facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التوقيع الفلسطيني


اسعد العزوني
22-05-2016 07:49 PM

معروف أن أعتى قاض شرعي، وأكبر مأذون رسمي، لن يستطيعا إتمام عقد النكاح، ما لم يسمعا كلمة الموافقة من ذات العروس نفسها، وليس من ولي أمرها، الذي يفترض به أن يكون وكيلها في هذا الموضوع، ولهذا دلالة وهي أن صاحب العلاقة فقط هو الذي يمرر الصفقة أي صفقة، وأعنى بالحديث ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي تنتظر الذبح من الوريد إلى الوريد بسكين عربية ثلمة.

ما أود قوله من خلال هذه المقدمة أن أحدا مهما كان وضعه الدولي، أو منصبه السياسي، أو ثقله العسكري، أو ثراه المالي، يستطيع التوقيع على شطب القضية الفلسطينية، في حال أصر صاحب القرار الفلسطيني على عدم التوقيع على صك الإستسلام، ولنا في الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني الراحل بالسم ياسر عرفات، خير مثال على ذلك.

لقد سجل الراحل عرفات موقفا متفردا لن ينساه التاريخ، وهو أنه رفض التنازل والتوقيع على أركان القضية الفلسطينية الرئيسية وهي حق العودة والقدس، رغم كل ما تعرض له من قهر وإذلال، وقد واجه الموقف برجولة وفوّت على المتربصين بالقضية سوءا الظفر بتوقيعه.

ففي قمة كامب ديفيد 2000 التي حضرها كل من الزعيم الفلسطيني عرفات، والرئيس الأمريكي الأسبق "أبو مونيكا" بيل كلينتون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، وإستمرت لأسبوعين، وجرت في ظروف قهرية وعصيبة بالنسبة للوفد الفلسطيني، حاول الأمريكان والإسرائيليون الضغط على الرئيس الفلسطيني عرفات، بشتى الطرق، ومنها محاولة اغتياله في "التواليت"، إذ اغتنموا فرصة دخوله "التواليت" وأقفلوا عليه الباب بالمفتاح من الخارج، ظنا منهم أنه سيموت قهرا وغيظا وكمدا، ولكن الله سلم، وكانت إرادة الله أقوى.

بعد خروجه من "التواليت" صادر الأمريكان هواتف الوفد الفلسطيني وفي المقدمة هاتف الرئيس عرفات، حتى لا يتصلوا بأحد أو يتصل بهم أحد من الخارج، في محاولة للتضييق عليهم، وقطع الصلة لهم بالخارج، ومع ذلك لم يبدل الرئيس عرفات موقفه، وأصر على أنه صاحب حق، وأنه لن يتنازل أو يساوم على هذا الحق، ولم يستجب لكافة ضغوطهم.

طلبوا منه التنازل عن حق العودة، فأوهمهم بالموافقة، ورحب بالفكرة، وعندما وضعوا له الأوراق التي سيوقع عليها أمامه ويثبت تنازله عن قضية شعبه، ضحك وقال : احضروا لي توقيع السيد عصمت عبد المجيد، وعندها سأوقع ! فأخبروه أن عصمت عبد المجيد مصري، وأنهم يتحدثون في شأن فلسطيني، لكنه أجابهم بحنكة صانع القرار الذكي : إن حق العودة واللاجئين هي قضية عربية، وأن السيد عبد المجيد هو رئيس الجامعة العربية،
فإن وقع العرب عليها فإنه سيصادق على توقيعه.

بعد ذلك طلبوا منه التوقيع على التنازل عن القدس والأقصى، فكرر نفس اللعبة عليهم، وأعلن موافقته على ذلك، وعندما وضعوا الوراق أمامه للتوقيع عليها وتثبيت تنازله، قال لهم أن عليهم أن يحضروا توقيع الرئيس الإيراني محمد خاتمي، فجن جنونهم وقالوا له أن السيد خاتمي إيراني، وأن القدس فلسطينية، لكنه أجابهم بذكاء القائد المحنك، أن القدس قضية إسلامية، وأن السيد خاتمي هو رئيس قمة المؤتمر الإسلامي آنذاك، فإن وقع المسلمون ممثلين بخاتمي على بيع القدس، فإنه سيصادق على توقيع السيد خاتمي.

عندها جن جنون الأمريكيين على وجه الخصوص لأن كلينتون تعهد لباراك أنه سيحشر عرفات ويحصل منه على تنازلات لإسرائيل، مقابل قيام إسرائيل بطي ملف "مونيكا"، التي وضعوها أمامه وورطوه معها وفيها والقصة معروفة للجميع، كيف نصحه محاموه اليهود أن ينكر وينفي صلته بها، إلى أن أحضروا له فستانها الأزرق وعليه بقع حيواناته المنوية.

قام مدير السي آي إيه آنذاك جورج تينيث بتهديد الرئيس عرفات بالقول :ألا تعلم أن أمريكا تغير الحدود والرؤساء ؟ وقد صرخ الرئيس عرفات في وجهه وقال مخاطبا الرئيس كلينتون : سامع يافخامة الرئيس، إن تينيث يهددني بالقتل وانا أدعوك لحضور جنازتي ! ولكن كلينتون طلب من مصوره الخاص أن يلتقط له صورا مع القادة الفلسطينيين الجدد ومن ضمنهم محمد دحلان.

ومع ذلك عاد الرئيس عرفات إلى مقاطعة رام الله طاهرا مطهرا من دنس الخيانة، ولم يوقع، ولم يرضخ للضغوط، واندلعت انتفاضة جديدة أطلق عليها انتفاضة الأقصى جرى عسكرتها، وسارعت إسرائيل إلى إنهائها، وقد تقرر وضع السم ل"العجوزين " عرفات وشارون، وتم قتل عرفات، لكن العقيدة اليهودية تحرم قتل اليهودي، فإكتفوا بتغييبه عن الواقع وعاش فترة على الأسلاك والمغذيات إلى أن فارقت روحه الحياة.

الكل من "العرب" يريد حل مشاكله الداخلية على حساب القضية الفلسطينية، والكل مازوم هذه الأيام، ويريد بيع القضية الفلسطينية بثلاثين من النحاس الخردة، عل وعسى ان يجد له قبولا عن مستدمرة إسرائيل وأمريكا، ونسمع في الأخبار أنهم يعملون على إعادة كتابة ما أطلقوا عليها سابقا "مبادرة السلام العربية " التي تبناها مؤتمر قمة بيروت 2002، ورفضها عربيا الرئيس اللبناني الأسبق الرئيس المقاوم إيميل لحود، فيما ركلها شارون بقدميه ورد على أصحابها بإعادة إحتلال العديد من المدن الفلسطينية، وكانت تدعو إلى المصالحة مع إسرائيل وتعهدت بجلب كافة الدول العربية والإسلامية وعددها 57 دولة للتطبيع مع إسرائيل، وفتح فضاءاتها الأرضية والمائية والجوية أمام إسرائيل.

سؤالي :هل القيادة الفلسطينية الحالية قادرة على المواجهة ؟ فإن كانت قادرة فمرحبا بها، وإن لم تكن فلتغادر مواقعها حفظا لماء الوجه، وحتى لا يقال أن الفلسطينيين تنازلوا عن حقهم، كما قيل زورا وبهتانا أنهم باعوا أرضهم!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :