facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




طاسة وضايعة


د.خليل ابوسليم
03-11-2008 02:00 AM

أرسل لي احد الأصدقاء رسالة عبر البريد الالكتروني قبل أيام عدة، وهذه الرسالة تحتوي على قصة طريفة عن واقعة حدثت حسب مرسلها لإحدى الأمهات الأردنيات، وتقول هذه القصة "أن أماً أردنية على درجة عالية من الذكاء كانت قد ذهبت في زيارة لولدها ( رائد ) لمدة 3 أيام في لندن حيث يدرس في تلك البلاد، ورأت أن ابنها يقيم مع فتاة اسمها ( ناتاشا ) .... زميلة له في الغرفة !! تفاجأت الأم المسكينة ولم تدري ما العمل حيث إن مثل هذا السلوك غريب ومستهجن لدينا معشر العرب، لكنها لاحظت إن (ناتاشا ) شريكة ابنها في الغرفة حلوة ... و جذابة... فـتوقعت وجود علاقة بينهم، وهذا الأمر جعلها تشعر بالفضوووووول الشديد .

أما ابنها (رائد) فقد استطاع أن يقرا أفكار أمه، و تصرف بسرعة، وقال لأمه : أنا عارف شو اللي قاعدة بتفكري فيه، بس حبيت أطمنك إني أنا و ناتاشا مجرد زملاء، متشاركين بالغرفة لا أكثر ولا أقل !!! في الأسبوع الذي يليه ... ناتاشا قالت لرائد : من يوم ما سافرت أمك من عنا و أنا فاقده الطاسه الفضيه تبعت السكر ... تعتقد أمك آخذتها معها ؟ رائد قال : أشك بهالشي، بس خليني أرسل لها أيميل عشان أتأكد ، جلس و كتب الإيميل التالي لأمه : أمي الحبيبة، أنا ما أقول إنك ( أخذتي ) طاسة السكر الفضية من بيتي .... ولا أقول إنك ( ما أخذتي )، بس الحقيقة تقول إن الطاسة الفضية تبعت السكر ضاعت من أول ما رجعتي الأردن ..تحياتي ...رائد. بعد عدة أيام وصل له رد من أمه على الإيميل و الرد يقول : عزيزي رائد، أنا ما أقول إنك ( تنام ) مع ناتاشا، ولا أقول إنك (ما تنام ) معاها ... بس الحقيقه تقول .. إنه لو هي تنام على سريرها الخاص، كان لقت طاسة السكر الفضية عليه من أول ما رجعت أنا للأردن. ...تحياتي .. أمك يا حمار." وفي نهاية الرسالة تساءل صديقي المرسل بخبث ودهاء عن السر الكامن بين سطور هذه الرسالة ؟ فأجبته : أيها الصديق العزيز، إن من لا يرى من الغربال حتما هو أعمى، فانظر إلى أقدارنا أصبحت ألغازا وأسرار، وأقواتنا أمست مشاعا للفجار من التجار، ومناصبنا غدت جوائز ترضية للأبرار، نحسن الدفاع عن الكل وظهورنا مكشوفة، نتسابق لنلعب يوما في ملعبهم ونحن لا نجيد التهديف، يلعبون العمر كله بنا ويسجلون أهدافهم ببراعة، يجرون خلفنا يوما ونلهث خلفهم بقية أعمارنا، نهدر كرامتنا على أعتابهم، ويشيدون على ظهورنا أمجادهم، أمسينا نخشى النوم كي لا نصحو على غد مظلم، وأصبحنا نرنو إلى الغد هربا من اليوم المؤلم، نهجر أوطاننا لينعموا هم بها، نقسم على أن لا ننجب إلا من يخدمهم، نرقص في أفراحهم ألما، ويرقصون في أتراحنا طربا.

يبيعوننا باسم الديمقراطية، ويشتروننا بابخس الأثمان نأتمنهم على أنفسنا فنباع مع أول امتياز لهم ثم تجدهم أكثر البكائين علينا. ثم بعد ذلك ننادي بالشفافية إلى أن انكشفت منها عوراتنا، ونصرخ في وجه الصراحة ونحن اكذب من أخوة يوسف، ونتغنى بالوضوح الذي ما طأطأ رأسه إلا خجلا من غموضنا. أما "الديمقراطية فتنتهك باسم الديمقراطية"، فهي ليست سوى شال وردي اعتمر رأس الحسناء، في عرس مخملي بليلة حناء، يرقص ألما فيسقط فرحا مع أول نسمة هواء، جل حضوره يظهرون بأبهى صورة وفي داخلهم أبشع أسطورة.

يا صديقي: أن البعض منا أصبح مثل (رائد) وأكثر، وبتنا مثل (ناتاشا) واقل، وآخرون كأم صديقنا تعرف كل شيء ولا تفعل أي شيء، لم يتبقى لنا إلا الكلمة الصادقة والتي من الممكن أن تكون برسم الاعتقال، حيث الحقيقة الغائبة عن عقول البعض عمدا مع سبق الإصرار، باختصار شديد ما هي إلا " طاسة وضايعة".

kalilabosaleem@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :