facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اللاجئون وحق العودة` حتى لا نبدأ من «المكان الخطأ`


عريب الرنتاوي
05-04-2007 03:00 AM

لم يخطر ببال الزعماء العرب حين اجتمعوا في بيروت ربيع العام 2002 ، أن مبادرتهم السلمية ستفضي إلى عودة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني إلى بيوتهم وممتلكاتهم في مدنهم وقراهم وبلداتهم الأصلية ، بدلالة أنهم أتبعوا وصف "العادل" بـ"المتفق عليه" حين تحدثوا عن حل قضية اللاجئين ، ما يبقي حق النقض "الفيتو" في يد العرب والفلسطينيين كما في الأيدي الإسرائيلية على حد سواء. ولا يجب أن يخطر ببال كل من قبل بخيار السلام أو ارتضى المبادرة العربية أساسا له ، أن هذه العملية ستفضي إلى "عودة شاملة" للاجئين الفلسطينيين إلى داخل الخط الأخضر ، فمثل هذا التصور يليق بخيارات المقاومة والحرب الشاملة والتحرير الكامل ، وعودة شاملة كهذه ، تقتضي حربا عربية إسرائيلية سابعة ، على أن تنتهي بهزيمة ماحقة لإسرائيل ، وعندها يصبح إنفاذ حق العودة من باب تحصيل الحاصل.
على أننا ونحن نتحدث عن مسألة اللاجئين ، متأثرين بمناخات مؤتمر عقد لهذه الغاية في جزيرة قبرص ، وعدنا منه للتو ، نود التأكيد على جملة من المبادئ الناظمة لهذه القضية من وجهة نظر فلسطينية - عربية واقعية ، أولها يبدأ بالإقرار بهذا الحق من حيث المبدأ ، وثانيها يمر بإدراج قضية اللاجئين في سياق "صفقة شاملة" حول مختلف جوانب القضية الفلسطينية ، فالتفاوض لا يبدأ بقضية اللاجئين ، وهذه القضية لا تبحث بمعزل عن بقية القضايا ، والاتفاق على أسس لحلها يشترط اتفاقات مماثلة حول أسس حل بقية المسائل من الحدود إلى القدس مرورا بالمستوطنات والسيادة والمياه وغيرها من قضايا الوضع النهائي.
وثالث هذه المبادئ ، توفير خيارات وبدائل للفلسطينيين ، من ضمنها عودة أعداد منهم في إلى داخل الخط الأخضر كما اتفق عليه في طابا ، وإلى مناطق الدولة الفلسطينية ، أو إلى أي مكان "ثالث" مع توفير تعويضات مجزية عن الممتلكات والمعاناة.
ولا يقل أهمية عن كل هذا وذاك ، توفير شروط عيش كريم ولائق للاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم ، إلى حين حل قضيتهم ، فلا يعقل أن تتحول المخيمات إلى معازل أمنية ومكبات لنفايات التطرف والغلو والمخدرات والجريمة ، ولا يجوز أن يبقى الشتات الفلسطيني عالقا على الحدود السورية - العراقية والأردنية العراقية ، ولا يجوز أن تبقى حال أبناء قطاع غزة كما هي عليه: لا عمل ولا تعليم ولا خدمات صحية ولا وثائق إلى غير ذلك.
وثمة أولويات يجب أن تحظى بالاهتمام وتقدم على غيرها ، بدءا باللاجئين في العراق الذي يختبرون نكبتهم الثانية اليوم ، مرورا بلبنان الذي تتحول مخيماته إلى احتياطي تفجير قادم ، وعطفا على اللاجئين في ليبيا الذي يتهددهم العقيد معمر القذافي بجمر الصحراء وعقاربها مرة أخرى ، وانتهاء باللاجئين من أبناء غزة في كل مناطق تواجدهم ، بما في ذلك في مصر والأردن.
إسرائيل التي تزعم أن قضية اللاجئين هي "الصاعق المفجر" للمبادرة العربية ، بل ولكل مبادرات السلام ومحاولات إحيائه وإنقاذه ، تدرك تمام الإدراك أن الجانب الفلسطيني والعربي مستعد لتسويات مؤلمة على هذا الصعيد ، بيد أنها تستمر بالتلويح بخطر الطوفان الديمغرافي الفلسطيني وتلوّح بالإجماع الإسرائيلي الرافض بالمطلق لحق العودة ، في مسعى منها للتغطية على غياب الرغبة والنية والإرادة والقدرة على صنع السلام مع الفلسطينيين والوفاء باستحقاقاته ، وبانتظار استكمال إجراءاتها الأحادية على الأرض من تسمين للمستوطنات وبناء للجدران والأسيجة وتهويد للقدس وقضم للحقوق الفلسطينية ، والأرجح أن إسرائيل لن تشهر اعترافها بقابلية مسألة اللاجئين للتسوية والحل ، قبل أن تستكمل إنجاز أهدافها على هذه المسارات.
لهذا السبب بالذات ، يتعين علينا عربا وفلسطينيين ، أن نستمسك بمفهوم "الصفقة الشاملة" كأن توضع كافة عناوين الحل النهائي على مائدة مفاوضات حقيقية وبرعاية دولية مناسبة ، ومشاركة جميع الأطراف ذات الصلة ، وصولا "للمقايضة الكبرى".
وإلى أن يتحقق ذلك ، يجب أن نشعر جميعا بالخجل من استمرار معاناة اللاجئين الفلسطينيين أينما تواجدوا وحيثما اشتدت المعاناة بشكل خاص ، فمثل هذا المأساة لا تنسجم مع شعارات "العروبة" التي انتعشت مؤخرا خصوصا على هوامش التحضير لقمة الرياض وما بعدها ، وتتناقض تماما مع أبسط قواعد القيم الإنسانية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :