facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القمة العربية .. تحديات برعاية أردنية


فيصل تايه
04-03-2017 11:30 PM

تستضيف عمان واعتبارا من 23 اذار من الشهرالجاري الاجتماعات التحضيرية السياسية والاقتصادية والفنية على المستويات الوزارية والمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين للدورة الثامنة والعشرين للقمة العربية التي ستعقد في قصر المؤتمرات بالبحر الميت في التاسع والعشرين من الشهر ذاته بعد اعتذار اليمن عن استقبال الدورة الثامنة والعشرين لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة حيث نشطت الدبلوماسية الاردنية خلال الايام الماضية في الاعداد لهذا الحدث العربي الهام ودعوة قادة الدول العربية بشكل رسمي حسب بروتوكولات القمم العربية المتعارفه.

ان انعقاد هذه القمة في عمان ، يبعث على التفاؤل بأن هذه القمة ستختلف عن القمم السابقة ، فالأردن يحظى باحترام وتقدير كبيرين ، وله مكانة خاصة لدى القادة العرب ، حيث نأمل أن يكون لمكان اجتماع القمة أثره ، كما ونتوقع من ان تلعب ادارة وحنكة وحكمه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الدور المطلوب في لم شتات القادة العرب وفي تقريب الرؤى والتباينات وفي التغلب على الصعوبات وتوجيه القمة في اتجاه سليم يفضي إلى نتائج تعكس روح المسؤولية التي يتحملها القادة أمام الله وأمام شعوبهم في هذه الظروف الصعبه .

القمة العربية الثامنة والعشرون هدفها الوقوف على الاوضاع العربيه ومناقشة قضايا الأمة العربية التي تئن من وطأة الصراعات والخلافات ، فهذه القمة أمامها العديد من القضايا الكبيرة والمعقدة السياسية والاقتصادية وهي بحاجة إلى إرادة قوية للخروج منها باتفاق يلبي طموح وإرادة شعوب العالم العربي أجمع ، حيث لابد وأن يتحلى قادة العرب بنكران الذات وأن ينظروا إلى المصالح العربية بعيداً عن المؤثرات الخارجية والهيمنة التي تفرض من هنا أو هناك ، فالعرب اليوم أمام اختبار صعب جداً وفي وضع لا يحسدون عليه ، وهناك قضايا خطيرة ماثلة أمامهم عليهم أن يقفوا أمامها بكل همة ومسؤولية وشجاعة وحيادية حتى يتمكنوا من وضع الحلول الممكنة لها ، لعل أهمها سوريا وليبيا والعراق واليمن ، فالامر يستدعي الوقوف أمامها طويلاً لوضع المعالجات التي تمكن شعوب هذه البلدان من العيش بأمان ، فكفى بشعوب هذه الدول تشظيا لهويتها الوطنية وتفتتا لكيانها المجتمعي في اتجاهات انعزالية تفرّقت بالدين طائفياً ومذهبياً ومزّقت وحدتها الوطنية في نعرات جهوية وفئوية أسهمت مجتمعة ومتفرّقة في إخضاع تلك الأقطار للهيمنة والوصاية الغربية المباشرة وغير المباشرة ، حتى إن هذه الوصاية صارت هي الإطار المرجعي لمواقف القوى السياسية بمختلف تياراتها ، كما أن قضية الإرهاب التي تهدد وجود هذه الأمة مسألة ملحة للوقوف أمامها من خلال العمل العربي المشترك في القضاء على هذه الآفة التي أرقت ولا زالت تؤرق العرب دون استثناء، وآخرا نريد قمة تكون عند مستوى التحدي وتلبي الحد الأدنى من طموحات العرب جميعا .

اعتقد ان قمة عمان هي الأهم ، ولا نملك إلا أن نتوجه بالدعاء إلى العلي القدير أن يوفق القادة العرب وأن يعينهم على تجاوز هذا الامتحان الصعب الذي تواجهه ، فليس المطلوب وضع حلول للمشكلات التي تعصف بالعالم العربي وتمزق أحشاءه، وتأتي على آخر ما تبقى له من شرايين الحياة فحسب ، بل المطلوب هو أن يخرج القادة العرب من قمتهم سالمين من الشجار والنزاع والخلاف والاتهام المتبادل وذلك حتى لا يضيفوا إلى الشارع العربي غماً فوق غم ، وحزناً فوق حزن.

دعونا نتابع باهتمام وتفاؤل هذا الحدث العربي الكبير الذي تحتضنه عمان ، وسط مشاعر مهما اختلطت وامتزجت ، إلا أن التفاؤل والطموح والآمال الكبار هي التي يجب ان تسود ، وأعود واذكر أننا أمام تحديات اقتصادية ضخمة وواقع ينبغي أن لا يخضع لأي مجال للمداهنة أو التسويف وتجاذب لعبة الخلافات في المواقف والرؤى والجدل البيزنطي حول جنس الملائكة ، فالشعوب العربية تواجه تحدياً فريداً من نوعه ، يتحدد على نتائجه مصيرها وسيادة أوطانها وكرامة وحرية أبنائها ، وهي ان شاء الله تخوض ولادة التغيير التاريخية التي ستنقلها من العدم إلى الوجود الحقيقي الفاعل والمؤثر..! ولذلك نعتقد أن قمة عمان يجب ان تجسد أعمق حالات الوعي العربي والعمق العربي والإنجاز العربي التاريخي من زاوية الشعور الجديد بالشفافية وبحرص القادة العرب على تجسيد طموحات شعوبهم وهذا التوجه سوف يقطع على ثلة المتراجعين طريق الهروب من المهمات الكبرى والصعبة ، مثلما يقطع على الأعداء هواجس أطماعهم ، ويبرهن عن قوة الأمة ووحدتها ومخزون طاقاتها الجبارة كرقم صعب في المعادلة الدولية .

يجب ان نعي ان قمة عمان يجب ان تكون محطة تحول نوعي في مسار العمل العربي المشترك ، وأنها يجب ان تكون بمثابة عودة الروح للجسد العربي المثخن بالجروح ، فالحاضرون من القادة والحكام هم اليوم من يجسدون نبض شعوبهم ، لذا علينا استشعار المسؤولية ومواجهةالخطر المحدث بالأمة وأن يرمي العرب بكل ثقلهم للدفع باتجاه هيبتهم وكرامتهم التي تمرغت بفعل أفعالهم.

وأخيراُ وان اطلت ، نأمل من أن القرارات التي ستسفر عنها القمة العربيه بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين يجب ان تمثل الحد الممكن والمعقول على الأقل في المرحلة الراهنة التي يمكن أن تخرج شعوبنا العربية من أوضاعها المعقدة التي أفرزتها مراحل الصراعات والتباينات الكثيرة لأنظمة الحكم المتخلفة وبعيداُ عن زرع بذور التشرذم والشقاق بين أخوة الدين والدم والتاريخ والحضارة من خلال استيعاب وفهم العرب لذاتهم وقدرتهم على التوحد لمجابهة التحديات التي تواجهها التي يجب ان تعتمد إلى حد كبير على وعيها بالمخاطر المحيقة بها وبرسالتها ووجودها وعلى الوعي السياسي لقادتها وزعمائها وأنظمتها.
والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :