facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كمال الشاعر في ذمة الله .. صاحب "دار الهندسة" من اكبر 20 شركة هندسية في العالم


21-08-2008 03:00 AM

عمون - (خاص) - اياد الجغبير - انتقل الى رحمة الله تعالى الخميس الدكتور كمال الشاعر الشخصية الاقتصادية المشهورة ورئيس ومؤسس اكبر دار هندسة في المنطقة والعضو الاسبق لمجلس الاعيان الاردني لاثني عشر عاما متتالية .. وسيتم تشييع جثمانه الطاهر بعد وصولها من لبنان حيث كان يعالج.

وقد جمعت "عمون" سلسلة مقالات كتبت عن الفقيد الكبير :

كلمة الكباريتي عن الفقيد قبل وفاته بثلاثة اشهر :

كلمة لرئيس وزراء الاردن الاسبق عبد الكريم الكباريتي رئيس مجلس إدارة البنك الأردني الكويتي في مقدمة التقرير السنوي للبنك لعام 2007 والذي خصص من حيث فكرته وتصميمه ومحتوى صفحاته لتكريم الدكتور كمال الشاعر، الذي يتعافى على سرير الشفاء في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت، ولعرض سيرة حياة هذه الشخصية الأردنية الفذة والمبدعة التي واصلت العطاء والإنجاز على مدى الخمسين عاما الماضية ولا تزال.

وفيما يلي النص الكامل للكلمة:

لا شيء صعب المنال طالما توفر القدر الكافي من الابداع والالتزام والعزيمة

يسعد أسرة البنك الأردني الكويتي أن تستثمر فكرة التقرير السنوي للبنك لعام 2007 لتكريم الدكتور كمال الشاعر بشخصه ومؤسسته «دار الهندسة» لتزدان صفحات التقرير بجزء يسير من قصة النجاح الفريدة لمدرسة كمال الشاعر ودار الهندسة.

الدكتور كمال الشاعر هو أحد أبرز رجال الأعمال المبدعين في العالم، وهو استثناء نادر بين قلة من الرجال العرب الذين نشأوا في بيئات متواضعة كانت تفتقر لمقومات الاتصال والتواصل مع العالم، وأصبحوا فيما بعد لاعبين مؤثرين على صعيد التجارة والأعمال الدولي، ناشط في الحركة الوطنية العربية، صاحب فكر سياسي ورؤية اجتماعية تنموية، شارك بفاعلية في بعض أهم الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال العقود الخمسة الماضية.

قبل أكثر من خمسين عاماً، أسس كمال الشاعر دار الهندسة طامحا أن تصبح واحدة من أكبر الشركات الهندسية الخاصة في العالم في وقت لم يكن أحد ليصدق أنه سيتمكن من تحقيق طموحاته، خاصة وأنه بدأ حياته العملية كمدرس في الجامعة الأمريكية في بيروت في منتصف خمسينيات القرن الماضي، فتزامن النمو الذي بدأت دار الهندسة بتحقيقه مع بدء حركة التطور المعاصر في المنطقة.

عندما أسس كمال الشاعر دار الهندسة كان يعتقد أنها ستكون الوسيلة التي يتاح له من خلالها ممارسة نشاطه وبلورة رؤيته لتطوير وتنمية المجتمعات العربية وفتح آفاق المستقبل أمامها. لقد رأى أن إقامة مشاريع مثل المدارس والمستشفيات ومشاريع الري وحتى ما هو ابسط من ذلك كشق وتعبيد طريق جديدة، سوف يجعل حياة الناس أفضل.

إن تنفيذ آلاف المشاريع خلال الخمسين سنة الماضية كان أمراً مربحاً لكمال الشاعر، لكنه كان في نفس الوقت، أسلوباً يعيش من خلاله فلسفته الخاصة: الإيمان بحق الناس بحياة كريمة وحقهم في التعبير عن أنفسهم في مجتمعات حرة ومنفتحة.

خلال رحلته من مدارس السلط إلى الجامعة الأمريكية في بيروت إلى جامعة ميتشغان ثم إلى جامعة ييل في الولايات المتحدة والحصول على شهادة الدكتوراه في الهندسة والعودة إلى الشرق الأوسط، كانت طموحات كمال الشاعر تتعاظم مع كل مرحلة جديدة. فبعد فترة قصيرة عملها كأستاذ في الجامعة الأمريكية في بيروت غدا أكثر تصميماً على تحقيق رؤيته الخاصة وقام مع ثلاثة آخرين من زملائه في الجامعة بتأسيس شركة دار الهندسة برأسمال 3500 دولار أمريكي فقط.



بدأت الرؤية في التبلور على أرض الواقع، وسرعان ما بزغ فجر دار الهندسة كمؤسسة فريدة بين أقرانها من الشركات الهندسية، متميزة بكونها لا تختص بجانب هندسي محدد بل تغطي كافة جوانب العمل في الهندسة والاستشارات والتصاميم، فحظيت دار الهندسة بالأفضلية على منافسيها العالميين كون جذورها في المنطقة العربية والعالم النامي وليست في العالم المتقدم.

امتلك كمال الشاعر موهبة القيادة الفذة ومهارات الإدارة غير التقليدية، وكانت لديه رؤية جريئة حول كيفية ضمان ديمومة دار الهندسة وجعلها كيانا مؤسسيا قادرا على البقاء والنمو حتى بعد تقاعده. في عام 1969 اضطر كمال الشاعر للانفصال عن شريكه عندما لم يوافقه على رأيه بمنح مدراء ومسؤولي الشركة حصص ملكية مجانية فيها، ليقوم بعد ذلك بالتنازل طواعية عن 60% من أسهم الشركة لصالح مدرائها. لقد أسس دار الهندسة وكانت بيته، علم فيها وتعلم منها، اهتم بجيل الشباب وآمن بضرورة التجديد المستمر، وكان يشعر بالسعادة كلما ارتقى أحد العاملين بالدار إلى منصب مدير شريك فكان يرى في ذلك خطوة جديدة لدار الهندسة على طريق نموها وضمانة لقدرتها على العطاء وبناء ذاتها جيلاً بعد جيل.

عندما قرر كمال الشاعر مغادرة لبنان على في خضم الحرب الأهلية (1974 – 1989 ) كان لا بد من التوجه نحو أقوى اقتصاديات العالم، الولايات المتحدة، ولم يكن ليستمع لنصائح العديد من أصدقائه بعدم شراء شركة «بيركنز آند ويل» المتداعية، فكان شراء تلك الشركة اللبنة الأولى في صرح مجموعة دار الهندسة، وبحلول عام 2009 ستحقق المجموعة دخلاً سنوياً يقدر ببليون دولار. فمن كان ليصدق أن مكتباً هندسياً صغيراً تأسس في بيروت قبل خمسين عاماً سيكون قادراً على توليد مثل هذا الدخل من عملياته في الأمريكتين وأوروبا وإفريقيا وآسيا وبالطبع الشرق الأوسط، ومن كان ليصدق أن دار الهندسة ستتبوأ في نهاية عام 2007 المرتبة الأولى على مئات الشركات الهندسية والاستشارية العالمية حسب تقييم Engineering News Record الصادر في ديسمبر 2007.

أحب كمال الشاعر لبنان واختاره مقراً لشركته وعمله الهندسي وأحب الأردن وجعله مقراً لنشاطه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. في الأردن، لعب دور رجل الاقتصاد الاجتماعي فعمل رئيسا لمجلس الإعمار في حكومة المرحوم وصفي التل ورئيساً لمجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات وعضواً في مجلس الأعيان لمدة اثني عشر عاماً متواصلة ورئيساً للجنة الشؤون الاقتصادية والمالية في المجلس. تفاعل وتعامل مع كثيرين، ملوكا ورؤساء وأمراء، رجال أعمال وسياسيين وكان ناجحاً في كل ميدان وكأنه ميدانه الوحيد.

من صبي في إحدى حارات السلط القديمة ومدرستها الابتدائية، برعاية والد ثاقب الرؤية وبعيد النظر صمم على «إهدار» ماله «كما عابه أصدقاؤه» على الاستثمار في عقول أبنائه بدلاً من ترك المال ميراثاً لهم، إلى صاحب اكبر مؤسسة هندسية عربية متميزة، إمبراطورية عابرة للقارات والجنسيات، يقف كمال الشاعر اليوم كشخصية عالمية مرموقة تستوطن إنجازاتها وشهرتها جهات العالم الأربع.

كمال الشاعر العصامي الأردني الأصيل والأخ والصديق النبيل لك منا كل الإجلال والاحترام ودعواتنا إلى المولى القدير أن يمتعك بالصحة والعافية وطول العمر، وأن تظل دار الهندسة معك وبك درة المؤسسات العربية يعلو بنيانها ويعلو ما تبنيه في الإنسان والمجتمعات والأوطان بمنطقتنا والعالم.

...........
الدكتور فهد الفانك كتب في الراي جاء فيه :

كمال الشاعر من الدار إلى العالم قصة أردني مبدع ومؤسسة متميزة


كتاب الدكتور كمال الشـاعر مؤسـس ورئيس دار الهندسة صدر أساساً باللغة الانجيلزية تحت عنـوان انطلاقـاً من الشرق الأوسـط وتصدر الآن طبعته العربية تحت عنوان من الدار إلى العالم ، وهو يحكي قصة نجاح في حقل الأعمال، وسيرة رجل عصامي استطاع أن ينتقـل من دار العائلة في السلط إلى صعيد العالمية، وبناء إمبراطورية هندسية ناجحة تعتبر من الأوائل على مستوى العالم في ميدان اختصاصها، وتتفـوق على شركة أمريكية كبرى مثل بكتل.

جاء الكتاب تلخيصاً وتتويجـاً لمسيرة ناجحة لرجل أعمال متميز ومؤسسة كبرى عمرها خمسـة عقـود بدأهـا الشاعر من مكتب صغير في بيروت لتصبح مؤسسـة كبرى تغطي فروعها 41 دولة في الشرق الأوسـط وأفريقيـا وأميركـا وأوروبا وآسـيا، تبلغ إيراداتهـا السنوية نصف مليار دولار. وهي واحـدة من أكبر 20 شركة هندسـية استشـارية في العالم.

للكتاب ثلاثـة أبعـاد متداخلة فهو سـيرة ذاتية للمؤلف، وقصـة نمو وتطور لمؤسسة ناجحة هي دار الهندسـة، وتاريخ لأبرز أحـداث المنطقة في نصف قـرن.

جمع المؤلف بين دفتي كتاب بين هذه المسارات الثلاثة، ولكن المحور الذي كانت جميع الأحـداث تدور حوله هـو كمال الشـاعر نفسـه كرجل أعمال ومفكـر وناشـط في اكثر من مجال وناجـح في جميع المجالات، وخاصة في أخذ المخاطر المحسوبة.

يطرح كمال الشاعر نفسـه كمواطن عربي وعالمي، وهو خبيـر في إيجاد الوقت لنشـاطات أخرى ، فلم يقل يوماً أن دار الهندسة تستغرق وقته كله، وإلا كانت مؤسسة فردية، فقـد لعب أدواراً هامة في بلـده كرئيس مجلس الإعمار في عهـد وصفي التل، ورئيس لمجلس إدارة شركة مناجم الفوسـفات، وعضو في مجلس الأعيان لمدة 12 عاماً متواصلة ورئيس لجنة الشـؤون الاقتصاديـة والماليـة في المجلس. واظهر قدرة على النجاح في كل ميدان وكأنه ميدانه الوحيد.

لم يقـدم المؤلف نفسـه كجزء من مدرسـة فكرية أو تيار سياسي، ولو أننا نعرف أنه كان بعثيـاً، أسس وترأس بهذه الصفـة اتحاد الطلبة العرب في أميركا. فهو مدرسـة بذاته، وقد دعا إلى التخاصية، وأيـد المناطق الصناعية المؤهلة، وطالب بإصلاح التعليم، ونادى بتخفيض العجز في الموازنة، وسعى لمنع انضمام الأردن إلى الحرب الكارثيـة في حزيران 1967. ربما كان هذا أمراً طبيعيـاً بالنسبة لجميع كتـّاب المذكرات فهم يريدوننا أن نرى الأحداث بعيونهم، ومن خلال مشاركاتهم الشخصية فيها.

أورد المؤلف عـدداً كبيراً من أسماء الساسة كمعارف وأصدقاء تعامل وتفاعل معهم بشكل أو بآخر مثل: ميشيل عفلق، صلاح الدين البيطار، منيـف الرزاز، كمال ناصر، وصفي التل، رفيق الحريري، أميـن الجميل، تقي الدين الصلح، أحمد بهاء الدين....

طيلة مسيرة حياته كان كمال الشـاعر ينجح بالرغم من الظروف الصعبة وغير المواتية. لم يعترف بارتكاب خطأ، ولم ينـدم على قرار، ولم تشـب مسيرته الحافلـة شـائبة.

كمال الشاعر شخصية أردنية فـذة، خرج من إحدى حـارات السلط ليصبح شخصية عالمية مرموقـة. ومن حسـن الحظ أنه وجـد الوقت الكافي لكتابة مذكراته الشـخصية وهي تشكل توثيقاً لمسيرة مؤسسة متميزة وشركة عابرة للحدود والجنسيات تقدم خدماتها في عـدة قارات، ونحن نعتبرها شـركة أردنية ولو بقي مركزها في بيروت.

أتمنى لو أن هذا الكتاب الرائع يتقـرر كقراءة إلزامية للطلبة الأردنيين في مختلف الكليات والجامعات، لأنه يشـكل نموذجاً للطموحات الواقعية، والقدرة على التغلب على الصعاب والتحديات وتحقيق الإنجازات، فلا شيء يغري بالنجاح مثل النجاح نفسـه والقدوة الحسنة.

كمال الشاعر نموذج للأردني المبدع.
..................

اما الزميل الكاتب محمود الريماوي فقد كتب في السجل يقول :

كمال الشاعر: ابن السلط المعوّلم والقومي الليبرالي

لعل رجل الأعمال ورجل الدولة كمال الشاعر هو في طليعة مواطنيه الذين استشعروا هبوب ريح العولمة، فوجه أشرعته نحو اتجاه هذه الريح. لم يكن ذلك بأمر مستغرب عليه، فهو مهندس كيميائي كانت دراسته الجامعية الأولى في الجامعة الأميركية ببيروت، ثم يمم عبر المحيط، شطر الولايات المتحدة لاستكمال دراسته العليا.
كان ذلك في أواسط أربعينيات القرن الماضي.بعد نحو عشر سنوات كان قد أنشأ دار الهندسة في بيروت برأسمال 3500 دولار أميركي.لم ينقطع في الأثناء عن موطنه ومدارج صياه في السلط وعمان، إذ واظب على التنقل بين العاصمتين اللبنانية والأردنية واتخذ له مسكناً هنا وهناك. وقد حصد نجاحاً مطرداً لما يتمتع به من حس إداري مرهف وخبرة متنامية بالأسواق، وبخاصة في حقبة الفورة النفطية الأولى منتصف سبعينيات القرن الماضي، وكذلك لما امتاز به من حس سياسي، وقدرة على نسج علاقات مع رجال الدولة في لبنان، والكويت، والمملكة العربية السعودية، كان ذلك قبل أن يبني فروعاً ويشتري شركات في الأميركيتين ثم في إفريقيا وبميزانيات بمئات الملايين من الدولارات.
في أواخر السبعينات، كانت دار الهندسة تمتلك حاسوباً “ضخماً” متواضع الإمكانيات، كما كان حال حواسيب تلك الأيام، وكان كمال الشاعر يوظف مهندسين أكفاء من جنسيات مختلفة، بمن فيهم أوروبيون، وأميركيون، ولاجئون فلسطينيون في لبنان.
يرد كمال الشاعر نجاحه الى تنشئة والده له، تاجر الأقمشة عبده الشاعر، الذي استثمر ذهباً في تعليم أبنائه بدلاً من ادخار أموال لهم، وأرسى لديهم طموحاً متوقداً، وكانت قصة نجاح الأب مصدر إلهام للأبناء، ومنهم إضافة الى كمال، المرحوم الطبيب جمال والمحاسب وهيب.
ومع اندفاع كمال للعمل في الخارج انطلاقاً من بيروت، لؤلؤة الشرق في الخمسينيات والستينيات، فقد نجح في المزاوجة بين عمله الحر المتقدم وبين الوفاء لاستحقاق الخدمة في القطاع العام. فبعد ست سنوات على تأسيس دار الهندسة في بيروت، استجاب لدعوة الداعي المرحوم وصفي التل، فعمل نائباً لرئيس مجلس الإنماء. كان رئيس الوزراء هو الرئيس الرسمي للمجلس، لكن العمل الفعلي كان موكولاً لنائبه كمال.وفي تلك الفترة تم وضع خطط خمسية للتنمية.
يقول كمال الشاعر في كتابه “من الدار إلى العالم : سيرتي والمهنة “ أن ذلك الموقع كان مناساً له، فلم يكن يرغب،بتولي منصب وزاري حتى لا يزج نفسه في سجالات سياسية.علماً بأنه في منصبه ذاك كان يتمتع بمرتبة وزير.في الكتاب الذي ترجمته وأصدرته “دار النهار” قبل أقل من عام واحتفت به الأوساط اللبنانية، يحرص المؤلف على تبيان حرصه على عدم الانغماس في السياسة.
رغم أنه نسج علاقات سياسية واسعة، وكان رجال السياسة هم غالباً من مرشديه وملهميه، كما يذكر في الفصل الأخير من كتابه أمثال: اللبنانيين: شارل مالك، وريمون إدة، وصائب سلام، وغسان تويني، وتقي الدين الصلح. بل إنه انضم في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1970 الى حكومة وصفي التل الثانية، في الأجواء الكئيبة التي رافقت أحداث ذلك العام، وبعد بضعة أشهر كان كمال الشاعر رجل الأعمال والمهندس الكيميائي، يخوض مفاوضات مع قيادات فلسطينية في عمّان على الانسحاب من العاصمة والمدن وتسليم مخازن الأسلحة والذخيرة. وهي خبرة استفاد منها بعد خمس سنوات، لتأمين حراسة على مكاتب شركته في بيروت، بعدما لاحت نذر الحرب الإقليمية والأهلية في ذلك البلد، وقد تولت الحراسة قوات من منظمة الصاعقة الموالية لسورية.
بعد أربعة وعشرين عاماً وفي ضوء اتفاقية أوسلو، يستجيب كمال الشاعر لدعوة متمولين فلسطينيين، وبالذات منيب المصري، فيترأس “شركة فلسطين للتنمية والاستثمار”.
في كتابه المذكور يخطىء المنظمات الفلسطينية على أحداث أيلول وعلى الحرب اللبنانية، بل يحملها مسؤولية الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.وقبل ذلك مسؤولية عدم القبول بقرار التقسيم عام 1947. فيبدو في موقف ناقد على الدوام للحركة الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك اختيار نهج العمل المسلح، وينعى على هذه الحركة عدم أخذها بأسلوب اللاعنف الذي اتبعه المهاتما غاندي في تصديه للاحتلال البريطاني للهند.
يسوق كمال الشاعر اتهامات أقسى لعبدالناصر الذي يربط اسمه ونظامه على الدوام بالتوليتارية،ويتهمه أيضاً بالتسبب بنشوب حرب حزيران وليس بوقوع الهزيمة فقط عام 1967، دون استذكار حسنة واحدة له.ورغم صداقات شخصية ربطته بقيادات بعثية : ميشيل عفلق، ومنيف الرزاز، وصلاح الدين البيطار، إلا أنه، وكما تفيد مذكراته، نأى بنفسه عن الانضمام للحزب، ولا يذكر في كتابه تأثيراً أو انطباعاً ما تركه انغماس شقيقه جمال في مواقع متقدمة ومؤثرة في الحزب.
ورغم أن كمال الشاعر، رجل اقتصاد، ومن فئة التكنوقراط، إلا أن حياته العامة وخدمته في بلده لم تخل من اتخاذ مواقف نقدية فقد تخلى عن عمله في مجلس الإنماء والإعمار، احتجاجاً على تخصيص أموال وتوجيه قدرات عسكرية ( سلاح الطيران بالذات ) لدعم الإمام بدر المخلوع في اليمن.ليس من باب مناصرة العقيد السلال آنذاك، بل من زاوية رفض الانغماس في صراعات إقليمية، وتخصيص البلد الفقير أموالاً لغايات سياسية خارج الحدود.بل إنه، كما يقول في كتابه، كان من معارضي مشاركة الأردن في حرب العام 1967، أسوة بوصفي التل الذي استقال من رئاسة الحكومة ليخلفه سعد جمعة قبل نشوب الحرب بشهرين.
في محطات أخرى، ينتقد كمال الشاعر، وهو من أمضى في مجلس الأعيان دورتين، عدم الإفادة من خبرات رؤساء حكومات سابقين أو بعضهم، على الأقل، بتغييبهم عن عضوية الأعيان.
في مواضع أخرى، يوجه نقده الى النظام الضريبي الخاص بالشركات الذي لا يعتمد مسطرة واحدة.
لا يتوقف الرجل عند النقد، إذ يسهم بتقديم اقتراحات تم الأخذ بها بالتوسع في استخدام الحاسوب بالمدارس، وتعليم التلاميذ اللغة الإنجليزية منذ السنة الابتدائية الأولى، مستلهماً مصادفته لصعوبة في دراسة بعض العلوم والمعارف في أميركا رغم أنه خريج الجامعة الأميركية في بيروت.
علاقاته الواسعة بالمراكز الاقتصادية في الغرب وبالمؤسسات النافذة فيه، وإقامته المديدة هناك،أورثته إعجاباً غير خاف بالنموذج الغربي. يعرف نفسه في كتابه وفي أكثر من موضع بأنه يؤمن بقومية عربية منفتحة ولبيرالية وبقيم الحرية والديمقراطية، وقلما يقع القارىء على نقد للسلوك الغربي تجاه منطقتنا، باستثناء ربما عدم الرضى عن وعد بلفور.
كمال الشاعر، رجل مكافح، وموهوب، وواسع الأفق، يمتهن النجاح، أسهم في خدمة بلده على مدى عقود وفي رسم صورة زاهية لهذا البلد في أنظار الإعلام، مع ما يتردد عن حزمه الذي يبلغ حد القسوة تجاه أقرب الناس إليه إذا رأى منهم تقصيراً أو تهاوناً، أما الشعبية، فهي آخر ما يفكر به إن كان يفكر بها..

......................

وفي الجامعةالأميركية تم اطلاق برنامج كمال الشاعر للقيادة الاستراتيجية يوم الجمعة 6 نيسان 2007
وقد احتفلت الجامعة الأميركية في بيروت وكلية سليمان عليان لادارة الأعمال منها، باطلاق برنامج كمال الشاعر للقيادة التنفيذية الاستراتيجية.
اقيم الاحتفال في قاعة بطحيش في مبنى وست هول.

ورفض رئيس الجامعة جون واتربوري مقولة "ان البعض يخلقون قادة والبعض ليكونوا مقادين"، واعتبر عميد الكلية جورج نجار ان القدرة على القيادة هي من أهم متطلبات قطاع الأعمال، وأن هذا البرنامج سيستضيف خطيبين رئيسيين كل عام من بين القياديين المعروفين في القطاع لينقلوا الى الطلاب والعاملين في القطاع عصارة تجاربهم وسر نجاحهم. واثنى على الشاعر، معتبراً ان قصته قصة رجل استثنائي وشركة ابتدعها مرآة لذاته.

وعرض عضو مجلس الأمناء كمال الشاعر لمسيرة حياته، مشيراً الى انه منذ كان طالباً، كان يحلم بتأسيس شركة هندسة عالمية في الشرق الأوسط تكون نداً للشركات الأميركية والأوروبية، وكان مقتنعاً بأن بيروت هي المكان المناسب.

وأضاف "بدأت الشركة بميزانية عشرة آلاف دولار، استبقي نصفها للاحتياط ولم يستعمل ابداً، لأن الشركة قدرت مدخولها فوراً. وأنه بعد خمسين عاماً، لا تزال ضمن الشركات الهندسية العالمية، دخلت الى الأسواق العالمية وهي حاليا بـ 8 الاف موظف ونصف دخلها تقريبا من اميركا الشمالية".

وأشار الى ان الدار اصبحت مجموعة شركات وأنها جمعت بين الامتياز في الهندسة والتصميم، والالتزام كما تسلم الشاعر درعاً تذكارية من واتربوري ونجار.

...................
كتاب كمال الشاعر سيرة طموح وكفاح وتحد..

سيرة طفل من بلدة وادعة وصل. بفضل تصميمه وعلمه وإرادته. إلى تحقيق النجاح الباهر في ميدان الأعمال والمشاريع، وما يظهر فرادة هذه السيرة أنها من صلب العالم العربي، إذ نادراً ما يصل الأفراد من أصول متواضعة فيه إلى مرتبة اللاعبين الحقيقيين في عالم الأعمال.

ولد كمال الشاعر في السلط (الأردن)، وجد واجتهد في دراسته الابتدائية والثانوية. ثم تابع دروسه في الجامعة الأميركية في بيروت. أبحر إلى الولايات المتحدة الأميركية (جامعتي ميتشيغان ويال) وعاد إلى الشرق الأوسط لينشئ إمبراطورية عالمية للهندسة والاستشارات والتصاميم، باسم دار الهندسة للاستشارات الفنية (شاعر ومشاركوه) انطلقت شقة صغيرة في بيروت، وتنتشر مكاتبها اليوم في 41 دولة من دول العالم.

كافحت دار الهندسة، في سنواتها الأولى، ونافست الشركات الاستشارية الغربية العريقة، وفازت بعقود لمشاريع هندسية "فخمة" في الشرق الأوسط. وفي نهاية المطاف. امتدت نشاطاتها إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وأفريقيا وآسيا. وفي مرحلة حرجة من نموها تخلى كمال الشاعر عن 60% من أسهمها لصالح شركاء جدد، وبذلك تحققت رؤيته في بناء مؤسسة تملك مقومات البقاء والاستمرار.

واكب كمال الشاعر، بعين الرقيب الثاقب النظر، بعضاً من أهم التحولات التاريخية في الشرق الأوسط، وفي سطور سيرته المكتوبة بأسلوب صادق وشفاف، نتبين تاريخ المنطقة المتقلب والمضطرب في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ونتابع، في الوقت ذاته، قيام واحدة من أهم الشركات الهندسية ومشاريع الأعمال في العالم ونموها. وينساب كل ذلك في ما يشبه الملحمة السردية الغنية بالإيحاءات والأصداء.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :