ألف بني آدم، عالقين في الضفة الغربية المحتلة، لا يستطيعون السفر إلى أي جهة في العالم، والسبب أنهم من أصول غزية أو وجود أحد الأبوين من أصول غزية حتى لو كان الغزّيون قد انتقلوا إلى الضفة قبل عشرات السنوات، ولو وافقت إسرائيل والسلطة الفلسطينية على نقل إقامتهم للضفة، فإن الأردن لا يزال يعتبرهم من أبناء غزة، الأمر الذي يفرض عليهم شروطاً مغايرة لسكان الضفة الأصليين. مشكلة هؤلاء أن سلطة المعابر الأردنية تفرض على الغزّيين مهما تكون إقامتهم الحالية حمل بطاقة جسور زرقاء، ما يجبرهم على الحصول على موافقة خاصة لعبور الأردن تسمى «عدم ممانعة». الحصول على هذا التصريح أصبح مكلفاً ويأخذ وقتاً طويلاً، ومن دون معرفة الأسباب توقفت الممثلية الأردنية في فلسطين قبل فترة عن توفير مثل هذه التصاريح من غير إبداء الأسباب، وقد أدى ذلك إلى إيقاع ضرر كبيرٍ بطلاب وعمّال ورجال أعمال وعائلات تنوي السفر إلى الاردن وإلى غيره، نظرياً، موضوع دخول أو عدم دخول أي إنسان لدولة ما هو أمر سيادي لا يحق لأية جهة التدخل فيه، لكن في الحالة الفلسطينية هناك ظروف استثنائية، وفي غياب أي معبر دولي (لا يعتبر جسر الملك حسين معبراً دولياً) فإن السلطات الأردنية وبالتنسيق مع القيادة الفلسطينية مدعوة لإيجاد حلول لمشكلة يواجهها عشرات الآلاف من الفلسطينيين، كما يقول الزميل داود كتاب. الأمثلة كثيرة على ما نقول، وبوسع المرء أن يتأمل فيما يجري حوله، ليعرف الكثير من تطبيقات المثل الشعبي السائر: «يجي في الهايفة ويتصدر» أما القضايا «اللي مش هايفة» فلها الله، مع احترامي الجم لكل من يرى في القضية التي يخوضها بحماس وحرارة أولوية تستحق القتال، لأن لكل منا سلم أولوياته!

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :