facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحن في حرب : هذه هي الحقيقة .. !!


حسين الرواشدة
23-06-2016 12:47 AM

لم تعلن داعش او غيرها من التنظيمات الارهابية مسؤوليتها عن عملية “ الرقبان “ التي استهدفت احد المدافع العسكرية شمال شرقي المملكة , لكن هذا لا يعني ابدا ان اصابع داعش او التنظيمات التي بايعتها بعيدة عن هذه الجريمة , وقد يفهم عدم الاعلان – كما حدث في عملتي اربد والبقعة - , في سياق “ الرسائل “ الصامتة التي تستهدف الرد من خلال احداث الصدمة مع التنصل من المسؤولية لاعتبارات تستتند لاستراتيجية التنظيم والتحولات التي طرأت عليها , خاصة فيما يتعلق بالتمدد الديموغرافي بعد انحساره جغرافيا بمعاقلة في سوريا والعراق .

لكي نفهم ما حدث يمكن ان نشير الى ثلاث حقائق , الاولى ان بلدنا اصبح هدفا مباشرا للتنظيمات الارهابية , فقد تعرضنا لعمليتين في شهر رمضان ,بما يعني اننا في “ حرب “ حقيقية مع الارهاب , وان هذه الحرب مفتوحة ما دام ان الاسباب التي “ انتجت “ التنظيمات الارهابية في الدول المجاورة ما تزال قائمة , وربما مرشحة للتعمق والاستمرار , اما الحقيقة الثانية فهي ان اي مواجهة ضد هذه الموجة من الارهاب , تحتاج اولا الى مصارحة مجتمعنا باننا نخوض حربا شرسة , وثانيا الى تطوير مقاربتنا العسكرية والامنية والسياسية لحماية مجتمعنا من هذا الخطر , هنا يفترض التمييز بين مستويين لهذه المقاربة , احدهما يتعلق بمواجهة التطرف وتجفيف منابعه ومعالجة اسبابه وفق استراتيجية وطنية تحظى بمشاركة الجميع , والمستوى الاخر يتعلق بالارهاب حيث نحتاج اولا الى مقررات سياسية بداناها باغلاق الحدود ومراجعة ملف اللاجئين , وثانيا الى اجراءات امنية وعسكرية نثق بقدرة مؤسساتنا المعنية على انجازها .
تبقى الحقيقة الثالثة ولها بعدان , الاول يتعلق بالتحولات التي تجري في المنطقة ، ثم التغيرات التي طرأت على استراتيجية داعش والتنظيمات الارهابية المساندة لها , خاصة بعد العمليات الارهابية التي استهدفتها في الفلوجة واطراف الموصل في العراق ثم حلب والرقة في سوريا , وما جرى ايضا في درعا من امتداد للتنظيم على حساب فصائل المعارضة التي تواجه النظام السوري .
المهم في هذه التحولات هو اثرها على الامن الوطني الاردني , ودرجة الخطر الجديد الذي يمثله التنظيم على حدودنا الطويلة مع كل من سوريا والعراق , واعتقد هنا ان عملية “الرقبان “ كانت محاولة من قبل داعش او اخواتها لفك الحصار الذي تتعرض له , وتاكيد قوتها وتمددها وقدرتها على اصابة اهدافها , سواء من اجل استعادة معنويات مقاتليها التي انهارت , او استقطاب مزيد من المتعاطفين لسد الخسائر التي تعرضت لها .
اما البعد الاخر فيتعلق باختيار التوقيت ( شهر رمضان ) واختيار المكان ( مخيم لجوء ومنطقة فاصلة قريبة من الحدود السورية العراقية الاردنية ) والتوقيت هنا يتعلق بفكرة الارهاب الذي يتغطى” بالدين “ حيث تكرس هذه التنظيمات عملياتها في المواسم الدينية لاقناع اعضائها بافكارها وحثهم على قتل انفسهم تقربا الى الله ( لاحظ غباء الفكرة وتفاهتها حيث انهم يقتلون مسلمين في الشهر الحرام ) اما المكان فهو مرتبط بتخوم الدولة التي يروج لها تنظيم داعش وتمتد من الرقة الى الموصل بمحاذاة الحدود مع الاردن , والرسالة الواضحة هنا ان التنظيم باق ويتمدد , حتى وان خسر مزيدا من الجغرافيا التى استولى عليها , كما ان هدفة تجاوزمعاقله في سوريا والعراق الى خارجها , والاردن بشكل خاص , زد على ذلك علاقة المكان بملف “ اللجوء “ حيث يقيم نحو ( 70) الف لاجئ سوري وراء الساتر الترابي , وحيث المقصود هو توظيف هذا الملف في سياق الحرب ضد الاردن , سياسيا وامنيا ايضا .
لا يمكن ان نستبعد هنا علاقة النظام السوري بما حدث , فموقف النظام من الاردن يبدو مطابقا الى حد بعيد مع موقف داعش واخواتها , كما ان مثل هذه العملية تحتاج الى اسناد استخباري , وهي المهمة التي يقوم بها النظام بالتنسيق مع داعش كما حدث اكثر من مرة واخرها حين انسحب من بلدة تدمر .
باختصار , لا يمكن ان نطور مقاربتنا لمواجهة التطرف اولا ثم الارهاب ثاينا , او مواجهة الفكرة والتنظيم , الا اذا فهمنا التحولات التي جرت وتجري داخل مجتمعنا وفي محيطنا الاقليمي والدولي , والتغييرات التي اصابت التنظيمات الارهابية في مرحلة ما بعد التدخل الروسي والايراني وتعمق المشكلة السياسية في سوريا والعراق وانسداد الافق امام اية حلول , اذا ادركنا ذلك تماما فلابد ان نصارح انفسنا ان الخطر امامنا اصبح داهم , وان مرحلة الاسترخاء انتهت تماما وان الهجوم افضل وسيلة للدفاع.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :