facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الطفيلة تحت اضواء الخيمة الهاشمية


د. صبري ربيحات
03-04-2017 02:34 AM

أبناء الطفيلة الذين كانوا بضيافة الملك في ديوانه العامر حدثوه عن حبهم وانتمائهم وحاجاتهم واوجاعهم وفخرهم وخوفهم وقلقهم بعد ان استمعوا من جلالته لما يشغل القيادة الاردنية من قضايا الأمن والصراع الإقليمي والسياسة الخارجية وما يحدث حولنا من مشاكل تتجاوز معالجاتها حدود المكان.

الطفايلة الذين يدركون جيداً دقة المرحلة وتعقيدات المشهد العالمي استثمروا جل الوقت في التعبير عن حبهم واعتزازهم وفخرهم بما انجزه الاردن خلال مؤتمر القمة العربية الاخير دون ان يهملوا الحديث في الشأن المحلي الذي طال الادارة الحكومية والمشروعات التنموية التي خطط لها او لا تزال قيد التنفيذ والمطالب القطاعية للمرأة والشباب والجمعيات الخيرية والقرى والبلديات والزراعة والمراكز الصحية وترفيع بلداتهم لتصبح الوية واقضية الى جانب مطالبهم بحياة افضل ورعاية حكومية تلامس همومهم واحتياجاتهم.

لا احد يعتقد ان تنمية المحافظة والنهوض بأوضاعها امر صعب المنال فهي حالة مثالية يمكن ان تكون نموذجا تجريبي لاختبار العديد من التدخلات التنموية قبل تطبيقها على الاماكن والاقاليم الاخرى ففيها العديد من السمات والخصائص التي ترشحها لذلك. مساحتها محدودة نسبيا فهي لا تتجاوز 2200 كم مربع او اقل من 3% من مساحة المملكة. وتتنوع طبوغرافيتها بين السهول والجبال والوديان وتتمثل فيها ثلاثة اقاليم مناخية. كما انها من اقل محافظات الاردن سكاناً فلا يزيد تعداد ابناؤها عن 200 الف نسمة يقيم نصفهم داخل حدودها في حين يعيش بقيتهم في عمان والزرقاء والعقبة.

بالرغم من الغنى في الموارد والتنوع الطبيعي الا ان الطفيلة كانت ولا تزال اكثر محافظات المملكة طرداً للسكان فقد هاجر ما يزيد على 90% من ابناء بلدة عيمة الى عمان منذ اربعينيات القرن الماضي وبقي غالبيتهم يتنقلون بين قرى عشائر الثوابية (عيمة, رحاب, ضباعة) وحي الطفايلة في شرق عمان والذي يزيد سكانه اليوم عن 25 الف نسمة. في حين اتجه أبناء العديد من عشائر الطفيلة الى الزرقاء والعقبة وعمان.

على اراضي الطفيلة يوجد ثروات معدنية تتمثل في الفوسفات والإسمنت والنحاس والجص والمنغنيز وغيرها من المعادن التي تحتاج الى اهتمام وتطوير. وقد شكلت هذه الحقيقة مبررا من مبررات تأسيس الجامعة التقنية فيها لتخريج كفاءات وقدرات تساعد على العمل التقني في مجالات المسح والتعدين والهندسة والمختبرات والتكنولوجيا وغيرها من الاختصاصات التي يحتاج لها الاقتصاد الصناعي.

بالرغم من وجود العديد من التدخلات الهادفة لانعاش اوضاع المحافظة التنموية الا انها لم تحدث اثراً واضحا على مستوى الدخل ونوعية الحياة وذلك لكونها غير مدروسة او لإساءة توظيف وتشغيل هذه التدخلات. كان من المفترض ان تحدث الجامعة فرقا في حياة الاهالي وفي حركة الصناعة والتعدين لكن بعض الادارات انحرفت بالجامعة عن مسارها وحولتها الى جامعة لا تختلف عن غيرها بدل ان تلتزم بكونها تقنية.

بالرغم من جمال الطبيعة والغنى الحضاري والتاريخي الا ان الطفيلة بقيت بعيدة عن المسارات السياحية وعن خطط تنشيط السياحة مما حرم المحافظة من استثمارات وفرص عمل كان من الممكن ان تحدث فرق قي مسيرتها التنموية.

بالاضافة الى ما تقدم اهملت الزراعة وتطوير مصادر المياه في الطفيلة بشكل جعلها تتراجع زراعيا عما كانت عليه في مراحل تاريخية سابقة فقد حرم ابناؤها من حفر الابار واستغلال المياه الجوفية واقامة المزارع الحديثة بالرغم من وجود دلائل على صلاحية تربتها لزراعات متنوعة كالتفاح والفستق الحلبي والحمضيات وغيرها من انواع الفواكه المطلوبة في الاسواق العالمية.

كان التعدين احد اهم خصائص المكان فقد كانت مناجم ضانا اهم مصادر النحاس في شرق المتوسط كما تشكل الفوسفات والاسمنت والمنغنيز وربما اليورانيوم والذهب بعضا من الكنوز التي تحتاج الى مزيد من المسوحات وخطط للاستخراج والتعدين بمشاركة اهلية تؤدي الى حالة نهوض اقتصادي شامل يتجاوز المعالجات الانية المرهقة للدولة والمواطن.

وباختصار شديد يمكن النظر الى الطفيلة على انها محافظة زراعية سياحية صناعية - تعدين- ويمكن توجيه الاستثمار الى هذه الجوانب ضمن خطة تمتد لعشر سنوات....وبغير ذلك سنبقى في حالة لا تنتهي من التخمين الذي قد لا يقودنا الى الاهداف التي نتطلع لها حكومةً وقيادةً وشعباً.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :