facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جلالة الملك : كلمة السر هي " التعليم " !


شحادة أبو بقر
17-10-2016 12:11 AM

أتابع كغيري وبإهتمام خاص , الاوراق النقاشية التي يطرحها جلالة الملك تباعا , وأجد أن الورقة السادسة والصادرة للتو , هي العنوان القيمي الشامل الذي يؤطر مجمل الإصلاح الوطني المنشود . وحيث هي ورقة نقاشية أي مطروحة للنقاش , أستأذن جلالته في مناقشتها على النحو التالي :

عمليا وتاريخيا , تعارف سائر النابهين في هذا العالم , الذين أحدثوا تطورا وأضافوا قيما نوعية مبدعة في حياة البشر , على قياس مدى تقدم الاوطان بفحص مرفقين لا ثالث لهما , كبوصلة تحدد نوع وحجم هذا التقدم .

المرفق الاول هو " التعليم " , والثاني هو " القضاء " , فمتى كان التعليم سليما ومؤهلا لبناء شخصية الفرد على أسس علمية تجعله قادرا على التعلم ذاتيا , ليكون بالتالي , لبنة سليمة منتجة إيجابيا في البناء المتكامل لمجتمعه , كان ذلك أهم وأبرز علامة على ان هذا المجتمع يسير عمليا على الدرب الذي يوصله حتما كل يوم إلى ما هو افضل ! .

ومتى كان القضاء نزيها عادلا في تطبيق القانون وإصدار الأحكام بما يصون الحقوق ويردع بكفاية كل خروج على القانون والنظام العام أيا كان المتسبب , كان ذلك علامة مكملة لسابقتها , على ان هذا المجتمع , مستوف فعلا لمتطلبات التطور الذي يحدث فرقا إيجابيا هائلا في حياة إنسانه .

وعليه , فإن ما يعنيني في هذا المقام هو التعليم تحديدا , ولا شأن لي بالقضاء , والذي ارى فيه كذلك بشكل او بآخر وفي أي مجتمع كان , إفرازا عمليا لمخرجات التعليم إيضا .

صاحب الجلالة : الفرق المفزع بين التعليم في دول العالم الثالث ونحن منها , والتعليم في دول النهوض والإبتكار والإبداع , أن التعليم عندنا لم يؤمن بعد , بأنه وسيلة لبناء ذات قادرة على أن تتعلم هي تلقائيا , ولهذا , فهو تعليم تلقيني مجرد ينتهي مفعوله بإنتهاء إمتحان يفضي إلى شهادة ثم البحث عن وظيفة قد تتوفر وقد لا تتوفر , فيما التعليم عندهم , هو نهج شمولي يبني شخصية مجتمعية مؤهلة للبحث والأستكشاف والملاحظة ومقاربة الإبداع في إمتلاك المعلومة , وبالتالي الأهلية الكاملة للتعلم ذاتيا , وليس إنتظار تلقي التعليم من الآخر كما هو حالنا ! , ولهذا وكتحصيل حاصل , هم منتجون , ونحن سعداء بأننا مجرد مستهلكين لمخرجات عقولهم ! .

التعليم الصحيح القادر على إنتاج الفرد الصحيح " إن جاز التعبير " , هو الطريق السليم لبناء مجتمع يحترم فطريا لا كرها , القانون والنظام العام , مجتمع يؤمن فطريا لا كرها , بالتعددية وبالتشاركية وسيادة القانون , مجتمع يعاند فطريا لا كرها , التطرف والغلو , ويرفض الجهوية والإقليمية والعنصرية الهدامة , ويعشق الحرية المسؤولة ويؤدي الواجب كشرط لإكتساب الحق , وتتجذر في سلوكه قيم الإنتماء وعفة اللسان واليد والفرج وحب الوطن والإخلاص للحياة .

لدينا وزارتان للتعليم , ولدينا أكثر من مجلس ربما معني بشؤون التعليم , لكن التعليم عندنا وبكل صراحة وجب ان لا نداريها , ما زال منحصرا في مربع " محو الأمية " . نحن نقرأ ونكتب وننظر في السياسة وفي الإقتصاد والإجتماع وسائر شؤون الحياة , ولا أحد يجارينا أو يضاهينا في هذا الميدان , ولكني وكغيري , لم اسمع يوما بأننا إبتكرنا شيئا مثلا كما يفعل آخرون في دول الغرب مثلا , وصحيح أننا كنا سباقين إلى تعليم غيرنا , لكنه كذلك تعليم قراءة وكتابة وتلقين ليس إلا .

التعليم تحديدا , هو المصنع الذي ينتج سلعة قيمية راقية هي الإنسان , ومن هنا , فمن يرغب في أن يتحلل من كل أدران التخلف ومنغصات الحياة لينفذ عمليا إلى حياة أفضل وسلوك آدمي أفضل وحاضر افضل ومستقبل افضل , لا حل أمامه , سوى حل واحد , هو إعادة نظر شاملة في مجمل النهج التربوي التعليمي , ورسم أهداف سامية لهذا المرفق تترجمها برامج عملية سامية أيضا , لإنتاج فرد أفضل ومجتمع أفضل بالتالي ! , وليس ذلك بالامر العسير أبدا أبدا ! .

جلالة الملك :
إن مجلسا أعلى دائما ومؤسسيا للتعليم , يضم كفاءات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وعلمية وفكرية وتربوية وسواها من كفاءات مختارة بعناية ومعرفة في المجتمع , ويشرف برعاية ملكية سامية , قادر بعون الله , على تصحيح مسارنا كله وفق ما نريد ونتمنى , سياسيا وإجتماعيا وحتى إقتصاديا وعلى كل مستوى وكل صعيد , وقادر على تطوير المناهج وكل ما يتصل بالعملية التعليمية بكل تشعباتها , إن نحن تيقنا من حقيقة ان التعليم هو أس معاناتنا , وأس راحة بالنا في الوقت ذاته , وما علينا إلا أن نختار أي الطريقين نريد !.

مجلس كهذا بمقدوره تطوير النهج والمنهج , وإحداث ثورة بيضاء شاملة في التعليم الاردني ليكون أنموذجا راقيا يستقطب الناس إلينا دون سوانا , أما ان يستمر الجدل بيننا حول المناهج وحذف عبارة هنا او هناك وتحويل ذلك إلى خلاف سياسي ! , فذلك أمر لا يستقيم أبدا , في وقت نتداول فيه وبتندر لا أفهم مغزاه ,عن مدارس لم ينجح منها أحد , وعن طلبة لا يجيدون القراءة والكتابة , ولا أعرف وقد اعرف , مسؤولية من هي , التلميذ الطفل الذي يتمنى زوال المدرسة كي يهنأ بعطلة كما كنا جميعا نفعل في ماضينا , أم هي مسؤولية المدرسة وأولياء الامور الذين إستودعوا اطفالهم هذه المدرسة ام تلك ! ! .


يشكر جلالة الملك كثيرا على ما يطرح من أفكار راقية للنقاش , وهذا هو ديدن كل قائد محترم يتابع بإهتمام ما يدور داخل وطنه من جدل وحوار ونقاش , وبالتأكيد , فإن من يتجادلون ولكن بالحسنى , يصدعون لأمر إلهي عظم , ولن يخذلهم الله أبدا أبدا , وهو جل في علاه من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :