facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مساجدنا .. وكنائسنا !


رشاد ابو داود
03-08-2016 11:25 AM

من جناعة إلى ثانوية شبيب مسافة نصف ساعة مشياً على.. الأحلام. أنت الآن فتى ممتلئاً بالحيوية، بل بفائض منها، لم تعد ذاك الصبي المكبل بقيود الأب والمدرس والأخ الأكبر سناً منك. أمامك ثلاث سنوات و»تتخرج» حاملاً شهادة التوجيهي لتتوجه إلى الجامعة أو إلى الجيش أو إلى دار المعلمين. طيلة تلك السنوات كانت الطريق: سكة الحديد، دير اللاتين، طلعة العتال، جامع الشيشان، مبنى البلدية، ويساراً شارع مستقيم إلى ثانوية الزرقاء التي تحضن أو يحضنها قصر شبيب التاريخي. وللتاريخ حكايا غالباً ما ننساها فنضيع في زحمة الأحداث وتفرقنا السنوات كل في طريق. ليست السنوات هي التي تفرق بل ثمة من سعى ويسعى إلى تفريقنا بسياسته «فرق تسد» وبأحقاده التاريخية. في الطريق، وخاصة أيام الأحد، ما زال جرس كنيسة دير اللاتين منقوشاً في أرواحنا ولباس الرهبان والراهبات ينقي نفوسنا، وفراشات مدرسة الدير يبتسمن لنا ونبتسم لهن. نسير على السكة العثمانية التي كانت ذات زمن تصل وسط تركيا بالمدينة المنورة مروراً بحيفا وعكا ونابلس وبغداد ومصر حتى انهارت الدولة العثمانية ومات القطار، ولم يعد منه سوى بقية تصل عمان بدمشق. في المدرسة كنا كلنا أبناء الزرقاء، وأبناء الأردن، مسلمين ومسيحيين ودروزا، شيشانا وشركسا، فلسطينيين وأردنيين وشوام وعراقيين وحجازيين.. لم يكن أحد منا يسأل الآخر: من أين أنت؟ ولا ما هو أصلك وفصلك؟ لم نكن بحاجة لفتوى تجيز للمسلم أن يشارك المسيحي أعياده ويهنئه بالفصح المجيد ورأس السنة الميلادية، ولم يكن المسيحي بحاجة لمن يذكره بطقوس رمضان ليشارك فيها ولا بعيد الفطر وعيد الأضحى ليرتدي أجمل ما لديه ويقول لجاره: كل عام وأنت بخير. يتناول حلوى العيد ويشرب القهوة العربية. أين أنت يا أسامة مدانات، هايل حدادين، هيثم فرعون، عيد القسوس، ناصر الدقم ..ويا: نشأت مطر، خليل مبيضين، فهد عبيدات، قاسم الجغبير، ويا: فاروق نصر، عبدالمنعم القريوتي، داود البوريني، محمد أبو الهيجاء.. هل تذكرون تلك السنوات كم كنا أخوة لا يفرق بيننا طائفية ولا عنصرية ولا جهوية.. كم كانت هويتنا واحدة وقلبنا واحد.. أتحدى أن يكون أحد منا كان ينظر إلى زميله سوى نظرة الأخ لأخيه، ولوطننا سوى نظرة الحرص على ترابه من عدو واحد هو «إسرائيل». لقد قال الصهاينة في بروتوكولاتهم (حكماء صهيون): «لقد بذرنا الخلاف بين كل واحد وغيره بنشر التعصبات الدينية والقبلية خلال عشرين قرناً، وبهذا لن تجد أي حكومة منفردة سنداً لها من جاراتها حين تدعوها إلى مساعدتها ضدنا، لأن كل واحدة منها ستظن أن أي عمل ضدنا هو نكبة على كيانها الذاتي»! لقد وقع اخوتنا العراقيون والسوريون في فخ شياطين صهيون. لكن نحن حذرين، موحدين، عرباً مسلمين ومسيحيين في هذا البلد الذي من جبال سلطه تطل على الأقصى وتشم بخور كنيسة المهد.

"الدستور"





  • 1 شكرا 03-08-2016 | 11:48 AM

    شكرا للكاتب رشاد ابو داوود وتحية لكل مسيحية الزرقاء خصوصا في حي الضباط.

  • 2 مهند الصمادي 03-08-2016 | 01:24 PM

    تحية للكاتب - انا الاردني والمسلم والمسيحي -


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :