facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المواجهة الإعلامية للإرهاب


د. هايل ودعان الدعجة
07-01-2017 05:05 PM

بعد التحدث في المقالة السابقة عن دور وسائل الاعلام والاتصال في نشر الإرهاب، واستنادا الى الورقة التي قدمتها تحت عنوان الاعلام والارهاب للمؤتمر الذي نظمته جامعة الحسين بن طلال بالتعاون مع مديرية الامن العام قبل فترة زمنية حول الإرهاب في العصر الرقمي، فإنني وفي هذه المقالة اريد تسليط الضوء على دور وسائل الاعلام في مواجهة ظاهرة الارهاب، التي ما تزال تمثل تحديا اقليميا ودوليا .

 حيث بدت الامور منصبة على اهمية البعد الاعلامي وضرورة تفعيل الدور الذي تلعبه هذه الوسائل في مواجهة هذا الخطر بسبب قدرتها على الوصول الى الناس والتأثير في عقولهم وافكارهم وقناعاتهم بأساليبها المتعددة والمتنوعة. لذلك فقد انصب الاهتمام في المواجهة الاعلامية للإرهاب على مقاومة الفكر المتطرف والحيلولة دون تمكينه من التأثير في الرأي العام وتحديدا في شريحة الشباب كما اسلفت. 

ما يتطلب التركيز على طريقة صياغة الخبر بشكل يضمن ايصال الحقيقة ومراعاة عدم تأثيرها في نفسية المواطنين. كذلك فقد ظهرت اصوات تطالب بضرورة اعادة النظر في مضامين العمل الصحفي والاعلامي، واستبدالها بمضامين جديدة تركز على معالجة انتشار ظاهرة الارهاب والعنف، والتصدي لوسائل الاعلام التي تمارس ادوارا تحريضية مدمرة تهدف الى التأثير في عقول الشباب وتهديد أمن الشعوب والمجتمعات. 

الى جانب التصدي للمعلومات الهدامة التي تبرز على شبكة الانترنت ومعالجتها من خلال التشريعات الكفيلة بإغلاق مثل هذه المواقع التي تروج للعنف وللأفكار المتطرفة، ولا سيما المواقع التي تنسب نفسها الى الاسلام وتقدم صورة مشوهة عن الدين الحنيف. وهناك من يتحدث عن وجود بعض مواقع الانترنت التي اصبحت بمثابة مراكز لتعليم صناعة المتفجرات وكيفية القيام بعمليات ارهابية، واصدار فتاوى ايضا لا تمت للإسلام بصلة وهي دخيلة عليه. 


ما يقتضي التفكير بفتح الفضاءات الاعلامية امام الفقهاء وقادة الفكر والرأي لإبراز صورة الاسلام السمحة الداعية الى التسامح والوسطية والاعتدال والعدل والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن بعيدا عن الغلو والعنف، واعداد مخطط شامل للاتصال لمواجهة الحرب النفسية التي تشنها الجماعات الارهابية. 

الى جانب التفكير بأهمية اقامة مركز او جهة حكومية رسمية مركزية لتوحيد الخطاب الاعلامي لرفع مستوى نوعية التوعية والتوجيه الاعلامي الممنهج للمعلومات عن الارهاب، تكون على اتصال دائم بوسائل الاعلام للتحكم باي مادة اعلامية سلبية او مبادرة دعائية للإرهاب قد تقدمها بعض وسائل الاعلام في غفلة منها تحت وطأة المنافسة وتحقيق السبق الصحفي او الاعلامي. اضافة الى اقامة اتصالات ودورات وتدريبات مشتركة بين ممثلي الجهات الرسمية وبين ممثلي الاعلام على كيفية التعامل مع الحوارات الارهابية اعلاميا بما يضمن الصالح العام. للوقوف على كيفية التعامل معه اعلاميا لسد الثغرات الاعلامية التي يمكن ان يستفيد منها الارهابيين. 


الامر الذي يتطلب الابتعاد قدر الامكان عن الاثارة في طريقة نشر الاخبار المتعلقة بالأحداث الارهابية، وضرورة اتخاذ الحيطة والحذر في ما يتعلق بنشر معلومات تتناول الاحداث الارهابية، والامتناع عن عرض او وصف الجرائم الارهابية بكافة اشكالها وصورها بطريقة تغري بارتكابها او تنطوي على اضفاء البطولة على مرتكبيها او تبرير دوافعهم او منح مرتكبيها والمحفزين عليها او المبررين لها فرصة استخدام البرامج والمواد الاعلامية منبرا لهم . وبهذا الصدد فقد ذكر جلالة الملك عبد الله الثاني بان " هناك بعض الكتاب في الصحافة وبعض المحطات الفضائية وبعض الذين يخطبون في المساجد، يمارسون الترويج لثقافة العنف وايجاد المبررات للإرهابيين او تصوير جرائمهم على انها بطولات او نوع من الجهاد “.


 في المقابل لا بد من توسيع مساحة التغطية الاعلامية التي تشجع المشاركة الشعبية والاسهامات الطوعية من الافراد ومنظمات المجتمع المدني في التصدي لظاهرة الارهاب والتطرف وتوعية الناس بأخطارها ، والتأكيد على اهمية توعية المواطنين بمخاطر الارهاب واثاره السلبية على الامن والاستقرار ، بما يضمن تفعيل دور وسائل الاعلام في رفع مستوى الوعي بمخاطر الارهاب . 

فعلى سبيل المثال ، فقد اثبتت التفجيرات الارهابية التي شهدتها فنادق عمان عام 2006 اهمية ادماج المواطن الاردني في المنظومة الأمنية وتنمية حسه الامني وثقافته الامنية ، بحيث يعي اهمية دوره في الحفاظ على امن الوطن واستقراره. 


خاصة بعد ان تبين ان كافة العاملين في الفنادق راودتهم الشكوك حول الإرهابيين ، الا ان احداً منهم لم يبلغ الاجهزة الامنية عن شكوكه ، كما ذكر مدير الامن العام الأسبق المرحوم محمد ماجد العيطان.
 وهنا تبرز اهمية توظيف الاعلام من قبل الجهات الأمنية المعنية في بث رسائل اعلامية ارشادية وتثقيفية وتوعوية تنطوي على تطمينات وضمانات من شأنها تشجيع المواطن وحفزه وحثه على المشاركة في المنظومة الأمنية من خلال قيامه بتمرير أي معلومات من شأنها الاسهام في كشف خيوط جريمة وقعت هنا او هناك او الحؤول دون وقوعها اصلا.

 


 بحيث نضمن التخلص من بعض الأنماط والمفاهيم والتفسيرات الخاطئة والسلبية التي تسيطر على ذهنية بعض المواطنين بصورة افرزت عندهم عقدة الخوف والرهبة والتردد عند التعاطي مع القضايا والمسائل ذات الابعاد الامنية. ما يجعلنا نثمن عالياً قيام مديرية الامن العام بتكريس مفهوم الشرطة المجتمعية والامن الشامل، بهدف كسب ثقة المواطن وتعاونه واشراكه في الشأن الامني، بما يعزز من وعيه الامني وثقافته الامنية. 


كذلك لا بد من التقليل من جرعات المشاهد الدموية ومشاهد العنف والدمار والقتل ، وذلك للحؤول دون اعتياد المشاهد على مثل هذه المناظر . دون ان نغفل اهمية التنسيق مع الاجهزة الامنية فيما يتعلق بنشر وقائع الاحداث الارهابية، مع الاخذ بعين الاعتبار الدراسة المسبقة لتأثير نشرها على الرأي العام، وذلك من اجل تفويت الفرصة على الارهابيين للاستئثار بالإضاءة الاعلامية التي يسعون اليها. اضافة الى ذلك يجب التركيز على المسألة العلاجية للظاهرة الارهابية ، لا على تغطية الحدث الارهابي ، وضرورة الانتقال من التركيز على تفاصيل العمليات الارهابية وردود الافعال الرسمية والشعبية الى تقديم رؤى تساعد القارئ او المشاهد على تكوين راي وطني بحيث يتحول الى موقف ومن ثم الى سلوك ايجابي من خلال اعلام مهني فاعل يتحلى بالجماهيرية والصدقية . 

وفي المحصلة لا بد من طرح فكرة تشكيل فريق من الخبراء الدوليين في مجال الاعلام ، لبحث سبل التوعية الاعلامية المشتركة ضد مخاطر الارهاب ، تمكينا للإعلام الدولي من بناء قاعدة عريضة من الرأي العام الدولي تحاصر الارهاب فكرا او جريمة، وتعزز الجهود الرامية الى القضاء عليه . 







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :