محمد الفضيلات

تكرّرت في الأيام الماضية أعطال شبكات الإنترنت في مختلف أنحاء المملكة، تفاوتت بين الانقطاع الكامل لساعات أو رداءة الخدمة، ما أثار تساؤلات بين المشتركين حول نجاعة الشبكات الوطنية، في ظل الاحتكار و/أو القرصنة الإلكترونية.

غياب خدمة الإنترنت، التي باتت الشريان الرئيسي لمختلف النشاطات الاقتصادية والإدارية والأكاديمية، أدى لتعطيل أشغال غالبية المشتركين الذين يعتمدون عليها في تواصلهم الداخلي والخارجي.

المدير التنفيذي في مجموعة الاتصالات الأردنية رسلان ديرانية، أرجع الانقطاع الأخير إلى “عطل في أحد الأجهزة في مجموعة الاتصالات”، لكنه لم يشر إلى مكان العطل. وأكد أن الانقطاع يوم الخميس الماضي ،تراوح بين “عشر دقائق وساعتين”.

مصدر في مجموعة الاتصالات الأردنية، أوضح من جانبه أن العطل حدث في محطة هاشم لعدة ساعات. يشار إلى أن محطة هاشم تشكل نقطة العبور الوحيدة لجميع حركة الاتصالات على الشبكة العنكبوتية، ما يؤدي بالضرورة، في حال أي عطل فني، إلى انقطاع عام في الخدمة.

وسبق أن تعرضت المحطة في حزيران الماضي، لعطل فني نتج عن انقطاع الكهرباء.

مشتركون في مناطق عمان الغربية، اشتكوا من غياب خدمة الإنترنت لأكثر من عشر ساعات، واحتج بعضهم على صعوبة الإبلاغ عن الشكاوى، بسبب الضغط غير المسبوق على مقاسم المزودين الآلية.

وفي بادرة وصفتها مجموعة الاتصالات “بالتعويضية”، تجاه المشتركين الذين تضرروا جراء انقطاع الخدمة، أعلنت عن عزمها منح الحد الأقصى لمشتركي خدمة الإنترنت(adsl).

وفيما ترجع مجموعة الاتصالات الانقطاع المتكرر، إلى أعطال فنية تتعرض لها المجموعة تارة وإلى الأعطال العالمية تارة أخرى- كما حدث في شباط/فبراير الماضي، حين تعرضت الخدمة لمشكلة انقطاع وبطء بسبب عطل في كوابل بحرية رئيسية في البحر المتوسط، يجادل مهندسو اتصالات بأن الأعطال ناتجة عن “سيطرة محطة هاشم على عبور كامل خدمات الإنترنت للمشتركين”.

مهنـــدس طلب عدم الكشــــف عــن اسمه، قال إن العطل الأخيـــر “نتج عـــن هجوم إلكتروني أدى إلى الحرمان من الخدمة (denial of service) على أجهزة الاتصالات في محطة هاشم، فاضطرت لإطفاء الأجهزة المزودة للخدمة نتيجة عجزها عن صد الهجوم”.

يصف المهندس الذي يشغل حالياً منصب مديرعام شركة اتصالات تحت التأسيس “حالة محطة هاشم بالقديمة، التي لم تثمر فيها كل محاولات التحديث نظراً لقدم الأجهزة المتوافرة لديها”.

يضم الأردن 35 شركة تقدم خدمات التزويد بالإنترنت لمشتركين، جميع الشركات ترتبط بشركة الاتصالات التي تحصل على الخدمة من محطة هاشم.

ورغم الاعتماد الكبير على خدمة الإنترنت في إدارة المعاملات التجارية والاقتصادية، وحتى الرسمية، إلا أنه لا تتوافر حتى الآن أي تقديرات لحجم الخسائر الناتجة عن انقطاع الإنترنت. وبحسب مهندس آخر، “الأصل أن تقوم الشركات المزودة بدفع تعويضات للمشتركين في حال انقطاع الخدمة (service level agreement) كما ينص عقد التزويد”. ورأى أن عدم التزام مجموعة الاتصالات الأردنية بدفع “تعويضات مماثلة للشركات المزودة يعود إلى أن الأخيرة عدلت من شروط التعاقد، بحيث لا يتضمن العقد تعويض المشتركين عن الأضرار التي قد تنتج عن انقطاع الإنترنت”.

ويؤكد أن حل مشكلة الإنترنت يكمن في كسر احتكار محطة هاشم كـ (بوابة دولية) وحيدة لتوفير خدمة الإنترنت في المملكة، مشيراً إلى أنه ومع مطلع العام المقبل ستفتح ثلاث شركات بوابات دولية مستقلة لتزويد خدمة الإنترنت للمشتركين، دون أن تكون موصولة بمحطة هاشم.

وغالبية بوابات التزويد التي سيتم اطلاقها ستقدم خدمة الإنترنت اللاسلكية، نظراً لاعتماد مجموعة الاتصالات على محطة هاشم فقط، في تزويد المشتركين بخدمة (adsl)

ورغم المشاكل التي تنتج عن التزود باللاسلكي، كعدم توافر أنظمة حماية للمعلومات المرسلة والمستقبلة، وعدم توافر سرعات عالية، إلا أنها ستساهم في إشعال سوق المنافسة، ما سيدفع المزودين للاعتناء أكثر بالخدمات المقدمة، الى حين كسر الاحتكار الذي تفرضه مجموعة الاتصالات على التزود بخدمة (adsl).
السجل .