facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل من "يالطا" جديدة ؟


رجا طلب
10-02-2017 11:08 PM

أجواء ايجابية مازالت تغلف العلاقة بين موسكو وواشنطن، وهناك أنباء عن قمة قريبة بين بوتين وترامب عرضت جمهورية سلوفينيا استضافتها، ولكن هل يمكن اعتبار هذه الأجواء الايجابية قادرة على تأسيس تفاهمات سياسية واقتصادية وأمنية تمهد الطريق لما يمكن تسميته " بالوفاق الدولي " ؟

من الصعب التكهن بمدى قدرة الطرفين على إنتاج وفاق دولي يقوم على التوصل إلى حلول وسط في القضايا الخلافية، ومن بين العوامل الأساسية التي تُصعب ذلك هو أن النظام العالمي الحالي الذي تأسس بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينيات من القرن الماضي وأنهى الثنائية القطبية والحرب الباردة وسمح للولايات المتحدة بالاستفراد في العالم، تغيرت ملامحه بصورة كبيرة بعد أكثر من 25 عاما على تشكله، وتحديداً خلال السنوات الثماني الماضية من حكم أوباما، بسبب السياسة الخارجية "الانسحابية" لإدارته والتي سمحت لروسيا وأوروبا بأخذ ادوار سياسية واقتصادية فاعلة على الساحة الدولية،

وإذا دققنا النظر في خارطة العالم وتوزيع القوى الإقليمية والعالمية فيه، سنجد أن هناك دولاً مثل الصين والهند تشارك أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي عملية صناعة القرار السياسي والاقتصادي على المستوى العالمي، ولذلك سنجد أن الوفاق أو التفاهم بين الدولتين الأقوى بالمعيار العسكري سيبقى عاجزاً عن خلق وفاق دولي، لأن مثل هذا الوفاق تتحكم به دول وعوامل أخرى تستطيع تعطيله أو تأخيره أو حتى منع قيامه، وبالتحليل الهادئ سنجد أيضاً أن الخارطة العالمية الحالية تضم أكثر من قطب وترسم أكثر من مشهد وتحالف، وسنجد أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يشكلان تحالفاً عسكرياً قوياً وثابتاً عبر حلف الناتو يضاف إليه الهند التي هي أقرب لهذا التكتل من التكتل المنافس والذي يتشكل عملياً من روسيا والصين، وبالتالي فإن الملفات الخلافية السياسية والاقتصادية والأمنية بحاجة لعملية معقدة من اجل تسويتها ويمكن لأي قطب من الأقطاب المشار إليها أن يعرقل "التسوية أو يعطل الوفاق".

في العادة فإن الوفاق الدولي يكون ثمرة حروب كبرى فيها منتصرون وفيها مهزومون، حيث يفرض المنتصرون شروط نصرهم على المهزومين، ويقوم المنتصرون فيما بينهم بتقاسم "التركة" وتوزيع الحصص بالتراضي والتوافق وهذا هو واقع العلاقات الدولية منذ بدء التاريخ ونشوء الدول.

في الحرب العالمية الأولى، انتصرت دول "الحلفاء" بقيادة بريطانيا على دول "المركز" ونتج عن تلك الهزيمة خريطة جديدة اختفت منها الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية والإمبراطورية النمساوية، ومن أبرز نتائجها على السلم العالمي، نشوء عصبة الأمم عام 1918 .

وكذلك الحال في الحرب العالمية، حيث انتصر "الحلفاء" على دول "المحور" ونتج عن تلك الحرب اتفاق يالطا الذي قسم أوروبا إلى قسمين، الغربية والشرقية وقسم ألمانيا إلى قسمين وأفرز النظام العالمي الذي كان قائماً على الثنائية القطبية بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، وهو النظام الذي انهار بسقوط القطب السوفييتي وتقسيمه، وسمح بتفرد أمريكا وسيطرتها على النظام العالمي الجديد المسمى "أحادي القطبية " بعد حرب تحرير الكويت.

استمرار الأجواء الإيجابية بين موسكو وواشنطن يبقى مرهوناً بالتفاهم حيال عدة ملفات معقدة وشائكة ومن أبرزها قضية أوكرانيا والقرم، وملف الإرهاب الإيراني، والملف السوري، بالإضافة لملف الطاقة من نفط وغاز .

العلاقة الشخصية القوية التي تربط وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بالرئيس بوتين ليست كافية وغير قادرة على تذليل الكثير من الخلافات المتراكمة بين البلدين على مدى عقدين من الزمن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :