يناشد الصديق النائب عبد الله العكايلة جلالة الملك بالتدخل لرفع الظلم الواقع على جماعة الاخوان المسلمين في الاْردن، لأنهم على حد تعبيره " من مربع النظام  ".

عن اَي ظلم يتحدث الدكتور العكايلة ؟ وعن اَي " مربع وأي نظام " .؟؟. يتماهى ويتباهى. 

ابتداء أودّ ان أذكر الصديق العكايلة بأسباب فصله من "الجماعة "وتلقائيا من " ذراعها " حزب جبهة العمل الاسلامي. وبوثيقته التاريخية التي وزعها بعد فصله بأشهر قليلة والتي قدم فيها مراجعة فكرية وسياسية وتنظيمية قاسية وجريئة لتجربة " الجماعة " و " الحزب ". فقد اشتكى الدكتور من وصاية " الجماعة " على الحزب وطالب برفعها واعطاء الحزب حرية الحركة السياسية ورفع وصاية " الشيوخ ". وبلغة الْيَوْمَ فهو يطالب بفصل السياسي عن الديني وهذا ما تطالب به الدولة الْيَوْمَ وتطالب بقوننة هذا الفصل رسميا من خلال القوانين المرعية. الدولة طالبت " الجماعة " بما كنت انت يا دكتور تشكو منه. لكن الفرق أنك لم تطالب بقوننة هذا الفصل واكتفيت بالتمني والدعاء. 

أين الظلم الذي وقع على الجماعة يا صديقي بمطالبة الجماعة تكييف نفسها مع القانون. من هو الظالم والجاني على الدولة الوطنية وقوانينها، من يطالب باحترام القوانين المرعية، أم من يتمرد عليها ويضع نفسه فوق قوانين دولتنا الوطنية. 

" قلت : الدولة الوطنية " نعم الدولة الوطنية التي لا يحبها الاخوان المسلمون كثيرا، هل تذكرون العبارة الشهيرة للمرشد العام لإخوان مصر عندما قال : طز بمصر. بالمناسبة هل منكم من قرأ في ادبيات " الاخوان " وذراعهم السياسي عبارة : 

" المملكة الاردنية الهاشمية " أبدا .. أبدا . بل "الاْردن ارض الحشد والرباط " ما علينا... الدولة الوطنية الاردنية التي اسمها: المملكة الاردنية الهاشمية، تدعو الى فصل التنظيمات الدينية عن التنظيمات السياسية وفقا لدستورها وقوانينها المرعية. ومن يرفض ذلك فقد ظلم نفسه. الدولة لم تنحر الاخوان بل هم الذين انتحروا.

اما حكاية " من مربع النظام " فهذا كان زمان عندما كان النظام يعلن حالة الطوارئ والاحكام العرفية، ويعتمد على الاخوان في مواجهة القوى الوطنية والديمقراطية، اما الْيَوْمَ فقد تغيرت قواعد اللعبة، فقد غرد الاخوان خارج السرب الوطني عندما طالبوا بسحب صلاحيات الملك وارتبطوا بشبكة علاقات دولية مشبوهة، هذه المطالبة في جوهرها المطالبة بإلغاء النظام الملكي. لان المواد التي طالب الاخوان بسحبها من الملك موجودة حرفيا في كل الدساتير للممالك الغربية الحديثة: بلجيكا، هولندا، اسبانيا.....

الدولة الوطنية الاردنية نضجت وأصبحت تعتمد على الكتلة الوطنية من ابنائها الذين لا ولاء لهم لغير الوطن الأردني وللملك رمز الوطن ورأس الدولة الوطنية. 

اخيراً أودّ ان أقول بان خصومتنا ليست مع التيار الاسلامي الوطني الذي يعمل وفق مبادئ الدستور والقانون ، خصومتنا مع التيار الاسلامي الفوق وطني والمتمرد على القانون. الذي يبني تحالفاته الدولية وفق اجندات حزبية وعقائدية سلطوية، اذكركم بمشروع هيلاري كلنتون المقبور.

 

لن يقبل الاردنيون بغير سيادة القانون على الجميع ولا اتفهم لماذا التردد والمحاباة.