facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عودة الجرب ..


د. صبري ربيحات
03-03-2017 02:04 PM

في دردشة صباحية مع الطبيب الانسان متروك العون بمناسبة انتشار خبر عودة الجرب في مدارس احدى بلداتنا، تحدثنا عن تاريخ المرض في بلادنا وعوامل اختفائه وعودته الى مدارسنا وقرانا وكيف كان اجدادنا يتعاملون معه .

 

الحديث مع الطبيب الذي امضى ما يزيد على اربعة عقود من عمره المديد كطبيب اطفال تجاوز طبيعة المرض وخصائصه وطرق انتشاره وعلاجه ليشمل كيفية استجابات الاوائل له والمعاني والدلالات التي حملها المرض في سياق الحياة الرعوية والقروية في تلك الايام وما ولدته تجربة مجتمعات الريف والبادية مع المرض من عادات وممارسات واقوال واشعار.

الاطباء من ابناء البادية والريف يحملون مخزونا معرفيا وتراثيا يضيف الى معرفته وخبراته العلمية، وفي حالة صديقي الدكتور متروك يبدو الامر جليا وواضحا لكل من يعرفه فقد شملت رحلته العملية الطواف في مختلف ارجاء بلدنا طبيبا واخصائيا واستشاريا ومديرا للعديد من المراكز والاقسام والمستشفيات الى ان تقاعد برتبة لواء قبل قرابة عقد من الزمان.

ومع انه يقضي بعض الوقت في عيادة الاطفال في عمان الا ان ذلك لم يمنعه من متعة التواصل مع البادية والريف اوقاتا يقدم فيها خدماته للصغار من ابناء البدو والفلاحين واللاجئين ممن يقيمون في المخيمات او يساعدون اسرهم في الرعي والزراعة وجمع الثمار في مزارع البادية الممتدة على طول حدودنا الشمالية، فهو يذكرني كثيرا بأطباء الارساليات التبشيرية الذين نجحوا في كسب عقول وقلوب الأهالي، ليس من خلال الخطب والاقوال بل من خلال ما قدموا ويقدمون من الخدمات للأسر والاطفال بإطار من الاهتمام و الحب والفهم والتواضع.

اليوم تحدثنا قليلا عن مرض الجرب الذي بدت اعراض انتشاره في بلدة "حكما" وتوالت البيانات عن تزايد اعداد المصابين لتلامس حدود الـ "300" حالة. عودة الجرب الى مدارسنا كما عادت بعض الامراض الجلدية قبل سنوات لبعض قرى الجنوب مؤشرات على الاوضاع الصحية لبعض القرى والبلدات الاردنية وجاهزية كوادرنا الصحية للتعامل مع الاوضاع.

باستغراب شديد يتساءل الناس عن كيف يجري جمع الطلبة لفحصهم في نفس المكان مع علمهم بان المرض منتشر في المدرسة التي جرى فيها الفحص. وما هي الاجراءات التي علينا اتخاذها لمحاصرة هذا المرض ووقف انتشاره؟

الجرب الذي كان يقلق القبائل العربية ويدفعها لعزل واستبعاد الجمال والحيوانات وحتى الاشخاص الذين يصابون به.
الزيت او القار الذي يستخدم لطلي او دهن الجلد المصاب كان اول الادوية التي عرفها العرب الذين تحدثوا في اشعارهم واقوالهم المأثورة عن الجرب والقار والنبذ والابعاد والمحاصرة وغيرها من المفردات والمتعلقات بهذا الحدث.

عودة الجرب لقرانا ومدارسنا يقتضي تشكيل خلية ازمة من الاطباء والاعلاميين والتربويين والخبراء لنشر المعلومات وتقديم المساعدة ووقف الانتشار وتوعية الصغار والكبار في البيئات والاوساط الواقعة خارج حدود المنطقة المصابة.

من المهم معرفة الاعراض وطرق الانتشار والاجراءات الوقائية والعلاجية فالمرض الذي ينتشر عندما ينخفض استخدام المياه وغسل الجسم يحتاج الى مضاعفة النظافة وتعقيم الملابس وغليها وتجنب اعادة ارتداء الملابس قبل الغلي والتعريض للحرارة والتهوية والاستحمام بالماء الساخن لفترات طويلة والابتعاد عن الاخرين تجنبا لانتقال العدوى امور في غاية الاهمية.

الاستعداد والاهتمام الذي يبديه المئات من الاطباء وابناء البلد الخيرين بقضايا بلدنا و التحديات التي تواجه مجتمعاتنا في كافة المجالات وعلى كل الصعد تحتاج الى اطار تنظيمي وعقلية وروح تحسن استخدامها وتوظيفها لحماية بلدنا ورفعته وازدهاره.

نتمنى لطلابنا في حكما الشفاء العاجل ولكوادرنا الطبية واسرة التعليم النجاح في محاصرة هذه الظاهرة المرضية الطارئة، ونتطلع الى تطوير الية استجابة سريعة وفاعلة لكل الظواهر والمشكلات الصحية والسلوكية التي قد تواجه مؤسساتنا ومجتمعاتنا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :